عامل التذاكر الذي يركب بجوار سائق الباص يعرف مسار الرحلة جيداً، ويعلم كل تفصيلة عنها، ولكن لم يسند له أحد من قبل مهمة القيادة، أو على الأقل لم يجربها.

هذا ما يصف المشكلة التي أطرحها الآن، برحلتي داخل الأسرة كنت جوار أبي دائماً، أعرف كل صغيرة وكبيرة وما يحدث وما سيحدث، ولكن لم يكن طبيعي أن أكون قائد الأسرة والمسؤول عنها في وجوده.

والآن أنا في مكانه زمام الأمور بيدي، ورغم علمي بكل شيئ وكافة التفاصيل ورغم أنني أستطيع القيادة، إلا أنني أجهل أي طريق أسلك وبأي طريقة أتصرف.

ويبدو كل قرار حتى لو بسيط بداخل عقلي أراه قرار قد يغير مسار الكون، ولا أعرف الأفضل أن أناقش واجمع الآراء كما كان يفعل أبي معي، أو انفرد بكل قرار بمبرر أنني الأكثر خبرة ووعي بينهم الآن، وأن لا أحد منهم مؤهل ليذكر رأيه كما كنت أفعل مع أبي.

فبرأيكم أي طريقة أفضل لإدارة الأسرة بفعالية، والحفاظ على استقرارها دون اضطراب أو مشاحنات ؟