التكنولوجيا أتاحت لنا قدرة لم نعهدها من قبل في التعبير عن آرائنا والوصول إلى جمهور واسع، سواءً عبر منصات التواصل الاجتماعي أو المنتديات والمدونات. كثيرون يرون أن هذه التكنولوجيا قدمت "مساحة حرة" تعبر فيها كل وجهات النظر تقريبًا، من دون الحاجة لموافقة أو رقابة من وسائل الإعلام التقليدية. يكفي أن تفتح حسابًا وتبدأ في نشر آرائك، لتجد من يقرأ ويتفاعل، حتى لو كنت شخصًا عاديًا وليس لك منبر رسمي.

لكن، هناك جانب آخر بدأ يتضح مع الوقت، حيث أصبحت بعض المنصات الاجتماعية تفرض سياسات تحد من المحتوى الذي لا يتماشى مع رؤيتها أو معاييرها، مما قد يؤدي إلى إخفاء أو حظر بعض الآراء أو حتى إسكات أصوات معينة. أحيانًا، نرى خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتدخل لتحديد ما هو مناسب وما هو غير ذلك، وهو ما يجعل البعض يشعر أن هذه التكنولوجيا تقودنا نحو خطاب موحد، قد يتماشى مع توجهات معينة ويهمش الأصوات التي تخرج عن المألوف.

هل هذه الرقابة ضرورية للحد من انتشار المعلومات المغلوطة وخطاب الكراهية؟ أم أنها قيد جديد يخفي وراءه شكلًا آخر من السيطرة على حرية التعبير؟