عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا اتذكر حين كنا نجتمع انا وعائلتي حول التلفاز، نتشارك الأحاديث، أو لتناول العشاء. لكن اليوم، أجد أن كل فرد في البيت قد أصبح في عالمه الخاص. فكل منا أصبح مستغرقًا في هاتفه أو حاسوبه، حتى ونحن في نفس الغرفة. التكنولوجيا لم تقربنا من بعضنا البعض داخل المنزل، بل على العكس، صنعت فجوة بيننا.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا تساعد في تقريب البعيدين. تواصلنا عبر المكالمات والفيديو يجعلنا نشعر بوجود أقاربنا حتى لو كانوا على بعد آلاف الكيلومترات. فمن جهة، هي تفرقنا داخل المنزل، لكنها تقربنا خارجه، وتمنحنا القدرة على التواصل الفوري مع من نحبهم.
أنا شخصياً لا أميل إلى شيطنة التكنولوجيا مطلقا، بل أعتقد أنها مجرد أداة في أيدينا، وبالتالي فأي آثار سلبية ناتجة عنها لا تعني أن التكنولوجيا سيئة في حد ذاتها، لكنها تعني أن البشر غير قادرين في استغلال التكنولوجيا على النحو المناسب.
ما رأيك هل علينا أن نضع حدودًا داخل منازلنا لاستخدام الهواتف والأجهزة حتى نستعيد الترابط الأسري؟ أم أن هذا التغير في نمط حياتنا هو ببساطة جزء من الواقع الجديد الذي علينا التكيف معه؟
التعليقات