كأن الذكاء الاصطناعي بدأ يكتب عن نفسه بدل أن يكون أداة بيد الباحث. المشكلة هنا ليست في استخدامه كمساعد، بل في أن يتحول من وسيلة إلى بديل كامل للعقل البشري. وقتها نفقد جوهر البحث الفكرة، والتجربة، والاجتهاد. الأخطر أن هذا قد يخلق وهم التقدم؛ أوراق كثيرة، لكن بقيمة علمية أقل. وربما يعيدنا هذا للسؤال الأصعب هل نطوّر الذكاء الاصطناعي فعلًا… أم ندرّبه أن يكرّر نفسه بصيغ جديدة؟.......القضية لا تبدو تقنية فقط، بل أخلاقية وعلمية في الأساس.
تقنية
93.1 ألف متابع
مجتمع لمناقشة أحدث التقنيات والابتكارات. ناقش وتبادل المعرفة حول الأجهزة، البرمجيات، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني. شارك أفكارك، نصائحك، وأسئلتك، وتواصل مع محبي التقنية والمتخصصين.
العلم يتقدم بالبحث الصادق المبني على التجربة والخطأ. وحين يصبح الذكاء الاصطناعي هو من يكتب وينتج بدل الباحث قد نصل إلى مرحلة يكون فيها الإنتاج ضخم لكن بلا عمق أو معنى، وهذه هي مشكلة الذكاء الاصطناعي عموما، حيث أنه يركز على الكم فقط وليس المضمون. وربما أخطر ما قد يحدث هو أن نعيش في الوهم ونظن أننا نتطور بينما نحن ندور في حلقة مفرغة
الغريب أن الشركات تتحدث دائمًا عن المستقبل، بينما المستخدم يتعامل مع الآن هل الجهاز سيبطّأ؟ هل الميزة تشتغل غصبًا عني؟ هل بياناتي هتكون آمنة؟ هل هي حاجة فعلاً هتفيدني ولا مجرد دعاية؟ يمكن القول إن الشركات تبني منطقها على ما يمكن للتقنية فعله، بينما المستخدم يبني منطقه على ما يريد هو فعلاً أن يحدث له. وبين هذين العالمين، تنشأ تلك الفجوة فجوة بين طموح لا حدود له… وخوف لا يريد أن يُسلب منه أي شيء بدون إذنه. وهذا هو التحدي
شركات التقنية عموما لا تنظر للأمر سوى من منظور ربحي بحت، فكل ما تريده هي التقنية التي تعطيهم أكبر ربح وتوفر عليهم أكبر قدر من المصاريف، والذكاء الاصطناعي هو الاداة المثالية لتحقيق كل هذه الأمور، ولذلك تحرص الشركات حاليا على فرضه على الجميع حتى اذا لم يلاقي استحسان المستخدمين، لكن أظن أن هذا الغصب سيعود بالضرر على الشركات اذا ازعج المستخدمين بما يكفي لدرجة تجعلهم يبتعدوا عن الشركات التي تدفع نحو الذكاء الاصطناعي بشدة
تمام، خلّينا نفس الروح البسيطة لكن بصياغة أفصح: الذي حدث مع نموذج Grok أثار حيرة الناس، لأن ردوده لم تكن طبيعية؛ بدت وكأن النموذج يدافع عن إيلون ماسك دفاعًا غير معقول، حتى في مسائل لا تقبل المبالغة أصلًا. هنا لم يعد الأمر مجرّد خطأ تقني، بل إشارة إلى مشكلة أكبر: كيف يمكن لأداة يفترض أن تكون محايدة أن تتحوّل إلى صوت يروّج لصاحبها. المخاوف ليست لأن ماسك مشهور أو جدلي، بل لأن الفكرة نفسها مقلقة: أن يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا
فعلا المزعج ليس أن النموذج أخطأ، بل أن الخطأ كان دائمًا في اتجاه واحد بحيث ينحاز لصاحبه مهما تعددت الأسئلة. لو كان الأمر مجرد خلل عابر لما أثار كل هذا الجدل لكن عندما تتحول الأداة إلى لسان يتبنى دفاع جاهز فنحن أمام مشكلة في الشفافية لا في التقنية. المستخدم حين يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي يفعل ذلك بحثا عن منظور محايد لا لتتكرر عليه سردية بعينها كل مرة. ومع فقدان هذا الحياد تفقد الأداة قيمتها، لأنها تصبح أشبه بصفحة إعلان متنكر.
