النقد والتقييم دائماً ما يكون له أثر وتأثير واضح، وذلك على كل من يسعى لتطوير نفسه، أو تحسين ذاته وطباعه وسلوكياته، ولكن أثر هذا النقد وقدرتنا على تقبله تكون في معظم الحالات مختلفة. فمنا من يتقبل النقد وينظر في أسبابه، ويحاول البحث عن حلول تتعلق بموضوع النقد، ومنا من يتأثر ولا يحاول التغيير، ومنا من لا يقبل النقد ويرى أنه تجاوز كلياً مرحلة تلقي النقد. ولكن أنا مشكلتي مع من يتقبلون النقد ويتأثرون به ويقررون التغيير، تلك الفئة التي أنتمي
لماذا لا نتوقف عن التمني والرغبة الدائمة في الحصول على أكثر من ما نملك ؟
كفئران تجري وراء الجبن حتى تدخل في متاهة لا تخرج منها أبدا، هكذا يركض الجميع وراء حاجة تلو الأخرى وغرض تلو الآخر، وأمنيات ومطامع لا تنتهي، إلى أن يدخل في مصيدة الحياة ويفقد حريته حتى يموت. هذه الصفة أظنها موجودة منذ وجود البشر، ولكن تتفاوت نسبتها من شخص لآخر، فمنا من يريد ما هو محدود ومعروف آخره فإذا أدركه طمع في القليل، ومنا من لا يتوقف عن اختلاق الرغبات والحاجات. وحتى من نجده مكتفي وزاهد ننعته بالكسول عديم الرغبة والطموح،
لماذا نسعى بشكل دائم لإخفاء العيوب ونقاط الضعف رغم الإيمان بأن الجميع لديه منها الكثير ؟
رغم أننا نحاول جاهدين وبصورة مستمرة أن نخفي عيوبنا ونقاط ضعفنا إلا أن هذه المحاولات غالباً ما تفشل، وينجح شخص ما في اكتشافها بكل بساطة. أنا هنا مشكلتي ليست في أن المحاولات تفشل رغم جهدنا الكبير، ولكن المشكلة عندي مع المحاولة نفسها، لماذا نحاول من الأساس ؟ هل أصبح العالم كله مثالي حتى نجاهد نحن في إخفاء عيوبنا ونقاط ضعفنا! قد يقول البعض أن سبب هذه المحاولات أننا نحاول حماية أنفسنا من خبثاء النوايا والفعل، حيث يضغطون علينا ويستغلون نقاط
كيف نعرف أننا نسير في الاتجاه الخاطئ وأن علينا التوقف والتفكير وتغيير المسار ؟
لا يعرف كثير منا الفرق بين البصر والبصيرة، ولكن بطريقة ما علمتنا الحياة الفرق بينهم، وجعلتنا بموقف تلو الآخر ندرك قيمة البصيرة جيداً. أن نرى بالقلب والعقل لا بالعين فقط، وأن ندرك العلامات والإشارات من حولنا؛ لنحمي أنفسنا من الخسارة والألم والضياع، ورغم أننا أدركنا قيمتها مع وقوع الخسائر إلا أننا لا نعرف كيف نبصر جيداً. نظل نسعى إلى هدف ما، سعي طويل وجاد ومرهق ثم لا نصل، نحاول أن نكسب رهان مع الحياة، أو نحافظ على حبيب، أو نحقق
كيف نجحتم في ضبط مواعيد النوم، والنوم بمعدل ساعات مناسب ليومكم ؟
النوم يعد مصدر إزعاج كبير لنا جميعاً، وذلك عندما نفقد القدرة على التحكم به، وكأنه مندوب الراحة يأخذنا وقتما شاء ويتركنا وقتما شاء. عن نفسي لا أستطيع تذكر آخر وقت تمتعت به بنوم منتظم بموعد مستقر وعدد ساعات مناسبة، إما أن يسبب لي قلق وضغط العمل أرق أو نوم غير عميق، أو تسيطر نفسي فأصرف في النوم واستيقظ وأنا ساخط على نفسي. وأظن أننا جميعاً نعاني من هذه المشكلة، وليس شرطاً أن تكون دائمة، ولكن أقصد أنها تحدث من وقت
