ماذا تفعل إذا كان مديرك أقل منك مهارة أو تعليم؟

لا يهمّني هذا الأمر نهائياً، لا يعني لي إلا بحالة واحدة وهو إجراء سأقوم به مباشرةً، أن أقوم بتقييم ما إذا كان مديري جيد في وظيفته أم لا، لمجرد أن رئيسي في العمل أقل مهارة أو تعليم لا يعني أنه ليس جيد في وظيفته، قد يكون لديهم نقاط قوة أخرى تجعله فعال، مثل مهارات القيادة القوية أو مهارات التعامل مع الآخرين، أقيّم نتائجه عليّ وأحكم بعد ذلك.

وبالمناسبة أنا أرى هذه الأمور فرصة للاكتشاف، عبرهم أستطيع أن اكتشف سبب حصوله على الوظيفة، إذا كنت مؤهل أكثر لماذا هو قد حصل عليها؟ هذا سؤال سيؤدي إلى نتيجة مثمرة بدراسته، قد يكون هناك سبب لحصول رئيسك على الوظيفة على الرغم من أنه أقل تأهيل منك، ربما لديه خبرة أكبر في مجال مختلف أو لديه علاقات قوية مع الأشخاص في الإدارة العليا، أنتبه إلى ذلك واستفيد للقيام بخطواتي اللاحقة.

على أنّ المعظم لا يفعل ذلك، المعظم يأخذ الأمور إلى مناحي غبية، قد يأخذ الأمر على محمل شخصي، أو يبدأ بالعمل ضده وتكوين العديد من الأعداء عوضاً عن الحلفاء، أو يبدأ بالكلام القذر عنه الذي أحياناً يؤدي إلى فصله أو نهاية مهنته وسمعته بالكامل، الحكمة هنا تلعب دور في اتخاذ الطريق المناسب للسلوك في هذه المواقف وهذه الحكمة تراكمية، أوّلها الهدوء وضبط الأعصاب دائماً.

حصل معي هذا الموقف مرّتين في حياتي. في المرّة الأولى عندما كنت أتدرّب في البنك تعرّفت حينها على المدير واكتشفت أنّه حاصل على إجازة جامعية لا أكثر في مجال إدارة الأعمال بينما كنت حينها خرّيجة حديثة بشهادة ماستر في الاقتصاد المالي والمصرفي. لم يكن الموضوع عندي مقبولا ولم أتعامل معه بطريقة جيّدة وانتهت فترة التدريب وهو ما أنهى هذه النقمة التي بداخلي. ثم تكّرر هذا الأمر في العام الثاني في مهنتي كمعلّمة لغة إنجليزية. حينها تم تعيين منسّقة جديدة للغة الإنكليزية واكتشفت لاحقا أنّها لا تحمل إجازة حتى في الأدب الانكليزي بينما أنا أمتلك شهادة الماستر في اللغة بالإضافة إلى خبرة واسعة في هذا المجال. بداية الموقف، وعندما اكتشف الأمر بالصدفة ( وهو ما كانت المديرة تسعى إلى إخفائها) ، لم أتقبل الأمر. فمنسقة يعني أنّها ستشرف على عملي في حين أن عملي هو اختصاصي وهو خبرتي. إلّا أنّ النقطة الفارقة كانت وللأمانة أنها تمتلك خبرة في التنسيق لعشرة سنوات تقريبا. لذلك حاولت الصمت والمراقبة والتعلّم من خبرتها لأنّني أطمح أن اصبح منسقة في المستقبل. لذلك تعلمت منها الكثير حول كيفية إعداد الخطة السنوية وكيفية توجية المعلمات تحت إشرافي من خلال النقد البنّاء وطريقة ذلك بالإضافة إلى الكثير من النقاط التي أثرت مسيرتي التعليمية. اليوم عندما أعاود النظر للأمر أرى أنّه كان في صالحي وهو ما يجب على اي فرد منا تصرفة في نفس الموقف = أن يحاول اكتساب ما لا يعرفه وهو ما يؤهله للمنصب لاحقا بجدارة أكبر.

