حوادث السيارات ذاتية القيادة، من المسؤول؟

المسؤول الأول هو الشركة نفسها وفي المرتبة الثانية المبرمجين القائمين على برمجة السيارة وإضافة كل التقنيات الكافية والاستشعارات لكي تتنبه السيارة إلى أي شيء حولها، فكما غرضها الأساسي هو حماية الراكب بداخلها فأيضا يجب تزويدها بإستشعارات أكثر دقة لمعرفة محيطها وتحديد الكائنات من حولها بدقة أكبر.

بصراحة لا أجد فائدة من وجود سيارات ذاتية القيادة وسط طرق عادية يقود فيها البشر، وما أجده مناسب أن يكون هناك طرق مخصصة لها بحيث يكون الطريق نفسه ذكي ويتواصل مع السيارات عليه وفي نفس الوقت تتواصل السيارات بعضها مع البعض حتى تتلافى مثل هذه الحوادث والأخطاء الفادحة، وهذا حتى يأتي اليوم الذي تصبح تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة هي السائدة في العالم.

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع أعتقد أنه في المستقبل القريب ستكون هناك أنظمة أكثر دقة لاكتشاف العوائق والتفاعل معها، وتحسين أنظمة السلامة لمنع وقوع الحوادث، وبالتأكيد سيكون إن لم يكن موجود فعلياً قوانين أكثر وضوحًا لتحديد المسؤولية عند وقوع الحادث، كما يجب على الجهات المختصة العمل على تطوير قوانين وخطوات واضحة للتعامل مع حوادث السيارات ذاتية القيادة.

هذا سؤال ايتقي معلق غير محدود الرؤية ولا توجد له إجابة واضحة لحد الآن ، لاسيما وأن بعد أن أصبح الذكاء الصناعي واقع له حقوقه هو الآخر ، ومع تعدد الشركات المنتجة والمبرمجة، أصبح من العسير ايجاد قانون واحد يحكم هذا الأمر .

كباحثة في الفلسفة لا يمكنني ألا أن أفكر بمنطق فلسفي من حيث أن المسؤول الأول هو الراكب الذي أختار أن يتنازل عن مسوؤليته في السياقة لصالح آلة لم تثبت نجاعتها مئة بالمئة إلى الآن.

لا يمكن أن نحاسب الشركات ومن الغباء أن نحاسب الآلة والذكاء الصناعي، لكن الجدير بنا أن نحاسب العاقل الذي اختار لنفسه ذلك، لاسيما وأن خيار القيادة اليدوية موجود للأن، عندما يتم حدف خيار القيادة اليدوية تماما، وقتها ينتقل النقاش إلى مستوى آخر .

في بداية أي تكنولوجيا جديدة خاصة في طور التطوير سنجد بأن هناك العديد من الأخطاء والتي لم تظهر من غير التجربة العملية، أول سيارة تم إختراعها كانت تسير بالبخار وكانت سرعتها بطيئة جدا لدرجة بأن الناس كانت تنظر اليها كوحش مريض، ولكن التطوير المستمر عالج هذه المسألة وتوصلنا الى ما نراه الأن، اعتقد بأنها مسألة وقت ولكن تحتاج الى تهيئة الطرق وتفعيل قوانين جديده

المشكلة الاكبر هنا، هل هناك تعقب وتسجيل لوقت القيادة الألية ؟

أعتقد أن تقنية مثل هذه يمكن أن تستخدم في حالات قتل، وأذية، ويمكن أن تكون حجة المحامي وقتها أن السيارة هي من قامت بذلك من تلقاء نفسها.

هل وصلنا للمرحلة التي نحتاج فيها إلى قانون ينظم العلاقة بين الإنسان والآلة ؟

الأمر ليست مقتصرا على شركة Waymo فقط، فالموضوع يشمل جميع الشركات المنتجة لهذا النوع من السيارات ذاتية القيادة، ولقد تحدثت مطولا عن الأمر في مساهمة لي، وركزت أكثر على التحديات التي يمكن أن تواجه الشركات المصنعة وأن تأقلمها يصبح أصعب بكثير خاصة في بيئات متغيرة، على سبيل المثال تسويقها في عالمنا العربي سيلقى صعوبة أكثر.