بالتأكيد نرى حجم التطورات الهائلة بالمجال التكنولوجي، مما يؤثر بشكل كبير على جوانب متعددة من حياتنا، بما في ذلك الذكاء البشري، وتأثير التكنولوجيا على الذكاء البشري يمكن أن يكون معقدا، حيث يحمل في طياته فوائد وتحديات على حد سواء، أحد أبرز التأثيرات الإيجابية للتكنولوجيا هو زيادة الوصول إلى المعلومات، وهذا بفضل الإنترنت والأجهزة الذكية، ولكن من جهة أخرى الاعتماد الكبير على هذه الأجهزة والتطبيقات الذكية قد يقلل من قدرة الأفراد على تذكر المعلومات والمهارات الأساسية، كما أن الوقت الطويل الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات يمكن أن يؤثر على قدرة التركيز والانتباه، ويقلل من التفاعل الاجتماعي الحقيقي، لذا كيف يمكننا الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الذكاء البشري دون أن نفقد مهاراتنا الأساسية وقدرتنا على التفكير العميق؟
كيف تؤثر التكنولوجيا الحديثة على معدل ذكائنا؟
كيف يمكننا الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الذكاء البشري دون أن نفقد مهاراتنا الأساسية وقدرتنا على التفكير العميق؟
صعب، أعتقد أننا كلما اعتمدنا أكثر على المهارات التقنية، فنحن شيئًا فشيئًا نفقد جزءًا من مهاراتنا، أو على الأقل نفقد جرعات من التفكير كان يمكن أن نبذلها بدون التقنية، لكن توفر التقنية حجَّم تلك الجرعات.
أتفق صعب جداً، فحجم المدخلات اليومية لعقل الفرد منا هوا مالايقل عن مليون صورة يومية وألالاف الأصوات الجيدة والسيئة، فالعقل لايستطيع التركيز إلا إذا كان هناك جلسة يومية يتم فيها التفكير فى ما وصله من كم هائل من المدخلات ونحن لانفعل ذلك بل نخزن المليارات والمليارات بلاتوقف كمن لدية مستودع بألالاف الأمتار وهوا يملؤه بالبضاعة بصورة عشواية ولايهاب أن تنفذ مساحتة ولا يسعى حتى فى ترتيبها بجلسة يومية قبل النوم يراجع فيها نفسه.
لا يمكننا الإنكار التكنولوجيا بلا شك تلعب دورا محوريا في تعزيز الذكاء البشري، ولكن يمكننا استخدام التكنولوجيا كمساعد لتحسين كفاءتنا، و هذا الأمر ما رأيته في العديد من المستخدمين، حيث أثرت هذه الأدوات عليهم بالإيجاب و ليس بالسلب، وبالتأكيد هذا الأمر يتطلب وعيا بعدم الاعتماد الكلي على التكنولوجيا، بل استخدامها كأداة تعزز من قدراتنا.
الاعتماد الكبير على هذه الأجهزة والتطبيقات الذكية قد يقلل من قدرة الأفراد على تذكر المعلومات والمهارات الأساسية
اسمح لي أن أزيدك من الشعر بيتا فلقد أصبح الكثير من الناس وخصوصا الشباب يعتمدون على الذكاء الاصطناعي التوليدي في التفكير وإدارة حياتهم بدلا عنهم، فمن أعجب الأسئلة التي سألها شخص لموديل ذكاء اصطناعي: "كيف أقوم بالحصول على دخل ثابت بدون عمل؟" هل أدركنا حجم الكارثة؟
وللأسف استغل المحتالون وبائعوا الهواء في أكياس البلاستيك هذا الأمر لصالحهم فأخذوا يروجون مثلا لدورة: كيف تحصل على 10000 دولار شهريا بدون مهارة باستخدام Chat GPT? والكارثة أن الناس تدفع للحصول على هذه الدورات الفنكوشية.
بصراحة يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكنها تحسين جوانب كثيرة من حياتنا وتسهيل العديد من المهام، ومع ذلك يجب أن ندرك أن هناك حدودا لما يمكن لهذه التكنولوجيا تحقيقه، وأنها ليست بديلا عن العمل الحقيقي والمعرفة والمهارات الإنسانية، و ما يزيد الأمر سوءا هو استغلال المحتالين لهذه الموجة التقنية، مستغلين الأمل واليأس لدى البعض لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.
الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الذكاء البشري دون فقدان المهارات الأساسية وقدرتنا على التفكير العميق يتطلب توازناً حكيماً واستراتيجياً بين استخدام التكنولوجيا وتنمية القدرات البشرية الأساسية. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا التوازن:
- التعليم المدمج: يمكن دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية بحيث تُستخدم الأدوات التكنولوجية لتعزيز الفهم والتعلم، بدلاً من الاعتماد الكلي عليها. مثلاً، يمكن استخدام البرامج التعليمية والتطبيقات لتقديم تجارب تعلم تفاعلية وممتعة، مع التركيز على تطوير التفكير النقدي والتحليل العميق من خلال الأنشطة التعليمية التقليدية مثل القراءة والنقاشات.
- استخدام التكنولوجيا كأداة مكملة: يجب استخدام التكنولوجيا لتعزيز المهارات وليس استبدالها. على سبيل المثال، يمكن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات واستنتاجات، لكن يجب على الإنسان مراجعتها والتفكير فيها بعناية. هذا يساعد في تطوير القدرات التحليلية والفكرية.
