الطريقة الوحيدة لتجنب الخسارة هي أن لا ندخل اللعبة من الأساس

صحيح كلامك ولكن ما تقولينه من خسارة هو في المستقبل أما خوص التجارب التي قد تؤلمنا فنحن نشعر بها في الحاضر في التوَ و اللحظة. ثم إنها قد تأخذ من رصيدنا الصحي و النفسي أكثر مما يأخذ عدم خوض اللعبة من الأساس. أنا أتفق هنا مع @Eslam_salah1 في الطريقة التفكير هذه لأنني مررت بها في السنوات الماضية. فسألت نفسي: ماذا لو لم ألعب لعبة الحياة؟! ماذا لو وقفت متفرجاً أتأمل من يلعبون وأستمتع أنا بأفراحهم وأحزن لأتراحهم لا كطرف أول بل كطرف ثان؟!! الحقيقة وجدت أنها قد تكون ممتعة. نعم بالطبع لن نخبر الحياة وعيشها حلو ومرها إلا إن كنا من اللاعبين داخل الملعب ولكن سيئات الخسارة و الفقد و الخذلان و الرهان على الناس وعلى الحياة كلها قد تصيبنا بصدمات شديدة ما أغنانا عنها!

لكن ليس كل من يعيش وحده يعاني في آخر حياته ويفتقر من يساعده ويخدمه، وليس كل من يقرر تجنب إهدار الجهد في البحث عن عمل قد يعاني لأنه لم يستطيع إعالة نفسه، أحياناً تكون هناك نتائج أخرى، لكن نفضل التجربة على خسارة قد تحدث أم لا نراهن خوفاً من خسارة حتمية تحدث عند تجنب الرهان، ربما هذا ما يجعل أغلبنا في رهانات مستمرة لا تنتهي

من الأفضل أن نخسر معركة ونخرج بتجربة، على أن نقضي حياتنا نراقب الآخرين يحققون أحلامهم بينما نبقى نحن مكاننا.

قد أتفق معك عندما يتعلق الأمر بالمعارك والتجارب الحياتية البسيطة. لكن عندما يتعلق الأمر بالقرارات المصيرية التي تحدد مستقبلنا، فلا أتفق على الإطلاق..

فمثلا إذا قررت خوض تجربة الزواج وأنا غير مقتنعة بها، وعانيت لسنوات من الخلافات والتوترات، فبماذا ستفيدني تلك التجربة بعد إضاعة جزء كبير من العمر فيما لا أطيقه، خاصة إن تشجعت وخضت تجربة الإنجاب أيضا!!

ولذلك لا أشجع أبدا على تبديد الراحة والسعادة الحاضرة، في سبيل تحقيقهما مستقبلا!

لكن هناك تجارب خوضها موت وليس خسارة، كمن راهن على حب يعلم أنه من طرف واحد وعاش يستجدي قلب الحبيب أن يرق إلى أن قضى القلب نحبه، كأخي الأكبر الذي تحملت أنا دوره في المسؤولية لأنه رغم كفاحه وسعيه خاض معركة خاسرة في مسار علمي من البداية نعلم أن ليس له مكان للعمل به، أنا هنا لا ألقي اللوم على نظام أو أشير لفساد ولكن لومي وحسرتي الأولى والأخيرة على كونه خاض معركة كان ممكن أن يتجنب نزيف الطاقة والجهد والمال والسعي والعمر به أحيانا تكون خسارة التجربة نجاح بحد ذاتها

ماذا عن المناصفة ؟ لا نراهن دوماً ولا ننسحب دوماً، هذا ما يدور بعقلي الآن، أذكر جملة قالها إسلام مخاشيف الملاكم الباكستاني أنا الآن لست اللاعب الذي تختار له خصمه بل يجب أن أختار أنا من يناسبني أو انسحب تماماً من اللعبة فعندي ما أخشاه قالها في لقاء منذ أيام بعدما امتلك طفلة ويبدو أنه وضع قيمة الحياة كلها بها، وأريد أن أكون مثله لا أراهن دوماً وتغرني قدرتي فعندي ما أخشاه

