المتنمّر الإلكتروني شخص يعيش على استفزازك، يقتات من غضبك وردودك ليشعر بشيء من القوة والسلطة، إنه ليس بالضرورة شخص سيء، لكنه يريد أن يصبح شيء ذا قيمة على حسابك وبك، فتجده يصرخ بأعلى صوت، أنا هنا ولست لا شيء، وفي النهاية يجد نفسه يخبر الناس جميعاً كم هو فعلا " لا شيء " أقصى ما يستطيع تقديمه، السلبية وقلة الأدب.
بينما يعتقد المتنمر الإلكتروني أنه يمزح أو يخفف جو، بصيغة هزلية، في الحقيقة هو يقدم لكمات وركلات مؤدية على شكل كلمات، تدمر نفسية الطرف الآخر، وتترك أحياناً جروحًا حقيقية في الدماغ وتتلف خلايا بالمخ شأنها كتأثير اللكمة الحقيقة، لكن على مستوى نفسي عميق، فتسبب عطبا في التفكير وضعف في التقدير الذاتي وتقليل مشاعر الجدارة بالاستحقاق، وأحياناً تصل إلى مستويات كراهية الذات ومحاولة الإنتحار.
المشكلة لا تكمن هنا فقط، بل تكمن في المنهجية الصحيحة للتعامل مع المتمر، هل حله الصمت أم الرد؟
البعض يرى أن الصمت هو أقوى رد، حين لا تمنحه ما يريد، سيفقد السيطرة، ويشعر بالفراغ وبذلك تكسر لعبتهوتحول الصمت إلى درع يحميك من الدخول في دوامة مهينة من الردود.
لكن في المقابل، الصمت نادرا ما يكون خيار مريح لاسيما إذا كنت تشعر أنك مظلوم، وأن الأخر زاد عن تجاوز حدوده بشكل غير قابل للتسامح لاسيما عندما ترى بأن المتنمّر يفسر صمتك ضعفًا، فيتمادى أكثر.
أنت ماذا تختار: هل تختار الصمت أم المواجهة؟ ولماذا؟....هل تعتقد أن الصمت سلاح أم عذاب أمام المستفز الإلكتروني؟
التعليقات