تضخيم الأخطاء الشخصية سلاح ذو حدين فكيف نستخدمه بطريقة مثالية ؟
ما بين السعي للمثالية والنجاح الكامل وبين تقبل الأخطاء معظمنا عالق لا يعرف كيف يحاسب نفسه، وما هو السبيل الأمثل للتعامل مع أخطائه. كثيراً ما أسأل نفسي ماذا لو تقبلت كل خطأ بعملي، واكتفيت فقط بمحاولة تجنبه، هل هكذا أكون أتصرف بإيجابية ورحمة مع نفسي، أم بتهاون واستهتار سيقودني فيما بعد إلى أخطاء وخسائر متتابعة؟ نحن جميعاً ربما عالقون في نفس المشكلة، تارة نكون صارمين، وتارة أخرى نتقبل الأخطاء ونترحم في التعامل مع أنفسنا، ولكن أظن أن طريقة واحدة فقط
لماذا نعجز عن نسيان بعض الذكريات رغم أننى ننسى ما هو أكبر منها في التأثير؟
بداخل عقولنا جميعاً ثمة صورة لموقف أو ذكرى طيبة كانت أو سيئة، أو هناك حادث أو موقف مهما مضى عليه الوقت لا ننساه، ونستطيع تذكر كافة وملامح حدوثه. والغريب أن هذه النوعية من المواقف قد لا تكون الأقوى أو الأكثر تأثيراً، ولكن بطريقة ما تنجح في أن تعلق في الذاكرة فنذكر كل تفصيلة بها. بينما ذكريات أخرى أكثر قيمة وتأثير وأثر تتلاشى وتختفي من الذاكرة، وكأنها لم تحدث، ولو حاولنا تذكر تفاصيلها سنعجز ونجد صعوبة بالغة مهما تعددت المحاولات. فلماذا
الشعور بالرغبة في التوقف عن العمل وبذل أي مجهود، ما هي تجاربكم معه؟
شعور الكسل معروف وشائع للغاية، حيث نفقد جزء من طاقتنا، ولكن نظل برغم وجوده قادرين على تنفيذ المهام، والتعامل مع حياتنا اليومية. ولكن هناك شعور آخر أنا لا أعرف إسمه، ولكن أعرف ألم الشعور به، وربما يعرفه الكثير منكم أيضاً، حيث نشعر بالرغبة في التوقف التام، كطفل رمى كل ألعابه وقرر الجلوس على الأرض ساكن دون صوت أو حركة. كثيراً ما يسيطر هذا الشعور علي في الآونة الأخيرة، لست غاضب ولست سعيد، لا أريد أن أبكي وبنفس الوقت لا أحمل
متى تصبح الإيجابية سامة ندمر بها بعضنا البعض ومتى تكون ضرورية ومفيدة ؟
متى تصبح الإيجابية سامة ندمر بها بعضنا البعض ومتى تكون ضرورية ومفيدة ؟ هل فكرتم سابقاً في احتمالية أن تكون الأفعال الطيبة سلاح نقتل به الآخرين ؟ أن يتحول الدعم إلى تثبيط والمدح لدافع لغرور الآخرين، والتشجيع لمساندة مطلقة لا تنظر في أثر الفعل. يراودني هذا السؤال وأخشى أن يكون ما أفكر به صائب، فأنا في عملي أقدم الدعم لكثير من أعضاء الفريق، من الجدد ومن القدامى الذين يمتلكون نفس خبرتي أو أقل، خطر بذهني منذ أيام أنني بذلك أساهم
كيف يتحول الخيال إلى قاتل متسلسل بسبب الضغط والتأثير الذي يفرضه ؟
يقول سينيكا " بداخلي خيالات لم تحدث وربما لن تحدث ولكن بطريقة ما مكنتها من قتلي"، وأظننا جميعاً مثل سينيكا، حيث نستمر في تعريض أنفسنا للقتل يومياً. نعيش على أمل أن يحدث شئ، أو يتغير شئ آخر، ونتخيل لو عاد الغائب، أو رق قلب عزيز قاسي، نتخيل ماذا لو أتت الفرص التي تتمنع علينا. وحتى في الخيالات البعيدة عن الانتظار نحن نقتل أنفسنا، أنا أكتب الآن وبداخلي خيال عن شخص آخر كنت أرغب أن أكونه، وأكاد أجزم أن الجميع كذلك.
