عندما نكون على مصعد كهربائي متجه للأعلى فمن الصعب أن نقول أن أحدهم على المصعد مميز ويلفت الأنظار، لكن عندما يقرر أحدهم النزول باتجاه الأسفل على مصعد متجه للأعلى فهنا يلتفت له الجميع.

من السهل للغاية أن نلاحظ الفأر الأبيض وسط قطيع من الفئران الرمادية التقليدية، وهذا طبع الاختلاف يجذب العين ويخطف الانتباه ويبقى أثره في الذاكرة أكثر من غيره.

لكن للأسف نسعى لكسب مزايا الاختلاف بصورة خاطئة، ونظن أن الانشقاق عن مسار القطيع هو النجاح والانتصار الذي لا يستطيعه أحد إلا من خاطر.

منذ أيام ونحن مع الجمعية في حملة إغاثة كانت لدينا تعليمات بعدم التحرك إلا بعد طلب الإذن، وهذا الطبيعي الذي يلتزم به الجميع، لكن من فريق المتطوعين قرر أحدهم أن يخرج من المنطقة بالكامل ليوزع خارجها وكانت نيته طيبة، أما نتيجة هذه النية فهي إصابته وحصوله على قرار بالفصل النهائي لمخالفة التعليمات.

برهن هذا المتطوع تصرفه بأنه كان يريد أن يظهر ويبرز أمام لجنة متابعة المشاريع وقسم الحوافز، وأن يكون هو الشجاع المغامر المختلف، وفي النهاية كان جزائه بما لا يأمله أحد.

فكيف برأيكم يعززنا الاختلاف أو يدمرنا، وما مدى اقتناعكم بأثره علينا ؟