برأيكم كيف تؤثر التكنولوجيا على الخصوصية الشخصية؟ وما الذي يجب علينا الحذر منه من هذا الجانب عند التعامل معها؟
كيف تؤثر التكنولوجيا على الخصوصية الشخصية؟
وما الذي يجب علينا الحذر منه من هذا الجانب عند التعامل معها؟
صراحة الخصوصية الشخصية أضحت أحد أكبر هواجسي منذ دخولي عالم السوشيال ميديا والذكاء الإصطناعي..
وشخصيا أقوم بالاحتفاظ ببياناتي وملفاتي الشخصية الهامة جدا بعيدا عن الأجهزة المتصلة بالانترنت من الاساس، سواء على أقراص CD، أو فلاش ميموري.
ماتحتفظى به قد يكون صورا أو فيديوهات أو حتى كتوبات، ولكن ماذا عن المحتوى الذى يطلع عليه كل موقع تدخلينه على سبيل المثال أى موقع تتصفحينه غالبا يعرف أين أنتى من ناحية الموقع ونوع الجهاز المستخدم والكثير من الأمور التى هى مهمة لهم لكي يخترقوا أجهزتنا بسهولة، ولكنهم لايخترقونا أتدرى لما لايخترقونا مع إن أمر الإختراق للأشخاص العاديين مثلى ومثلك هو شئ شديد السهولة، لأنهم لايريدون إخترق حواسيبنا، بل يريدو إختراق جيوبنا، فكيف لهم أن يخترقوا جيوبنا بالتسويق لنا، ولكن كيف يسوقوا لنا وهم لايعرفون عنا تفضيلاتنا فى الشراء؟؟! هم يعرفوا كما ذكرنا سابقا يعرفونا تفضيلاتنا وإهتماماتنا وغالبا معظم الأشياء الكافية ليقدم لكي إعلاناً أو محتوى تسويقي متناسب معكي وكذلك تطبيقات الموبايل.
أى موقع تتصفحينه غالبا يعرف أين أنتى من ناحية الموقع ونوع الجهاز المستخدم..
هذه الأمور لم تعد تمثل خصوصية شخصية برأيي..
وما دمنا اخترنا استخدام التكنولوجيا فعلينا أن نضحي ببعض من خصوصياتنا، ولكن لنحاول تقليل ذلك البعض قدر الإمكان.. فما لا يدرك كله، لا يترك كله!
كان لدي صديقة تحتفظ بكلمات السر المهمة على ورق وفي البداية ضحكت منها حتى تعرضت بنفسي للاختراق عندما حصل تسريب في بيانات جوجل الذي كنت استخدمه للاحتفاظ بكلمات سري! وقد اتبعت اجراءات احتياطية بعد ذلك ولكن لم استطع أبدًا أن أصل لهذه المرحلة حيث أنها تتطلب وقتًا ومجهودًا كبيرين. برأيك ما الطريقة الأفضل للحماية ولا تستهلك وقتًا ضخمًا كإعادة نقل كلمات السر في كل دخول على موقع؟
دعني أحكي لك قصة:
في يوم اتصل شخص واسمه سام على مطعم Good بيتزا فرد عليه الشخص الذي يكلمه وقال له: مرحبا بك في جوجل بيتزا، فظن الرجل أن الرقم خطأ فأخبره جوجل بأنهم اشتروا المطعم.
سأله جوجل: هل تريد نفس البيتزا التي تطلبها كل مرة؟ فاستغرب الرجل وسأله: كيف تعرف أنت النوع الذي أطلبه؟ هل تعرفني؟ فقال له جوجل: موجود في قواعد البيانات لدينا أنك اشتريت نفس البيتزا بالجبن والطماطم 20 مرة قبل ذلك. فقال الرجل: لا أنا أريدها باللحم المدخن. فقال جوجل: أنصحك أن تطلبها بالخضار لأنك أنت لديك ارتفاع بالكوليسترول.
