ما زلت أذكر كيف كان ألبوم الصور يمثل شيء أساسي لدى أغلب الأسر، وعندما كنا نحن إلى الماضي ونقوم بإحضار الألبوم والتقليب بين صفحاته، كان لتلك اللحظات رونق خاص فيه شيء من التقدير والحنين للماضي. لكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبحنا نعتمد بشكل أكبر على الأجهزة الرقمية لحفظ تلك الذكريات. فأصبح من السهل تخزين آلاف الصور على الهواتف الذكية أو على السحابة الإلكترونية، مما ساعد على تخفيف العبء المادي للتخزين. ولكن في المقابل، هذا الاعتماد المتزايد قلل من الطابع العاطفي للذكريات. فلم يعد ينتابني شعور مشابه لما كنت أشعر به عند تصفح ألبوم صور قديم على الرف، أو التمعن في تفاصيل رسمة قد رسمتهافي طفولتي، حيث أصبحت الذكريات شيئًا رقميًا محاطًا بالشاشات بدلاً من الأشياء التي يمكن لمسها واستعادة الشعور الحقيقي معها.

أنا شخصيا أرى أن التكنولوجيا قدمت لنا وسيلة لتخزين الذكريات بطريقة أكثر كفاءة، لكنّها جردتنا في الوقت ذاته من التأمل في تلك اللحظات وتقديرها. بفضل التكنولوجيا، أصبح لدينا مئات الصور من المناسبات المختلفة، لكنها قد تصبح جزءًا من فوضى رقمية يصعب العودة إليها بتركيز، مما يجعل عملية استرجاع الذكريات السعيدة أكثر آلية وأقل تأثيرًا.

ما رأيك، هل ترى أن الاعتماد على تخزين الذكريات إلكترونيا أثر على مدى تقديرك لها أم لا؟