أنا إسلام، أعمل في أحد المنظمات العربية الخيرية، اسألني ما تشاء؟
أعمل بأحد المنظمات العربية الخيرية المشهورة منذ أربعة سنوات، وقد وصلت بها اليوم إلى منصب رفيع حيث أدير فريق مختص في تجهيز ملفات المبادرات ودراسات التطوير. كما أتولى الإشراف على ملفات المبادرات للمؤسسات الغير ربحية وملفات التطوير المهني المتعلق ببيئة العمل أو التعليمي المتعلق بالأداء، وبحكم المنصب أكون مسؤول عن التواصل والتنسيق مع مؤسسات ومصادر الدعم ومع الجهات المعنية؛ لإرسال ملفات الميزانية والحصول على الموافقات اللازمة ليكون المشروع جاهز للتنفيذ بواسطة الجمعية.
لماذا تحولت نظرتنا للأنانية من وصفها كخطأ سلوكي لوصفها كوسيلة للبقاء؟
قديماً كان وجود أي خطر يهدد حياة مجموعة ما كان الجميع يبحث عن حل لضمان ولو أقل نسبة من الأمان للجميع، أما اليوم فلا مانع من دفع الجميع للهلاك في سبيل النجاة الفردية. كنت سابقاً أقرأ في تاريخ المجاعات في الجنوب ودول القارة السمراء، وذلك تمهيداً لتجهيز مشروع خيري لمنطقة ما، ولفت انتباهي كيفية تعاملهم مع الدعم الغذائي، حيث يتم التوزيع بما يضمن أن لا يموت أحد من الجوع، حتى ولو لم يشبع أحد لكن لا يموت أحد. وبنفس الوقت
عندما نقارن أنفسنا بالآخرين سيكون دافع للتطوير أم للإحباط؟
تقريباً نحن لا نتوقف عن المقارنة في كل لحظة نعيشها، نقارن أنفسنا بأنفسنا، ونقارنها كذلك بالغير، ونقارن اليوم بالأمس والماضي بالحاضر. وهذا الفعل الذي لا يتوقف وغالباً ما يحدث بصورة تلقائية يمكن أن يكون دافع للتطور والإنجاز، ويمكن أن يكون سم قاتل دون أن ندري بأثره إلا حين يقتل فينا جزء كبير. أنا لاحظت أن بعض الأصدقاء يقارنون أنفسهم بي، ولكن لم أستطيع أن اتبين ما أن كانت هذه المقارنة غيرة تدفعهم للتطور أم طريقة سلبية قد تدفع الشخص للإحباط.
كيف سيكون العالم لو تخلينا عن القانون تماماً؟
هل الفضيلة والسواء عند البشر طبع وسمة، أم أن القانون يمنعنا من الظهور على حقيقتنا ؟، يراودني هذا السؤال دائماً، ودائماً لا أجد سبيل للرد عليه، رد مبني على قناعة وغير قابل للشك. فنحن نمنع أنفسنا من الأكل بكميات كبيرة خوفاً من السمنة، ونمنع أنفسنا من التوقف عن المذاكرة خوفاً من الرسوب، فهل بهذا المنطق نمنع أنفسنا من ارتكاب الجرائم والأفعال الشنيعة خوفاً من القانون؟ أم أن الأخلاق والفضيلة هي التي تمنعنا! أفكر دائماً فيما أن كان العالم سيتحول لغابة
الذكريات الرقمية قد تصبح بديل الذكريات الحقيقة، ما مدى اتفاقكم مع هذه الفكرة؟
أننا نتحول ونتغير تماماً يا رفاق، أصبحنا نتأثر أكثر بالتفعالات الرقمية، لدرجة أنها بدأت تحل محل ذكريات التفاعل الواقعي الملموس. دار بيني وبين بعض الأصدقاء نقاش منذ أيام، حول الآلية التي أصبحت علاقتي بهم معززة وقوية أكثر، والكارثة اتضحت لي من المبررات المذكورة. صديق لي عبر عن سعادته بعلاقتي لأنني أدعمه وأعبر عن فخري بكل نجاح يشاركه على السوشيال ميديا، بينما لم يذكر أنني تركت بيتي مثلاً خمسة أيام قضيتها معه في المستشفى ومواقف أخرى عديدة مثل هذه. وآخر كان