• أبحث عن فرصة بديلة في الحال.
• أضع خطة طويلة الأمد للتعامل معه.
• لا أفترض أنني سأغادر العمل قريبا.
• أفصل بحثي عن فرصة بديلة عن العمل الحالي.
• أحاول البحث عن أرضية مشتركة فيما بيننا.
• لا أتعمد إبراز تفوقي في هذه النقطة.
• أتجنب تناول الأفكار الجديدة بالنقاش معه إذا لمن يكن مؤتمنًا.
• أتناول حركات الترقية في المنصب بالبحث والفحص.
• أخطط لفرص بديلة داخل بيئة العمل نفسها.

من خلال طرحك للمساهمة ، دار في ذهني كون هل من الضروري أن يكون المدير أكثر مهارة من العاملين تحت قيادته أم أن مهنة المدير تركز أكثر على امتلاك صفات القيادة والتنظيم والتواصل بالإضافة إلى خبرة في نفس المجال ؟

شخصيًا أظن أنه لا يُشترط ذلك ، لأن المسؤول عن وزارة الصحة على سبيل المثال ليس بطبيب ، لكن مسؤوليته تتضمن إدارة ميزانية الوزارة بشكل مثالي ... بناء مرافق جديدة ... تحسين جودة المستشفيات الحالية ... زيادة أجور الأطباء وتحسين مستوى معيشتهم .. وما إلى ذلك .

ماذا عنك يا أستاذ أحمد ؟ هل تعتقد ذلك أيضًا ؟

التجارب كثيرة يا صديقي العزيز

يكرمنا الله في حياتنا العملية كثيرا بمثل هذه النماذج لكن نجتهد بأن نصبر لاجل اداء اعمالنا ولقمة العيش، فيرناندو صبر حتى النهاية ووجد ان وجهه نظرة خطأ .

اعتقد ان تجاربنا في الحياه مليئة بالمتاعب ومن يصبر على ما يصيبة يعوضة الله

عندما يكون المدير يملك مهارات أقل أو تعليما أقل منا، فإنه من المهم أن يتعامل مع الموقف بحكمة وذكاء. قد يكون الشعور بالاحباط والتشكيك طبيعيًا في البداية، لكن يجب على الموظف أن يحاول فهم سبب تعيين المدير ودوره الجديد.

التواصل الجيد مع المدير هو أمر أساسي لفهم رؤيته وأهدافه والعمل بشكل متوازن مع الفريق. قد يكون للفرد مهارات فنية تفوق المدير، لكن الأخير يمكن أن يكون لديه مهارات قيادية وموهبة في التحفيز وتحقيق التوازن بين الفريق.

التناغم والتعاون بين الموظفين والمديرين هو أمر مهم لتحقيق النجاح في العمل. عليهم أن يعملوا معًا كفريق ويدعموا بعضهم البعض للنهوض بالشركة وتحقيق الأهداف المشتركة.

 ماذا فعلتم عندما واجهتم مدير أقل منكم مهارة أو تعليم؟

حقيقة مرة واحدة تعاملت مع مدير أقل مني في مجال الكتابة لكنه أعلى مني في مجال الاستهداف والاعلانات الممولة، توافقنا ودمجنا خبرتانا في المجال، تعلمت منه وتعلم مني ومازلنا لليوم نعمل معا.

منذ سنة ونصف، تم تعيين مدير جديد لقسم المحتوى في شركتنا. اسمه محمد، وهو شاب طموح وودود. لكنه لا يمتلك خبرة كافية في مجال المحتوى الرقمي، ولا يعرف كيفية استخدام بعض الأدوات والبرامج التي نستخدمها يوميًا. كما أنه لا يفهم بعض المصطلحات والمفاهيم الأساسية في هذا المجال.

عندما علمت بذلك، شعرت بالغضب والإهانة. كيف يمكن لشخص لا يعرف شيئًا عن المحتوى الرقمي أن يكون مديرًا لقسم المحتوى؟ كيف سأستطيع العمل معه والتعامل معه؟ كيف سأحافظ على احترامه وثقته؟

ولكن بدلاً من التحلي بالصبر والتفهم والتعاون، قررت التصرف بطريقة عدائية وسلبية. فأنا أدرك أن محمد لا يستحق هذا المنصب، وأنه يشكل تهديدًا لسير عملي وجودة محتواي. كما أنا أدرك أن هذه فرصة لي لإظهار قدراتي وخبراتي، وللضغط على إزالة محمد من منصبه.

