"العدو الأكبر للمعرفة ليس الجهل ، إنه وهم المعرفة." - ستيفن هوكينغ

الحياة تجعلنا نصطدم بالكثير من الأبواب والعوائق التي لا يُمكن أن تُفتح إلّا بالمعرفة، للاستمرار في المضي قدماً في هذه الحياة نحتاج إلى أن نكون متعلّمين مدى الحياة، مُتعلّمين بحق، لا نتظاهر بالتعلّم. نحن بحاجة إلى أن نكون شخصًا يعترف بجهله/ها ونسعى جاهدين لاكتساب المعرفة اللازمة لفتح تلك الأبواب المغلقة. إلا أنّ هذا عكس الحاصل فعلاً بالحياة معنا، لماذا؟ لماذا تصعب علينا الحياة وحل مشاكلها؟

لإنّ الشخص الذي يعتقد أنه يعرف بالفعل كل ما يجب أن يعرفه يعيش في وهم المعرفة. لا بد له من أن يظل راكداً ومستنداً ومكتفيًا بما يعرفه، ولن يكون قادرًا أبدًا على التجربة ولا خوضها وسيرى الحياة مُملة، لإنّهُ يعتقد غباءً بأنّهُ قد فهمها!

في كثير من الأحيان نحن نقع فريسة هذا المرض الحديث وهم المعرفة بسبب مواقع التواصل الإجتماعي والانترنت، وأقول المرض الحديث لإنّ في السابق كانت المُشكلة للعالم: الجهل، أي عدم المعرفة. اليوم صرنا بمستوى آخر وأصعب من الجهل لإنّ تفكيكه أصعب بكثير، وهو وهم المعرفة. 

هذه المعلومات المحدودة التي لدينا والتي نستقيها يومياً من مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت لا يمكن نهائياً أن تُساعدنا لا في إكمال حياتنا بصورة لائقة من حيث جودة الحياة ولا في راحة من حيث الجوّاني فينا، النفسي. نتحصّل على بضعة معلومات من الإنترنت فنحاول أن نبني أفضل قصّة ممكنة أو أفضل حل للمشكلة التي نعايشها الأن، وبالطبع نفشل بسبب هذه المعلومات المتاحة لنا نفسها، والأسوء أننا أحياناً نستطيع أن نُكوّن قصص جيّدة وحلول أقل من عادية، يُعجبنا هذا فنؤمن أنّهُ عين الصواب، هذا وهم المعرفة، قلّة المعلومات تولّد هذا النوع من الحياة، قلّة المعلومات الأصيلة لا الأخبار السريعة المُعلّبة. 

مُجتمعاتنا العربية برأيي يضربها هذا المرض بشكل شبه تام، هذا رأيي، وأنت ما رأيك؟ هل تجد أنّني أقع في مبالغة بصدد هذا الأمر؟