بخل المشاعر أقصر طريق لإنهاء العلاقة
في العلاقات العاطفية معظمنا لا يعرف الوسطية، أما أن نصب الاهتمام ونعبر عن المشاعر بغزارة وأما أن نبخل بها، وهذا يسبب مشاكل عديدة. وما يزعجني بالأمر هو البخل في المشاعر، فأنا مثلاً أعرف أنني أحب الطرف الآخر وأشعر بالراحة معه و.....، فلماذا لا أخبره بذلك! ناقشت أكثر من صديق في هذا الأمر وكانت مبرراتهم مختلفة، وبالنسبة لي كل مبرر منهم أسوء من الآخر، فمنهم من يقتنع أنه ليس بخل ولكن حرص على أن لا يدرك الطرف الآخر مقدار حبنا فيستغلنا،
كيف يكون النوم وسيلة راحة حقيقية وليس وسيلة زائفة؟
يقول بيسوا " سعيد من ينام حين ينام" ويقول عمرو صبحي " أفتقد ذلك النوم الذي كان يأتي وحده ليلاً" أما أنا فأقول " النوم وجهة ليس الشقاء بطريقها" نمر أحياناً بفترات ثقيلة لا نجد لاحتمالها سبيل، نشعر أن كل شئ مرهق، ونفقد لذة الأشياء وقيمتها، فلا الطعام يؤدي للشبع، ولا التفكير يخلق الحلول، ولا النوم يؤدي للراحة. قد نجد أحياناً أن ما نهرب منه قبل النوم يأتي ليصنع لنا مشاهد الأحلام فلا سبيل للفرار منه، وقد نستيقظ بإرهاق أكثر
الانتظار هو فعل نمارسه يومياً ولكن لا ندرك تأثيره فما هو تأثيره علينا ؟
كل يوم تقريباً نكون بصدد انتظار شئ، أما قرار أو حدث أو رغبة أو حل، أو تغيير، وربما يأتي ما ننتظره اليوم، أو نضطر لممارسة المزيد من الانتظار لأجله. والغريب أننا نعلم بشأن ممارستنا للانتظار، ولكن لا نعلم بتأثيره، ودوره في تغيير مشاعرنا، والتحكم في طاقتنا، ذلك التأثير الذي ربما يكون هو السبب الأول لما نشعر به من ضغط وألم. وبقدر قيمة ما ننتظره بقدر ما يكون أثر الانتظار واضح وقوي، فنشعر وكأن الأيام تحملنا إلى مجهول وأن مزاجنا وخطواتنا
الإنفصال عن الأجهزة والتقنية الرقمية وسيلة للراحة أم خطوة نحو التخلف ؟
الأدوات الرقمية والتقنية لا يمكن أن نرفض أنها ساهمت في توفير فرص عديدة لتنمية المهارات، وسهلت أعمال عديدة، وجعلت تجربة التفاعل أكثر سهولة. وبها ميزة أنها مجانية الاستخدام ومتاحة وسهلة في التعامل معها، ولكن مقابل المزايا وهذه المنح المجانية دفعنا مقابلها الوقت الكثير و الانعزال الذي يعتبر بداية نمط سلوكي خطير في تأثيره. عن نفسي مؤخراً استخدمت برنامج يتيح معرفة وقت استخدام كل تطبيق، والكارثة أنني وجدت أن استخدام فيسبوك يتم لمدة أكثر من ساعتين ونصف، وواتساب ثلاثة ساعات. أنا
العزوف عن الزواج نتيجة واستجابة لضيق سبل المعيشة أم أنه تحول إلى أسلوب حياة يظنه البعض متميز؟
قديماً كنا نعرف أن العنوسة مشكلة للنساء فقط، إما لحظ ونصيب أو لجمال أو أخلاق أو....، ولكن مؤخراً خرجت دراسات بها إحصائيات تشير إلى إرتفاع نسبة العنوسة للذكور. عن نفسي أعرف الكثير من الذكور العانسين، وقد تظنون أن هذا الوصف مبالغ فالرجل هو الذي يذهب للزواج لا ينتظر من يأتي لطلبه، ولكن العنوسة المقصودة هنا هي أنهم اضربوا عن الزواج. ليس رأي قابل للتغيير ولا غضب مؤقت ولكن قرار هؤلاء صارم ومنتهي، وعندما فكرت في معرفة دوافعه كانت مثل (