ولذلك، بدأت بإظهار روح التحدي والانتقاد مع محمد. خلال الإجتماعات، كنت أعارض بشدة بالأفكار والآراء، وأبرز خطأه وجهله في الموضوعات المعقدة، مع التأكد من إحراج محمد أو إظهار عدم كفاءته. كنت أصعب عليه في اتخاذ القرارات المهمة، وأرفض تطبيق توجيهاته أو اقتراحاته. كنت أستخدم الأدوات والبرامج التي لا يعرفها، وأشرح له بسخرية كيفية استخدامها، مع التأكيد على فارق المستوى بيننا. كنت أعطيه تقارير وتحليلات مبهمة وغير دقيقة عن أداء المحتوى الرقمي، وألقي باللوم عليه في حال حصول أي خطأ أو مشكلة.

بالطبع، لم يستسغ محمد هذا التصرف من جانبي، وبدأ يشعر بالغضب والاستياء مني. بدأ يتجنب التواصل معي، ويتجاهل رأيي في الأمور المهمة. بدأ يحاول إيجاد أخطاء في عملي، وينتقص من مساهماتي وجهودي. بدأ يتعلم من خبرة ومهارة زملائي الآخرين، ويحسن من مستواه في مجال المحتوى الرقمي.

في النهاية، تدهور قسم المحتوى تحت قيادة محمد، وانخفض أدائي وجودتي في عملي. علمتني التجربة أن الأمر لا يتعلق بأن تكون أفضل من شخص آخر ، ولكن يتعلق بالتعرف على نقاط الضعف الفردية والتغلب عليها بالتعلم والتطور. حكاية محمد وأنا بمثابة تذكير بأن العمل الفردي والتعصب والاستعداد لإسقاط بعضنا البعض يمكن أن يؤدي إلى فشل مؤسف في أي بيئة مهنية.

أ. أحمد هلّا سمحت لي بنقد موضوعي للطرح؟ أعتقد أنك لن تمانع.

لمّا قرأت العنوان أول ما خطر بذهني هو أن فكرة المساهمة رائعة! هي السهل الممتنع حرفيًا. لكني توقعت قراءة أمور أخرى أهم من القصة المذكورة في الطرح، والتي لم أجدها تحمل إسقاطًا جيدًا على الفكرة ولم أفهم ما مغزاها. هل مثلًا حضرتك تدعو القارئ إلى التسامح مع فكرة وجود مدير له أقل خبرة منه والبحث عن مميزاته بدلًا من الاستياء لذلك؟

أما بالنسبة للموضوع ذاته فلو كان لي مدير أقل خبرة مني لالتزمت بأوامره وما يطلبه بالكامل؛ فهذا ليس سببًا لترك الوظيفة مثلًا. لم يسبق أن رأيت أحدًا يقول إنه ترك العمل لأن مديره كان أقل منه خبرة. هذا بالطبع إن لم تكن قلة خبرته هذه تؤثر على الموظف بشكل مباشر، فحينها لا بد من وقفة حقيقية واتخاذ قرار.

"عندما تواجه الأشجار رياح العاصفة، تنحني برشاقة وتتمايل بسلاسة لتتجنب الكسر. هكذا يجب أن نتعامل مع الصعاب في مكان العمل أيضًا. عندما واجهت مديري الذي يفتقر إلى بعض المهارات، قررت أن أكون الشجرة الرشيقة التي تساهم في الاستقرار والنجاح.

لم أرغب في أن أكون العاصفة التي تسبب الفوضى والتشتت. بدلاً من ذلك، قررت أن أكون الداعم الذي يقدم المساعدة والمعرفة للمدير. قمت بتقديم المساعدة في المجالات التي أجيدها جيدًا وعملت على تعزيز تفوقه في هذه المجالات.

قمت أيضًا بتبادل الأفكار والخبرات مع المدير، مما سمح لي بالاستفادة من قوته في القيادة وتوجيه الفريق. بالتعاون المثمر، تمكنت فرقتنا من تحقيق أهدافنا بنجاح.

في المواقف التي تجد فيها مديرك أقل منك في المهارات أو التعليم، أعتقد أنه من المهم أن تتبنى موقفًا ناضجًا ومحترمًا. عوِّد نفسك على استخدام العامل النفسي بحكمة، والتركيز على التعاون والعمل الجماعي بدلاً من إظهار فارق المعرفة بينكما، واحترم دوره وسلطته ولا تقدم النصح بطريقة تقلل من قيمته كمدير.

