تحسين تجربة المستخدم المبالغ فيها لتطبيقك تعطي نتائج عكسية، دولينغو كمثال

أعتقد أن كلمة السر في الإجابة عليك تكمن في الإرهاق من التحفيز المستمر فإذا كانت المكافآت والتحديات متكررة بشكل مفرط، قد يشعر المستخدمون بالإرهاق أو الملل، مما يؤدي إلى تراجع اهتمامهم بالتطبيق. مثلما أشرت أنت بمثل تطبيق ديلنجو الذي أستخدمه وتوقفت عن المتابعة فيه ربما لنفس السبب أو هو نفس السبب .. لكن أعتقد أن السبب الثاني والأهم هو تشتت التركيز حيث أن التركيز على المكافآت والتحديات يشتت انتباه المستخدمين عن الهدف التعليمي الأساسي، مما يؤثر سلباً على التعلم الفعلي لكن أيضاً يختلف تأثير هذا الأمر من شخص لآخر.

أرى ان هذه التطبيقات خطر جدا على الانسان لأنها تحفزه وتوهمه بأعلى مما يتخيل وفي النهاية يجد كل ذلك سراب ، فهي كما ذكرت تؤدي الى متعة مؤقتة يعقبها الادمان ، وبالتالي تجهد العقل و الاعصاب اكثر من اللازم مما يؤدي الى الفطور في النهاية والملل.

في وجهة نظري التكنولوجيا بجميع أنوعها مثل السكين والنار، بمعنى أن استخدامنا لها هو ما يحدد إذا كانت نافعة لنا أو ضارة، ولذلك إذا استخدمنا دولينجو أو ايستوريا أو غيرها من التطبيقات التعليمية بهدف التعلم دون النظر إلى التحديات أو المكافآت من التطبيق سيظل التطبيق نافعًا والتجربة مجدية ولن نمل منه يومًا أو ساعة.

ولكن إذا نظرنا إليه بأنه لعبة وتحديات يجب الفوز بها وتجاوزها للحصول على المكافآت هنا انقلب استخدام التطبيق من كونه نافعًا إلى ضارًّا يضيع الوقت فقط.

واستخدامنا لتطبيقات المحمول لمدة قليلة أو كبيرة ليس لها علاقة بتحسين تجربة المستخدم سواء كان مبالغ فيها أم لا، لأن الأشخاص يختلفون باختلاف ميولهم، فمنهم من يملّ بسرعة، ومنهم من لا يمل، ومنهم من يحب الأكشن والإثارة، ومنهم من يحب تحديات الذكاء وتشغيل الدماغ، ولذلك ينظر القائمون على تحسين تجربة المستخدم إلى الفئة المستهدفة فقط من التطبيق والعمل عليهم هم فقط، فليست كل الأذواق واحدة.

بكل تأكيد تؤثر بالسلب، وليس في التطبيقات فقط التحسين المبالغ والغير مدروس لن يؤثر إلا بالسلب، ونقول هنا من تعود على أكل الحلوى التي تقدمها سيحبك ولكنه سيلعنك ويلعن جدودك عندما يصاب بالسكري... والقصد هنا أن التحسينات تكون جيدة ولكن في مرحلة معينة تصبح عشوائية ومربكة وتفقد قيمتها