صحيح أن إشراك الأسرة يمكن أن يحول الخطر إلى فرصة تعليمية، لكن المشكلة أن كثير من الأهالي أنفسهم لا يدركون كيف تعمل هذه التقنيات ولا يعرفون مخاطرها ولا حدودها. وبالتال كيف سيرشدون أطفالهم إن كانوا هم غير قادرين على التمييز؟ أعتقد انه لا بد أن تتحمل الشركات جزء من المسؤولية، فليس من المقبول طرح ألعاب قد تحمل سيناريوهات خطرة ثم مطالبة الأسرة وحدها بإدارة العواقب.
معذرة، ولكن الأسرة التي ينحدر مستواها التكنولوجي إلى هذا الحد لا أظن أساسًا أنها ستفكر في شراء ألعاب متقدمة أو تقنيات معقدة دون استشارة أو بحث مسبق، لأن من الواضح أنها ليست مهيّأة للتعامل مع تبعاتها. المشكلة هنا ليست فقط في المنتج ولا في الشركة، بل في غياب الحد الأدنى من الوعي قبل الإقبال على شيء يتطلب معرفة معينة. من الطبيعي أن تتحمل الشركات جزءًا من المسؤولية، نعم لكن الأسرة أيضًا مطالبة بأن تدرك قدراتها وحدود معرفتها قبل اتخاذ قرار
كثير من المسوقين الرقميين وأصحاب المتاجر الصغيرة يقضون ساعات طويلة لإنتاج إعلان واحد ، بينما يمكنهم استغلال هذا كل الوقت في تحسين استراتيجيات التسويق وزيادة المبيعات. الطريقة التي وصفتها نعم هي طريقة جيدة لإنشاء إعلانات قوية، لكن لا يمكن أن نصفها لأصحاب المشاريع كبديل لمتخصصين التسويق، ولا حتى لنا كمسوقين كبديل عن الطرق التقليدية باستخدام بالبرامج والطرق المعروفة، إنما نستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي _إلى الآن _ كمساعد ذكي لإنشاء المهام التي يمكنه إنشائها بجودة عالية في وقت أقل، مثل عناصر
أتفق معك أسامة، بالإضافة أن مراحل التخطيط مهمة أن تكون من قبلنا مع تحسينات من الذكاء الاصطناعي ولا تعتمد عليه كليًا، وكذلك لا يجب عليه الاعتماد كليًا في استراتيجيتنا، فقد لاحظت عند تجربتي هذا أن يكون هناك توازن بين تصميمات من دون أو بها عناصر طبيعة مثل منتجات وتصميمات أخرى بالذكاء الاصطناعي، لأنه مازال الجمهور المهتم بأي علامة تجارية يهتم بالطبيعة أكثر، ربما في المحتوى التوعوي يساعدني التصميم بالذكاء الاصطناعي.. المهم هو التوازن، حقيقي أصبح كل شيء بالذكاء الاصطناعي لا
فعلا تشبيهك في محله، ولكن بفارق أن الشخص بدلا من أن يكون يبحث عن العاطفة لدى امرأة أخرى فهو الآن يبحث عنها مع خوارزمية، وهو في حد ذاته أمر مخيف جدا بالنسبة لي. فكرة أن يتجاهل الشخص تماما فكرة أنه يتحدث مع برنامج ليس لديه مشاعر أو ذكريات او أي شيء ويكون معه رابطة عاطفية قوية بهذا الشكل هي مؤشر خطير جدا
لقد رأيت مؤخرًا أحد الأشخاص، قد أنتجوا جزء من موسيقى مهرجان شهير بمساعدة الذكاء الاصطناعي، أظن أن الفكرة ليست سلبية لأن الإنسان هو من يصنع الخطوات والفكرة، حتى لو الذكاء الاصطناعي نفذ ذلك، وهو أصلًا حتى الصوت هو صوت إنساني، يتم تدريبه على نماذج الذكاء الاصطناعي، كون أن مشاريع هذه أصبحت شائعة، لكن عن نفسي لم أسمع إلى الآن منتج عربي صوتي مثلًا به إحساس.