استفد من الفرص لمشاركة خبراتك وأفكارك بشكل بناء، ولكن بتواضع واحترام. ثم قم بتقديم المساعدة عند الحاجة وكون مساندًا له في تنفيذ المهام لأنه قد يساهم التعاون والتحفيز في تحسين أداء المدير وتعزيز العمل الفريقي.

وتذكر ياأستاذ أحمد أن بناء علاقة متوازنة تعزز من أداء الفريق وتعزز من تحقيق الأهداف المشتركة.

من خلال تجاربكم. ماذا فعلتم عندما واجهتم مدير أقل منكم مهارة أو تعليم؟

هذا يعتمد على مستوى المدير الاخلاقي ومدى تقبله للتنوع وكيفية نظرته لنفسه ، اذا كان شخص ذا مستوى اخلاقي جيد ويحترم قدراته ومدوديته فلا يتدخل ولا يفرض سلطته واراءه فهذا يمكن التعامل معه بشكل عادي، مع اخلاقيات عالية ومحبة واحترام سوف تكون الامور طيبة حتى لو لم تكون مريحة مئة بالمئة...اما اذا كان غليضا خشن الحاشية فالاحسن ان يتم التعامل معه بحذر :

• ان كنت ملزما بالعمل لا محالة فعليك تخفيف اللقاءات والاحتكاك به.
• اذا كانت لذيك فرض اخرى ويمكنك ترك العمل اتركه .
• يمكنك الاتفاق معه على وقت محدد او ضيغة ميعنة للتواصل كأن تخبره بأنك ستقدم له الملفات كل يوم الساعة 11 مثلا.
• حاول ان تحصل على ترقيات دون الدخول في منافسة معه.
• اجعل نفسك الموظف الذي لا يمكنه الاستغناء عنه ، فتكسب السلطة المعنوية عليه وهذا يؤثر على كيفية تعامله معك
• اجعله يشعر بمدى مسالمتك، لا تسمح له بأن يشعر بأنك لا ترتاح معه او انك يمكن ان تنافسه بمالذيك من مهاراتـ في نفس الوقت لا تكون ذليل النفس فيشعر انك ملكه.

.. مع التأكد من عدم حجب سوزانا أمام الفريق.

ولعل هذه هي النقطة الأهم عند تعامل الموظف المتميز مع مديره الأقل خبرة بتفاصيل العمل، وذلك حتى لا تسود مشاعر التنافس أو الصراع بينهما.. فإظهار التفوق والموهبة القوية له أصوله..

اعتقد ان المدير ليس من يملك مهارة او تعليم عالي في ذات المجال الذي يحتاجه المشروع او القسم المعني

بل في قدرته على تيسير مهام الفريق ومتابعة اداء الفريق وتحسينه! فهو في النهاية يدير العمل لا يقوم بالعمل نفسه

بالطبع، مدير لديه العلم والمهارة كما لو كانت لدى موظف سيكون ذو قدرات أعلى في مساعدة الفريق لتجاوز العقبات. لكن الاهم منها هو قدراته ومهاراته الادارية بالتحديد

من خلال خبرتي، الموظف سيكتسب خبرات عملية ليست لدى المدير! المدير نفسه سيواصل سؤواله عن التفاصيل هنا وهناك! سيصبح الفرق شاسع بين المدير والموظف في المهارات التي يحتاج اليها المشروع. لكنها مهارات لاداء المشروع وليس لادارة الفريق وهذا هو الفرق الجوهري في الامر

في قاعدة كتبها الكاتب روبرت جرين في كتابه "48 قانون للسطوة أو القوة" تقول:

• لا تشرق أكثر من السيد!

أظن أن فيرناندو تصرف بحكمة متناهية، عندما تمكن من ملاحظة نقاط قوة سوزانا في الإدارة، ولم يحاول أن يبرز أكثر منها، بدلا من ذلك أصبح معاوناً لها.