صحيح أنه ليست كل المعارك تستحق خوضها، لكن هذا برأيي إن تم تطبيقه على وجه الإطلاق قد يدعو للتراخي، من يتهيب صعود الجبال يبق أبد الدهر بين الحفرِ... أنا مع ضرورة انتقائية المعارك التي نخوضها، وليس تجاهلها كلها، وهذه هي المعضلة حقا في التفريق بين معاركنا الاساسية التي نلعب فيها دول البطل ولا ينبغي لنا الانسحاب منها، وبين تلك المعارك التي تستنزف منها جهدا دون قيمة قوية كمن يصوم ليفطر على بصلة، لكني لا أؤيد الانسحاب من جميع المعارك على أي حال.. أعتقد أنها حياة مملة

لكن على الأقل هذا يحمينا من النصيب الأكبر من الضرر خمسين كتاب عن الغوص مثلاً كفاية لتلمس النصيب الأكبر من التجربة لكن على الأقل لن أموت من الغرق أو يقتلني كائن بحري يخرج من الكتاب، بنفس المنطق بدأت أشعر أن المشاهدة من بعيد قد تكون بمثابة وضع توفير لكل طاقة وممتلك غالي وثمين لنا سواء كان مادي أو معنوي

نظريتك قويه جدا الأهم من كترة التجاربت و الأهم من خسارتها أو فوزها هوا قابلية التعلم منها و نضج منها أيضا

فربما يحتاج شخص لصدمه واحده كي ينضج و يتغير و أخر يحتاج تلاثه كي ينضج و يدرك و يتغير و هذا منطلق من قابليتهم للنضج.

أحييك خالد

ولكن معظم المعارك ثمن النضج بها قاتل، أنا مثلاً مقابل تجربة شغف بعمل أحبه ركزت عليه حتى أصبحت الأفضل به هنا هذه تجربتي أما خسارتي هي أنني مرغم على تركه الآن لظروف معيشة، أنظر اخترت أنا كفة رهان معينة مع الحياة وهي الشغف والطموح بينما ربحت كفة المال والمرونة لأجل طارئ ظهر فجأة

وإن لم العبها أيضاً لا يمكن أن أخسر بها يا عهوده، أظن هكذا هناك تعادل بين الكفتين إذا ما أردنا المقارنة، أنا لست ضد المحاولة ولكن مؤخراً بدأ مفهوم شرف المحاولة يتلاشى.

نحن نكبر تتآكل صحتنا وتنسحب الأيام بعقاربها واحد تلو الآخر كل مورد معنوي من شغف أو طموح بدأ رصيده يقل لهذا فكرت في بعض الانسحابات حتى لا أجد نفسي بعد سنوات أتسول من نفسي العيش وتأبى أن تمنحني فرصة له

أظن عدم الكمال والتسامح مع هذه الفكرة سيكون جيد لكن لو بحدود أي لا نكون متسامحين في المطلق بلا أي قيود تحيط هذا التسامح والتقبل وتضع له حدود وملامح

ولكن أحياناً يكون لا مجال يسمح بالخسارة أختي، كأن تكون طاقتنا ومورادنا على وشك النفاذ، أو نكون بحاجة لنجاح فقط لهذا قد نفضل عدم خوض التجارب على خوضها مع احتمال الخسارة بها، كمن يعلم أن طاقته ستنفذ لا محالة قبل أن يصل لخط النهاية في سباق فمن الأفضل هنا أن يوفر طاقته فضلا عن خوض التجربة والسقوط والفشل

لكن ألا يمكن أن ننمو بالمشاهدة فقط ونتعلم منها بالنظر في تجارب الآخرين، وكأننا نشاهد تجربتنا قبل أن نخوضها وبذلك لو فكرنا في خوض التجربة نضمن أقل نسبة خسارة بها