في الوقت الذي تحاول المنظومة الطبية التصدي لمشكلة تناول المضادات الحيوية بداعي وبدون داعي، توجد مشكلة أخرى لا تقل أهمية وهي الإدمان على تناول الأدوية والمسكنات بكافة أشكالها.

أرى من حولي أشخاصًا كلما شعروا بوجع في المعدة أو صداع في الرأس أو بأي منطقة من الجسم يسرعون إلى البحث عن مسكن للألم غير مدركين للأثر الهدّام الذي قد يسببه لهم على المدى البعيد. هؤلاء بالنسبة لي أهون من رؤية من يتناول الأدوية العلاجية بدون وصفة طبيب؛ فما الحاجة إلى الطبيب والروشتة إذا كان هو طبيب نفسه. إنهم يتناولون الأدوية كما يتناولون المشروبات الغازية.

حينما أٌقول كافة أشكال المسكنات، فأنا أٌقصد:

  • مضادات الالتهابات.
  • الباراسيتامول.
  • المواد الأفيونية.
  • مرخيات العضلات.

كما أوضحتُ بالعنوان فإن الكثير من تلك المواد تسبب الإدمان، ويصبح الشخص غير قادر عن الاستغناء عنها. وهذا قد يرجع إلى نقص الوعي المجتمعي بأخطار الأمر. إنهم لا يعرفون أنّه لا يوجد دواء بدون آثار جانبية، ولن يصدقوا طالما أنهم لم يروا بأعينهم تدميرهم لعضو آخر بالجسم في سبيل تسكين ألم عضو آخر.

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإنه في عام 2016 أساء أكثر من 11 مليون شخص استخدام المواد المسكنة.

كيف يمكن برأيكم الحد من إدمان الأشخاص على تناول الأدوية والمسكنات بشراهة؟ ولماذا هذا التساهل من القطاع الطبي برأيكم في توفير المسكنات، حتى أنّ بعضها يُباع في محلات البقالة!