فغضب الرجل وقال له: كيف تعرف؟
فقال جوجل: موجود في قواعد البيانات لدينا اسمك ورقم هاتفك في الخدمات الصحية وقد قمت باستخراج نتيجة تحليلك التي قمت بعملها منذ 10 سنين.
فقال الرجل: أنا آخذ الدواء بانتظام.
فرد جوجل: للأسف لا لأنك لم تشتري الدواء منذ 3 أشهر لأن بطاقة مشترياتك لم تسجل معاملة في الصيدالية. فقال الرجل: بل اشتريت نقدا. فرد جوجل: ولكن لم يسجل أنك قمت بسحب هذه الأموال من البنك. فقال الرجل: بل أخذتها من مدخراتي الكاش في البيت. فقال جوجل: لكن حسب آخر إقرار ضريبي أنت لم تذكر فيه هذا الدخل إذن أنت متهرب من الضرائب.
فقال الرجل: يا ليتني أهرب إلى مكان بعيد ليس فيه جوجل أو إنترنت.
فرد جوجل: حقيقي سنفتقدك كثيرا لكن لا تنسى أن تجدد جواز سفرك لأنه منتهي من أسبوعين.
تذكرني القصة بقصص حدثت بالفعل خاصة استغلال تحليل البيانات في تطويع الإعلانات وقد تكتشف تلك البيانات ما لا تعرفه أنت عن عائلتك أو حتى عن نفسك. ويذكرني أيضًا بإحدى الشخصيات في مسلسل كوميدي اسمه parks and recreation عندما طلب منه إحدى المواقع عنوان منزله قام بإلقاء حاسوبه بالكامل في سلة المهملات وكذلك هاتفه وأكتفى بهاتف صغير للتواصل مع أسرته
برأيك بما أننا لا يمكننا أن نفعل مثل هذه الشخصية كيف نستطيع حماية خصوصياتنا قدر الإمكان؟
بالفعل أثرت التكنولوجيا سلبًا على خصوصية كل منا، فعلى سبيل المثال تتطلب وسائل التواصل الاجتماعي بلا استثناء كتابة الكثير من المعلومات الشخصية، كما يشارك عدد كبير من المستخدمين لتلك التطبيقات بياناتهم الشخصية وتفاصيل حياتهم يوميًا إلى أن أصبح الأمر في غاية الخطورة، فقد أصبح من السهل على أي شخص جمع معلومات عن غيره بكل سهولة، وهذا يسهل أحيانًا عمليات السرقة والاحتيال، وأرى أنه من الضروري أن نعيد جميعًا النظر في علاقتنا بالتكنولوجيا وندرك أنها سلاح ذو حدين، ولا نشارك معلوماتنا الشخصية والدقيقة مع الغرباء.
كما يشارك عدد كبير من المستخدمين لتلك التطبيقات بياناتهم الشخصية وتفاصيل حياتهم يوميًا..
المشكلة الأكبر بسمة، أنه حتى أولئك الذين لا يقومون بمشاركة بياناتهم أو حياتهم على تلك التطبيقات، معرضون أيضا لخطر إنتهاك خصوصيتهم؛ فكونك تحوزين جهازا ذكيا ( جوال، حاسوب،..) كفيلا بأن يجعلك هدفا متاحا لإختراق حياتك الشخصية بأي وقت!
لذلك أفضل دائمًا فتح المواقع الهامة التي تتعلق بالبيانات المالية وحجوزات الطيران وغيرها من المواقع من المتصفح الخفي، فكثيرًا ما أشعر أن جميع التطبيقات ما هي إلا وسائل مراقبة، وبالفعل هذا ما يحدث لأن تلك التطبيقات تقوم ببيع تفاصيل سلوك مستخدميها للشركات التي يهمها الأمر، فنجدها تتعقب ما نبحث عنه وما نشتريه عبر الانترنت وغيرها من الأشياء.