- التحفيز على الإبداع والابتكار: يمكن استخدام التكنولوجيا لتوفير منصات تتيح للمستخدمين تطوير إبداعاتهم وابتكاراتهم. مثلاً، استخدام أدوات التصميم الرقمي، والبرامج الموسيقية، وتطبيقات الكتابة التي تساعد على تحسين المهارات الإبداعية.
- تعزيز المهارات اليدوية والتطبيقية: بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في التعلم، يجب تشجيع الأنشطة التي تتطلب مهارات يدوية وتطبيقية. يمكن ذلك من خلال الورش العملية، والأنشطة الرياضية، والفنون والحرف اليدوية.
- التوازن بين العمل الرقمي والأنشطة غير الرقمية: يجب الحرص على تخصيص وقت للأنشطة التي لا تتطلب استخدام التكنولوجيا. يمكن تخصيص وقت يومي للقراءة، والمناقشات الجماعية، والتأمل، وممارسة الهوايات التي لا تعتمد على الأجهزة الإلكترونية.
- التوعية بأهمية التفكير النقدي: يجب التركيز على تعليم مهارات التفكير النقدي منذ المراحل الدراسية الأولى، وتشجيع الطلاب على تحليل المعلومات وتقييمها بدلاً من قبولها بشكل أعمى. يمكن استخدام التكنولوجيا لتقديم سيناريوهات وتمارين تحفز التفكير النقدي.
- التكنولوجيا كأداة تنظيمية وليست عقلية: يمكن استخدام التكنولوجيا كأداة لتنظيم المعلومات والمواعيد والمهام، مع الاعتماد على القدرات العقلية في التحليل والاستنتاج واتخاذ القرارات. هذا يتيح للعقل البشري التركيز على المهام الأكثر تعقيدًا وإبداعًا.
- التعليم المستمر والتطوير المهني: يجب تشجيع التعلم المستمر والتطوير المهني لتطوير المهارات والمعرفة في المجالات المختلفة. يمكن استخدام الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والمحاضرات التفاعلية، والمنصات التعليمية الرقمية لهذا الغرض.
بتطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن تحقيق توازن يتيح الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الذكاء البشري مع الحفاظ على المهارات الأساسية وقدرات التفكير العميق.
يمكن دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية بحيث تُستخدم الأدوات التكنولوجية
صحيح دمج التكنولوجيا في عملية التعلم يعتبر من أفضل الإستخدامات لهذه التقنيات، و تحدثت فعلا على هذه الأدوات في آخر مساهمة لي و كيف يمكن أن تؤثر إما بالسلب أو بالإيجاب على تعلم الطلبة، و بصراحة أرى أنه يمكن أن تكون الأدوات التكنولوجية مساعدا قويا في تعزيز الفهم والتعلم، ولكن يجب ألا تكون بديلا عن التفكير العميق والتحليل الذي توفره الأنشطة التقليدية.
جاء في بالي الأن شيء بسيط لم أعد أفعله بسبب تطور تكنولوجي بسيط وهو الألة الحاسبة، فهي مهمة وخاصة في للحساب بسرعة وما إلى أخره ولكني اليوم لم فقدت المهارة التي لدي وهي القدرة على الحساب بسرعة وبدقة عالية ولكن بسبب اعتمادي بشكل كبير على الألة الحاسبة صار الوضع مع العمليات الحسابية المعقدة لدي ليس كما سبق لدرجة أنني أحيانا كثيرة أشك في العمليات الحسابية البسيطة!
لذا أرى الاستفادة تكون بترشيد الاستخدام قدر المستطاع وعدم الاعتماد الكلي على التكنولوجيا، والفرد يعطي لنفسه مجال وتجربة لأكثر من مرة على فترات مختلفة لاستخدام عقله وموارده كما قبل التكنلوجيا على سبيل المثال العمليات الحسابية أن يقوم بها من وقت للثاني وحتى المعقد منها، ويحاول استخدام الكتابة اليدوية أيضا من وقت إلى آخر لأنه برأي هذا الأمر له علاقة وطيدة بتعزيز الذكاء البشري فعملية الكتابة والعمليات الحسابية كما أتذكر تقوم بحث المخ، كما لو للشخص القدرة على لعب لعبة مهمة وهي الشطرنج التي تعتمد بالأساس على تشغيل المخ وحثه على ربط كل خيوط اللعبة وخطوات المنافس وغيرها من الأمور التي تجعل الشطرنج لعبة ذهنية وتحتاج إلى تركيز وذكاء فهي بدورها يمكن أن تحافظ بل وتعزز الذكاء الذي لدينا
أرى دائما أننا يمكننا الاستفادة من التكنولوجيا بشكل متوازن دون أن نفقد المهارات الأساسية التي كانت تشكل جزءا مهما من قدراتنا العقلية، بالنسبة لمثالك الخاص بالآلة الحاسبة، صحيح هذا واقع نعيشه فتأثير هذه التقنيات علينا أصبح واضح و لكن ترشيد الاستخدام والتدريب المستمر على المهارات التقليدية مثل الحساب اليدوي والكتابة يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الذكاء البشري وتعزيزه، و العودة إلى هذه الممارسات التقليدية لا تعني رفض التكنولوجيا، بل هي محاولة لتحقيق التوازن بين الاستفادة من الأدوات الحديثة والحفاظ على قدراتنا العقلية وتنميتها.
التعليقات