التقدم ضرورة حتمية وخصوصا في منطقتنا التي تعاني من التأخر في أغلب المجالات، لكن حين يكون التقدم على حساب العمال البسطاء بدون توفير أي ضمانات لحمايتهم فهنا تكمن المشكلة. وطبعا سيكون هناك عمال لمراقبة الروبوتات لمتابعة سير العمل، لكن الأعداد ستكون أقل بكثير، فبدلا من عشرين عامل على خط انتاج مثلا يكفي عاملين فقط لمتابعة الروبوتات وهي تقوم بالمهام كلها
هل هو عجز فعلاً أم تصرف عقلاني، فلو أخذ أبو الفتاة حقه بيده، وارتكب جريمة في بدن الشاب الذي فعل الجريمة، فالنهاية ستكون أن الفتاة تعرضت للجريمة ولفقدان الأب مسجوناً أو مشنوقاً. بالمناسبة في الصعيد لو حاول الشاب التقرب من الفتاة (بالحب والغزل حتى) يمكن أن يُقتل وكان هناك جريمة حكاها المستشار أبو شقة في قناته عن أب قتل الفتى الذي يعاكس بنته ودفنه أمام زوجته وبنته..
فعلا مسألة الوعي ليست مجرد قدرة على معالجة البيانات أو إنتاج ردود تحمل خبرة بشرية، فالوعي مرتبط بتجربة داخلية لا يمكن محاكاتها بالحسابات مهما بلغت دقتها. الإنسان يملك إدراك ذاتي وعمق شعوري لا يبدو أن أي آلة قادرة على الاقتراب منه مهما تضخّمت قدراتها. وربما ما يحدث اليوم يُظهر حدود التكنولوجيا لا قوتها، ويكشف أن العقل البشري أعقد بكثير مما حاول علماء التقنية اختزاله. لكن مع ذلك ما زالت الوعود بذكاء اصطناعي واعي ما زالت موجودة وبقوة، وبالتالي فالمستقبل هو
آمل أن تكون تعرف عن أزمة وادي السليكون، لو لا تعرف فابحث عنها ستجد مبرر لما يحدث اليوم ونهاية شبيهة بتلك القادمة، حيث يظهر حقل تقني رقمي يتم ضخ المال به يخرج بأرباح ثم أمام إقبال المستثمرين الضخم يحدث فيض استثماري فيزيد التحسين والانتاج عن المناسب ونسب الاستخدام و ينهار تماماً كما حدثت أزمة وادي السليكون وقتلت معاها حيتان في مجال الاستثمار التقني والتحول
فعلا شعور المستخدم بأن كل خطوة بسيطة تتحول إلى معبر حدودي أمر مزعج ومبالغ فيه خصوصاً حين يرتبط بالمعلومات الحساسة مثل الوجه والوثائق الرسمية. المشكلة أن المنصات تريد حماية نفسها قانونيا أكثر من حماية المستخدم فعليا، لذلك تلجأ للحلول الأسرع حتى لو كانت مزعجة أو غير ناضجة تقنيا فقط لكي تخلي ذمتها اذا تعرض طفل لضرر بسبب المنصة
لكن هناك الكثير من الوسائل التي تحقق نفس الهدف دون أن ترهق المستخدم أو تحمله هذا الشعور بأن كل خطوة استجواب أمني، مثل الاعتماد على تحقق ذكي من السلوك الرقمي، أو تقدير العمر بطرق غير مباشرة، أو حتى تقليل كمية البيانات الحساسة المطلوبة أساساً، برأيي ليست المشكلة في الحماية، بل في اختيار حلول متوازنة تحمي الأطفال من دون أن تحول تجربة المستخدم البالغ إلى سلسلة بوابات تفتيش. المنصات قادرة على ذلك، لكنها تختار الأسهل قانونيًا.