أفهمك بسمة لكن في نفس الوقت خلقت تلك المواقع مساحة تواصل شبيهة بالعالم الواقعي وأصبح من المعتاد أن يشارك الإنسان صورته وقصصه وخلافه وربما لو لم يفعل ذلك لما تمكن من الحصول على تواجد جيد على هذه المواقع وربما لتعرضت حتى حياته الاجتماعية للضرر. فبرأيك كيف يستطيع الإنسان الموازنة بين المشاركة والتداخل الاجتماعي الإلكتروني وبين الحفاظ على خصوصيته؟
وأصبح من المعتاد أن يشارك الإنسان صورته وقصصه وخلافه
ليس من الضروري أن يكون الشيء المعتاد هو الشيء الصحيح، وشخصيًا نادرًا ما أقوم بذلك.
لتعرضت حتى حياته الاجتماعية للضرر.
لماذا قد تتعرض حياته الاجتماعية للضرر؟ الكثيرون لا يحبون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل ولا توجد مشكلة في ذلك.
فبرأيك كيف يستطيع الإنسان الموازنة بين المشاركة والتداخل الاجتماعي الإلكتروني وبين الحفاظ على خصوصيته؟
لا بد أن ينتقي ما يكتبه وما يعرضه من معلومات وصور، على سبيل المثال لن يفيدنا في شيء أن نعرف مكان وجود شخص ما، أو نقرأ قصة فشله في علاقة حب أو صداقة ففي رأيي أنها أمور شديدة الخصوصية.
التكنولوجيا لها تأثير كبير على الخصوصية الشخصية، حيث يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بحذر. إليك بعض النقاط الرئيسية حول هذا الموضوع:
تأثير التكنولوجيا على الخصوصية الشخصية:
- جمع البيانات الشخصية:
- العديد من التطبيقات والمواقع تجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مثل المواقع الجغرافية، وسجل التصفح، والمعلومات المالية، وحتى المحادثات الخاصة12.
- المراقبة والتتبع:
- يمكن للتكنولوجيا أن تسهل عمليات المراقبة والتتبع، سواء من قبل الحكومات أو الشركات. هذا يشمل تتبع الأنشطة على الإنترنت، والمكالمات الهاتفية، والمواقع الجغرافية3.
- الاختراقات الأمنية:
- تزايدت حالات الاختراقات الأمنية وسرقة البيانات الشخصية، مما يعرض الأفراد لمخاطر مثل سرقة الهوية والاحتيال المالي4.
- التأثير على الحياة الشخصية:
- يمكن أن تؤدي مشاركة المعلومات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى انتهاك الخصوصية، حيث يمكن أن يتم استخدام هذه المعلومات بطرق غير متوقعة أو غير مرغوب فيها5.
نصائح للحفاظ على الخصوصية عند التعامل مع التكنولوجيا:
- استخدام كلمات مرور قوية:
- تأكد من استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وتغييرها بانتظام.
- تفعيل المصادقة الثنائية:
- استخدم المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication) لتعزيز أمان حساباتك.
- مراجعة إعدادات الخصوصية:
- تحقق من إعدادات الخصوصية في التطبيقات والمواقع التي تستخدمها، وقم بتعديلها لتناسب احتياجاتك.
- تجنب مشاركة المعلومات الحساسة:
- كن حذرًا عند مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت، وتجنب نشر التفاصيل الحساسة.
- استخدام برامج الحماية:
- قم بتثبيت برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية لحماية أجهزتك من الاختراقات.
- التوعية والتعلم:
- ابقَ على اطلاع بأحدث التهديدات الأمنية وتعلم كيفية حماية نفسك منها.
التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية ومفيدة، ولكن من المهم أن نكون واعين للمخاطر المحتملة ونتخذ الخطوات اللازمة لحماية خصوصيتنا. هل لديك أي تجارب أو مواقف معينة تتعلق بالخصوصية ترغب في مشاركتها أو مناقشتها؟
التعليقات