السلام عليكم ،عيدكم سعيد
في كل مرة اقرر قرار و ابدأ بتطبيقه أتراجع عنه و اقرر قرار اخر و ابدأ بتطبيقه ثم أعود للقرار الأول أو اتخذ قرار جديد كل هذا في وقت قصير خوفاً من اني لم اتخذ القرار الصحيح و ان هناك قرار افضل منه فما سبب ذلك؟ و ما العلاج؟
مرحبًأ بك في مجتمع حسوب،
ما يحدث معك يرجع سببه لأمرين "التشتيت" وعدم معرفة الهدف، وعادة يمر المعظم بتلك الفترة في حياته، والعلاج هنا يحتاج لعدة خطوات:
1- تحتاج لمعرفة ميولك وأهدافك بشكل واقعي، بمعنى أحضر ورقة وفرغ فيها كل ما تعرفه عن نفسك وما تعتقد أنه نقاط قوة بالنسبة لك، وابدأ بربط تلك النقاط سويًا وكيف يمكنك استغلالها لاتخاذ القرار المناسب لك في هذه الفترة.
2- لا يوجد أي قرار صائب وصحيح بنسبة 100%، عامل التجربة والاختبار هو الفيصل الوحيد، وتجربتك هنا تحتاج أن تكتمل لفترة حتى تستطيع فعلًا معرفة هل قرارك مناسب أم تحتاج لتغييره ( بالطبع القرارات المصيرية تحتاج لتأني شديد قبل الإقدام عليها، ولكن أي قرار آخر يمكن الرجوع عنه، يمكنك تجربته لفترة مناسبة تستطيع من خلالها تحديد رغبتك في استكمال نفس المسار أم العدول عنه)
3- أنا أتفهم جدًا مخاوفك، ودعني أقول لك هذا، من الجيد أن تستخدم الخوف من الندم كعامل محفز بالنسبة لك، ولكن الفكرة ألا تجعله يجذبك في الدائرة المغلقة من التفكير فالخوف فالتفكير فمماطلة، لأنها عادة تنتهي بتشتيت وأرق فقط دون نتيجة حقيقية.
4- ما بدأت به لا تتركه قبل أن تنتهي منه، بمعنى انك لو قررت أنك ستقدم على كورس محدد، أو تبدأ بمشروع، لا تترك تلك القرارات مُعلقة، بل أعط لها كل وقتك ومجهودك لفهم كل التفاصيل الخاصة بها، وإذا قررت في الأخير أن تبدأ في أي طريق، لا تتوقف أبدًا في منتصفه مهما حاول عقلك تشتيتك ومهما وجدت فرص أفضل، هذه فقط حيل من عقلك حتى لا تبذل مجهود وتظل داخل دائرة من القرارات غير المنتهية.
أخيرًا، الأسلوب الوحيد لمعرفة القرار المناسب بالنسبة لك، هو بمعرفة نفسك اولًا، ثم معايشة تجربة قرارك كاملة، صدقني النتيجة في الأخير، إما الامتنان لهذا القرار وربما تتفاجئ بقدرات أنت حتى لم تعرف أنك تمتلكها، وإما معرفة أن هذا القرار لم يكن ملائم لهدفك وأنت علمت ذلك من خلال التجربة الفعلية، ومن هنا تستطيع تجربة مسار آخر وأنت مطمئن.
الخوف الحقيقي هو ضياع الوقت في المٌشتتات دون استغلاله في أي عمل حقيقي له فائدة، ولكن تنفيذ أي قرار مهما كان بسيطًا، سيضع المخ تحت ضغط للالتزام والانضباط بما قررته.
أتمنى لك كل التوفيق.
ما بدأت به لا تتركه قبل أن تنتهي منه، بمعنى انك لو قررت أنك ستقدم على كورس محدد، أو تبدأ بمشروع، لا تترك تلك القرارات مُعلقة
بالإضافة لكل هذه النصائح المهمة، حاول التفريق بين الأشياء المهمة التي لا تتركها قبل أن تنتهي مثل الأشياء التي ذكرتها الزميلة @ErinyNabil ولكن في نفس الوقت ضع لنفسك مدة زمنية وتحديد الهدف من الشيء الذي تنوي فعله وما الذي سيعود عليك منه فلو وجدت أن العائد منه ليس بفائدة لك توقف عن الاستمرار فيه وبدله بمهمة أخرى تكون بحثت عنها جيدا وعن الفائدة منها سواء في المستقبل القريب أو البعيد، فلو كنت تأخذ كورس عن شيء ما فمن المنطقي أن لا ترى النتائج سريعة ولكنها تأخذ وقت وسيكون لها فائدة في المستقبل البعيد، وهكذا أتمنى لك التوفيق.
لكن في كل الأحوال لسنا مضطرين إلى إكمال الأشياء التي نعتقد أنها لا تناسبنا لمجرد أن نكون مررنا بالتجربة كلملة؛ لأنّ هذا قد يوقعنا في فخ مغالطة التكلفة الغارقة وهنا سنجد كل تجربة تستغرق وقتًا ومجهودًا طويلًا وقد تكون غير مناسبة لنا، فلمَ الاستمرار في أمر لا يمت إلينا بِصلة. أعتقد أنّ تحديد مدة زمنية لاختبار كل قرار (أو تجربة) يضمن عدم الوقوع في هذا الفخ، وقرار الانسحاب من الاستمرار حينها سيكون مبني على تجربة وحسب (سواء كاملة أو غير كاملة).
لنقل مثلًا إنني أود اكتساب موهبة جديدة، فجربت تعلم الرسم، ولكن بعد مدة قصيرة شعرت بأنني لا أستمتع بالرسم أو أن الرسم هواية بلا معنى، حينها عليّ الانسحاب، لا أن أقنع نفسي بأن الرسم هو الموهبة التي عليّ تعلمها. المهم أنه حين أنسحب أن يكون لديّ سبب مقنع للانسحاب.
المقصود من التجربة الكاملة هو إعطاء الفرصة للأمر لتجربته كما ذكرتي في نقطة الرسم، فأنتِ حاولتي وبذلتي مجهود وكرستي وقتك له ولكن أدركتي هنا أن الرسم مجال لا يناسبك، هذا هو معنى التجربة، ألا نترك الأمر عند الفكرة فقط والتشتيت من فكرة إلى أخرى دون محاولة حتى تجربة تلك الفكرة، وأنا ذكرت أيضًا أن معرفة كل التفاصيل الخاصة بالتجربة قبل الشروع بها قد يساعد أصلًأ في اتخاذ القرار المناسب من البداية، فمثلًا في فترة سابقة، كنت متحيرة أمام اختيار واحد من ثلاثة مجالات لتعلمه، وحقيقةَ لم يكن لدي شغف واضح لأي منهم، والثلاثة مجالات مميزة جدًا بالمناسبة، لذا ما فعلته، هو دراسة أساسيات كل مجال بشكل مبسط حتى أعرف ما المناسب بالنسبة لي ولا يكون حكمي هنا عشوائي فقط، وحتى المجال الذي قررت بتكملته، في البداية لم أكن أشعر بأي حماس تجاهه، ولولا أنني استمريت لفترة زمنية محددة واعطيت الأمر فرصة حقيقية للتجربة، لم أكن لأصل لما أنا عليه اليوم بسبب هذا القرار، لذا أحيانًا قد يحتاج منا الأمر فقط للاستمرار لفترة محددة قبل الوصول لقرار أخير بخصوصه.
التعليقات