في عالم البحث العلمي، أصبح هناك توجه متزايد نحو تطوير أجهزة يمكنها إصلاح نفسها ذاتيًا باستخدام تقنيات النانو، بحيث تستطيع معالجة الشروخ أو الكسور التي تتعرض لها تلقائيًا. تخيل جهاز هاتف ذكي يتعرض لخدش أو شرخ، ويقوم بإصلاح الضرر دون الحاجة لاستبدال الشاشة أو أي جزء منه؛ هذه التقنية قد تجعل الأجهزة أطول عمرًا وأكثر متانة.

لكن، هذه القدرة على التجدد تثير تساؤلات حول أثرها على الشركات المصنعة. فمن الناحية الاقتصادية، تعتمد الكثير من الشركات على دورة استبدال المنتجات لزيادة الأرباح، حيث يعمد المستهلكون لشراء أجهزة جديدة كلما تعرضت أجهزتهم للتلف. مع إدخال تكنولوجيا الإصلاح الذاتي، قد يقل الطلب على الأجهزة الجديدة، مما قد يُلزم الشركات بتغيير استراتيجياتها التسويقية ونماذج أعمالها. بدلاً من التركيز على استبدال الأجهزة، قد تتجه الشركات نحو تقديم خدمات صيانة ودعم تقني طويل الأجل أو إدخال تحديثات تقنية دورية لتعزيز القيمة المقدمة للمستخدم.

وفي المقابل، قد يكون لهذه التكنولوجيا تأثير إيجابي بيئيًا من خلال تقليل النفايات الإلكترونية، مما يعزز من استدامة الصناعة. فهل تعتبر هذه التكنولوجيا تهديدًا لنموذج الأعمال الحالي للشركات، أم أنها فرصة لإعادة تشكيله بما ينسجم مع الابتكار والاستدامة؟