نسعى ونركض ونثور على وضعنا الحالي أم نهدأ ونرضى بما نحن عليه
(أخرج من منطقة الراحة) سمعنا جميعاً هذه العبارة بطرق مختلفة ونبرات عديدة، ولغات شتى، ولكن لماذا نخرج أليس من حقنا أن نرتاح ! تحولت هذه الجملة بالتدريج إلى هتاف صارخ ينطق به المؤثرين ونشطاء المجتمع، ثم تعود على نطقها أساتذة الجامعات والخطباء والحكماء والمدراء وكل من له كلمة مؤثرة. ولكن على الجانب الآخر هناك خطبات دينية ونفسية عن الرضا والقناعة وعدم السخط، خطبات توجه للهدوء والاستقرار والراحة وعدم القتال طالما وضعنا مستقر. وما بين هذا وذاك ضاع معظمنا فتارة يثور
كيف نضمن أننا نتعافى فعلاً من الألم والمعاناة ولا نبتلع كلاهما حتى تختنق أنفسنا ؟
الألم والمعاناة لكل واحد منا منهم نصيب، ليس ثابت ولكن أحياناً تفرط الحياة في نصيب واحد منا، وليس هذا هو الكرم الذي نريده، أن نأخذ نصيباً كبيراً من الألم لم يأخذه غيرنا. وحتى المعاناة نحن بها لسنا سواء، فليس لها قالب ثابت أو سبب واضح، فقد أعاني أنا مما يراه غيري حدث عادي أو خبر غير مهم، ولكن ما نتفق فيه جميعاً هنا هو طريقة التعامل مع الألم والمعاناة. نحن هنا فريقين، فريق يتقبل الأمر ويتعامل معه ويتخطاه بطريقة صحيحة،
زرع الشرائح الذكية داخل الأدمغة خطوة نحو الحداثة أم خطوة لانهيار تحدثه التقنية ؟
نسمع من آونة لأخرى عن تجارب زراعة الشرائح الذكية داخل الأدمغة البشرية، لأغراض تقنية أو أغراض طبية، ومؤخراً بدء الأمر يظهر بأغراض رفاهية لمن استطاع إليها سبيل. وعن نفسي لا أرى لهذا التطور التقني أي ضرورة على الإطلاق، تماماً مثل اختراعات العقد الثلاثين من القرن الماضي، حيث ظهرت اختراعات وابتكارات عديدة لا نراها اليوم، وذلك بسبب أنها كانت بلا فائدة. وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا في فائدة مثل هذه الممارسات التقنية المتطورة، ولكن نحن غالباً سنتفق على خطورتها، وكأننا
التعلق بالاشياء والأشخاص طبيعي أم أنه يعكس حالة من الضعف وخلل في المشاعر ؟
أننا جميعاً نمتلك شخص أو رغبة أو كائن أو فكرة نشعر تجاههم بالتعلق، لدرجة أننا لا نستطيع أن نتخيل حياتنا في غياب ما نتعلق به، كيف ستكون وكيف سنقدر على الاستمرار بها. والغريب أن ما من أحد إلا وله ما يتعلق به وينفطر قلبه إذا غاب أو مسه الضر، ولكن لم يفكر أحد منا في كيفية حدوث هذا التعلق وماهيته، ولكننا جميعاً اتفقنا أن ما نتعلق به هو أقوى نقطة ضعف لنا. فنجد رجل كان عاقل ناجح ثم سلبه التعلق
نتوقع ونتمنى أم ننتظر ما سيحدث ونرضى به في سبيل تجنب الألم
هناك حكمة تقول أن أفضل طريقة لتجنب الشعور بالخسارة هي أن لا تتوقع المكسب، ولو أمعن أحدنا النظر بها لوجد أنها بنسبة كبيرة حقيقية. ولو توسعنا في تعميم هذه القاعدة سنجد أنها أيضاً كافية لتجنب أي شعور مؤلم، فمثلاً لو أن طفل يعلم أن والده عائد من العمل وتوقع أن يأتي الوالد بحلوى له ثم جاء الوالد بدون الحلوى هنا ينزعج الطفل. أو لو أنا مثلاً دخلت اختبار بالجامعة وتوقعت أن ارسب فرسبت فهنا لن أتأثر كما لو كنت أتوقع