الثقة بالنفس ليست مجرد مهارة تتعلق بالقدرة على التحدث أمام الناس أو امتلاك حضور قوي، بل هي أعمق من ذلك بكثير. إنها القوة الداخلية التي تجعل الإنسان قادرًا على التحكم في أفعاله وردود فعله، بغض النظر عن الظروف أو آراء الآخرين.

الشخص الواثق من نفسه لا يقيس ثقته بعدد الكلمات التي يقولها، ولا يسعى لإثبات ذاته بإبهار من حوله، بل يدرك متى يتحدث ومتى يصمت، متى يقترب ومتى يبتعد، ومتى يكون حازمًا أو متساهلًا. إنه الشخص الذي يعرف جيدًا السلوك الصحيح من الخاطئ، ويتحكم في تصرفاته بناءً على مبادئه وقيمه، لا بناءً على ردود أفعال الآخرين.

الثقة بالنفس لا تعني الغرور أو التكبر، بل هي القدرة على امتلاك زمام الأمور في الحياة، واتخاذ القرارات بثبات دون تردد. هي السيطرة على الأفعال والمشاعر حتى وإن كانت الرغبة تميل إلى العكس. فالواثق من نفسه لا ينجرف مع التيار، بل يوجه دفة حياته وفق ما يراه صوابًا، دون أن يسمح للعوامل الخارجية أن تزعزع اتزانه.

في النهاية، الثقة بالنفس ليست شيئًا يولد مع الإنسان، بل هي مهارة تُكتسب بالتجربة والوعي الذاتي. وكلما زاد فهمك لذاتك، كلما تمكنت من التحكم في حياتك واتخاذ قراراتك بثبات وثقة.

فهل أنت من يتحكم في أفعالك وردود أفعالك، أم أنك ما زلت تسمح للآخرين بتحديد مسارك؟

A.S.A.K.W