لقد قرأت عبارة عن العمل الجماعي ومعناها باالعربي:

" فريق العمل ليس مجموعة من الأشخاص يعملون معاً، بل هو مجموعة من الأشخاص الذين يثقون ببعضهم"

فمن المؤكد بأن العمل الجماعي هو العمود الفقري لنجاح أي مشروع، ولولا ثقة فيرناندو وسوزانا بأنهما يكملان بعضهما في مهاراتهم، لما نجح العمل كما ذكرت.

من خلال تجاربكم. ماذا فعلتم عندما واجهتم مدير أقل منكم مهارة أو تعليم؟

شاركت قبل عدة أشهر بتدريب عملي عن كتابة المحتوى، وكنت ألاحظ أن معلوماتي عن المحتوى وخبرتي العملية، أكبر بدرجات من المدرب الذي يقوم بتدريبنا، خصوصاً أنني أتابع كل ما هو جديد في عالم المحتوى، لم أكن أحاول التغلب على المدرب أو التقليل من معرفته، ولكنني في حال قام بطرح أي سؤال كنت أشارك وأتحدث عن خبرتي، وأقوم بنشر الفائدة لزملائي وزميلاتي في الدورة، وفي أحد الأيام طلب مني المدرب أن أقف أمامهم وأتحدث عن قواعد الكتابة SEO.

كنت سعيدة جداً في ذلك الوقت، بالأخص أنني استطعت تقديم الفائدة للعديد من الأشخاص.

مقولة : "مديري أقل مني مهارة أو تعليم" هي مقولة أقل ما يقال عنها أنها غبية لذلك الطالب الذي ظن أن الحياة ستنصفه بفضل علامات تحصل عليها بعد أن تقيأ معلومات حفظها -دون أن يفهمها غالبا- ، هي مقولة تفترض أن الحياة عادلة و ستكافئه بمجهوده الذي قدمه في أروقة الجامعة -لأنه غالبا يظن نفسه استثناءا و الكون يدور من أجله- .

النضج الحقيقي يبدأ عندما تدرك أن الحياة أشمل من الجامعة و المستوى الأكاديمي ، و أن النجاح فيها أكبر بكثير من النجاح التعليمي . نعم ، المستوى الأكاديمي مهم و يمكن أن يفتح لك أبواب و تجارب متنوعة ، نعم النجاح الأكاديمي يعني أنك تمتلك الحد الأدنى من المهارات ، لكن افتراض أن المستوى الأكاديمي -بشهاداته و مجهوداته و امتحاناته- يمثل المستوى في الشغل و الحياة بصفة عامة ، هو افتراض غير ناضج ، لأن الحياة العملية أكبر بكثير و أكثر تعقيدا من الحياة الأكاديمية ، و المهارات التي تتعلمها فقط في مدرج الجامعة ، على أهميتها ، لن تشفع لك للصمود يوما في الحياة الواقعية ، تلك الحياة التي تحتاج منك بالاضافة الى المهارات الأكاديمية النظرية ، ستحتاج منك الى الخبرة ، و مهارات التفاوض و التواصل الفعال و الاقناع و مهارات العمل الجماعي و التفكير الابداعي و فن التأقلم مع المتغيرات و فهم الطبيعة البشرية و فهم العلاقات الانسانية و غيرها الكثير من المهارات التي ستحتاج لمدرسة الحياة لكي تتعلمها بالاضافة الى شهادة الجامعة .

و لكي نعود للموضوع الأصلي ، حول المدير ، أقول أولا : يكفي أن ترى خريطة الأغنياء -مدراء المدراء- في أي مجتمع أو زمان أو مكان لتعرف أن التعليم ليس شرطا و لا قاعدة عامة ، قد تجد أحدهم ذو مستوى أكاديمي مرموق ، و آخر لم يتجاوز الصف الابتدائي ، و آخر من جامعة عريقة ، و آخر بدرجة متوسطة من جامعة عادية . ثانيا : يجب أن أسأل نفسي ، مديري أقل مني في أي مهارة بالضبط ؟ فاذا افترضت أنه يجب أن يكون أفضل منك في مهارتك أنت ، فهذا تصور مغلوط ، لأن محاسبة المدير تكون على مجموعة محددة من المهارات ، هي مهارات القيادة : مثل الرؤية الاستراتيجية ، و تحديد الهدف ، و جمع الفريق ، و ادارة الصراعات ، و التعامل مع الظروف الخارجية ، و غيرها .