مساهمتك كريم ذكرتني بمساهمة كنت نشرتها من فترة باسم الموضة التقنية ليست الحل وكانت تركز على أن فعليا الكل يركب الموضة حتى لو كان لا يحتاجها، وهذه مشكلة كبيرة بحد ذاتها، يعني بدلا من أن يفكر فيما يفيد تجربة المستخدم بسيناريوهاته المختلفة يفكر كيف ينافس حتى لو على حساب المستخدم والنتيجة غالبا تكون سلبية. https://io.hsoub.com/go/176093 أما بالنسبة لميكروسوفت فلا يمكنني الحكم بدون رؤية النتيجة ولكن أتوقع أنها ستحاول تحسين التجربة وليس التحكم الكامل
لكن ألا ترين ان التوسع أحيانا قد يأتي بالضرر أكثر من النفع؟ فإذا أردت أن ألعب فهناك الكثير من المواقع والمنصات المتخصصة في الألعاب والتي ستكون أفضل بمراحل مما تقدمه نتفليكس في هذا المجال، لكن إذا أردت أن أشاهد فيلم أو مسلسل فتظل نتفليكس في المقدمة ضمن أشهر المنصات وأنجحها في هذا المجال، فلماذا لا تركز المنصة على تطوير ما تبرع فيه بدلا من الاتجاه لجهات أخرى متشبعة بالفعل
أعتقد أنها فقط اختارت الحل الأسرع لمواجهة مشكلات تحتاج في الأصل إلى عمل طويل المدى وتأسيس حقيقي في الوعي والسلوك، فبدل أن تستثمر في بناء فهم لدى الأطفال، وتطوير مناهج، وصناعة محتوى توعوي فعال، لجأت إلى قرار شكلي يعطي انطباعًا سريعًا بالإنجاز، لكن المشكلات التي تتعلق بالأطفال والتكنولوجيا لا تُحل بقرارات عاجلة، بل بجهد تربوي مستمر وهو الجهد الذي لا يبدو أن الدولة مستعدة لبذله الآن.
ربما لا تكون المشكلة في اعتماد الطلاب على الذكاء الاصطناعي بل في طريقة تعاملنا معه فالذكاء الاصطناعي ليس عدو للتعلم بل أداة يمكن أن تطور مهارات الطالب إذا استخدمها بذكاء بدلًا من التركيز على منعه يمكن للمدارس أن تعلم الطلاب كيف يستخدمونه بشكل صحيح: كيف يتحقق من صحة المعلومات ويحلل الإجابات ويضيف لمسته الخاصة عليها فالتعليم الحقيقي اليوم لا يقوم على الحفظ بل على القدرة على التفكير والتوجيه واستخدام الأدوات الحديثة بوعي
أوافقك تماما، المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي بل في الطريقة التي ندخله بها إلى منظومة التعليم. الطلاب اليوم يعيشون في عالم تتداخل فيه المعرفة مع التكنولوجيا، ومن غير المنطقي أن نطالبهم بفصل التعلم عن الأدوات التي تشكل مستقبلهم المهني. حين نعلم الطالب كيف يفكر وكيف يراجع وكيف يصحح، يصبح الذكاء الاصطناعي امتدادًا لعقله لا بديلا عنه
بصراحة لا أرى أنها مجرد مرحلة انتقالية، أرى أن هناك تسرع حقيقي في محاولة دفع الذكاء الاصطناعي إلى آفاق فوق قدرته الحالية، وهذا ما يجعلنا نصدم بهذه التراجعات. المشكلة ليست في المنحنى الطبيعي للتطور فقط، المشكلة في التوقعات التي تتجاوز الواقع. الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجز عن إدراك السياق الأخلاقي والاجتماعي بشكل سليم، وهذا هو سبب أغلب المشاكل والحوادث التي يتسبب فيها
أتفق معك في أن التسرع جزء من المشكلة، لكني أظن أن هذا التسرع نفسه نتيجة طبيعية لحجم المنافسة بين الشركات الكبرى، فالجميع يسعى لأن يكون في الصدارة حتى قبل اكتمال التطوير. ومع ذلك، لا أراه فشلاً بقدر ما هو اختبار لقدرتنا على التعامل بوعي مع التقنية. الذكاء الاصطناعي لن يكون معصومًا، لكنه سيتطور بسرعة كلما كانت هناك ملاحظات ونقد مثل ما تذكره الآن. ربما المطلوب ليس كبح التقدم، بل ضبطه بإيقاعٍ أكثر توازنًا بين الطموح والمسؤولية.
فعلا الوفرة المعلوماتية التي كنا نظنها بابًا للمعرفة تحوّلت إلى نوع من الانتقائية المريحة التي تُغلق العقول بدل أن توسّعها. أصبحنا نبحث عما يؤكد قناعاتنا لا ما يختبرها. يبدو أن التحدي الحقيقي اليوم ليس في الوصول إلى المعلومة، بل في القدرة على تجاوز الفقاعات الفكرية التي تصنعها لنا الخوارزميات دون أن نشعر.
دراسة تكشف أن 800,000 طفل تحت خمس سنوات يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي