تفوق الإناث في الدراسة ، هل هو وهم مجتمعي أم حقيقة ثابتة؟

تفوق الإناث في الدراسة لا أظن أنه وهم بل هو حقيقة، وربما هناك أسباب، برأيي أن السبب الرئيس هو أنّ طبيعة الإناث تتميز بحسن الإصغاء إلى التعليمات، إضافة إلى تميزهن بقدرات ضبط النفس والانضباط الذاتي خلال مراحلهم الدراسية.

فيما يُفضل الذكور اللعب ومشاهدة التلفاز بدلًا من أداء واجبهم، فإن الإناث تفضل العكس.

كما هناك عوامل تربوية وثقافية واجتماعية مؤثرة، حيثُ يبذلن جهودًا كبيرة لإثبات ذواتهن، ويلتزمون التعليمات، أما الذكور فيتمردون بسبب الحرية الزائدة التي يحصلون عليها من والديهم في المنزل، بعكس الأنثى التي يتم تقييدها بعض الأمور خوفًا عليها.

هذا لا يعني أنهن أكثر ذكاءً؛ بل لأنهنّ أكثر انضباطا ويبذلن مجهودا أكبر مقارنة مع الذكور.

تفوق الإناث، أفقط لأن صاحبة أعلى معدل هي فتاة؟ أنا لا أعتقد حقا أنها الأولى ذاك أن تخصصها علوم فيزيائية. لذا بالنسبة لي، من يستحق حقا الإشادة به و الحديث عن تفوقه المذهل هو ذاك التلميذ بالشرق الذي تفوق بالعلوم الرياضية أ، و آخر تفوق في المسلك ب، خاصة مع ذلك الامتحان العجيب. لا يمكن مقارنة العلوم الفيزيائية مع الرياضية و الدليل هو عتبات الانتقاء. و لا ننسى أيضا الآداب فالأمور فيها تكون نسبية.

أولا، يجب أن أنوه إلى أن عدد الإناث لدينا أكبر بكثير من عدد الذكور.

أما ثانيا، فلنتحدث عن طبيعة البكالوريا. الكثير يقولون أن الأمر مجرد تطبيق للقواعد. اسمح لي قبل كل شيء أن أتحدث عن توجهي أنا أي العلمي فلا فكرة لدي عن الآداب و العلوم الإنسانية. حسنا، كما قلت، يقولون أن الأمر لا يعدو تطبيقا للقواعد. لهذا تتفوق الإناث لأنهن منضبطات و تحفظن بسرعة. لكن صدقني هذا ينطبق فقط في الفلسفة و اللغات ، التاريخ و الجغرافيا و التربية الإسلامية. و نوعا ما في علوم الحياة و الأرض، و سأضيف في الرياضيات les structures algébriques اعذرني لا أعرف اسمها بالعربي (لكن في النهاية هي تنقط على 3 فقط)، نوعا ما التحليل (جزء منه) أيضا لكنه بالمقابل يعتمد على التركيز. أما الفيزياء و ما تبقى من الرياضيات (الحسابيات و الأعداد العقدية)، فالأمر يعتمد على الفهم بدرجة كبيرة. أجل سنطبق القواعد، لكن يجب أن تعرف أين ستطبق هذه القواعد. و بكالوريا هذا العام، على الأقل في توجهي كان هنالك تغيير كبير و اختبار للفهم. و حسب ما سمعت فنفس الأمر حدث في العلوم الفيزيائية، مقارنة بالأعوام الماضية خاصة العقد الثاني من هذا القرن، فحتما هذا العام أصعب بكثير. لذا في المسالك العلمية على الأقل، من حصل على نقطة ما فليس لأنه حفظ الدروس و منهجية وضع الأسئلة، لكن لأنه فهم الأمور حقا. لذا ليس الأمر أن الإناث يحفظن.

لذا هل الإناث متفوقات على الذكور؟ برأيي الشخصي، ليست قصة أنثى و ذكر بل قصة شخص، إن الشخص الذي لديه طموح و يريد أن يحقق نجاحا في مجاله فإنّه سيتفوق بالتأكيد ذكرا كان أو أنثى. هناك من تفشل من الإناث كما هناك من يتفوق من الذكور. هل فقط لأني أنثى سأتفوق بينما الذكر لا؟

لا أفهم كيف نتحدث عن المساواة بينما نفرح كثيرا لأن الإناث تفوق، لنقول: ها كم المرأة أيضا قادرة على النجاح. ما أقصده، إن كنا نؤمن من أعماق قلبنا أن الأنثى قادرة على النجاح أكاديميا فيجب أن يكون نجاحها عاديا، هي نجحت لأنها اجتهدت و ليس لأنها أنثى. إن كنا، أو كانت النسويات تؤمن حقا أن المرأة قادرة فلماذا يصررن على مقارنتها دائما بالرجل. إذا أسقطنا الأمر على الذات، ففقط الغير وائق من نفسه من يقارن. على أي، لم أعرف كيف أشرح هذه النقطة.

هي ليست وهم اجتماعي إذا أنها ظاهرة نلتسمها في الكثير من الأحيان داخل المجتمعات وبنفس الوقت فهي ليست حقيقة ثابتة إذ أنها أقل ثباتا من أن يقال لها حقيقة. يمكننا أن نسميها حالة أو واقع مجتمعي في الكثير من البقع الجغرافية. ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى تفوق الإناث وهو سبب لم يذكر، أن الإناث عليهن الكثير من المسؤولية الأكاديمية التي يلقيها المجتمع على أعتاقهن. ويكون سقف التوقعات الاجتماعية في الكثير في الأحيان مؤديا إلى تفوق النساء في دراستهن وهو غائب في حالة الرجل الذي يقبل بأي حال من الأحوال إذ أنه "رجل". لذلك فمؤسف هو المقدار الذي نعيش فيها على توقعات المجتمع لا على ت قعاتنا.

و لكن لماذا نعتبر دائما تفوق الأنثى أمرا غريبا ، الانثى كالرجل لها عقل و كيان و لا يمكن اختزالها في مقارنة .

تفوق الشخص في الدراسة لا اظنه دليل علي النجاح في الحياه, لأنني كما شاهدت العديد من الاشخاص يتعلمون ويتلقون التعليم في مدارس متفوقين ولكنهم غير قادرين علي إفادة المجتمع بهذه العلوم وهذه هي المشكله.

ولكن ايضا خارج المدرسه في الانشطه الغير دراسية يوجد ملاحظه ان الاناث اكثر من الشباب, وهذا ما رأيته في الجمعيات الخيريه.

قد تحدثت مع اخي عن سبب هذه المشكله "النساء اكثر من الرجال في الانشطه المجتمعيه" ولكنني لم اصل الي اجابة مقنعة

فهل تفوق الإناث في الدراسة ، مجرد وهم مجتمعي أم حقيقة ثابتة؟

تفوق الاناث حقيقة في السنوات الأخيرة، حتى المراتب الأولى نجدها للبنات وعدد المتخرجين نجد البنات أكثر من الشباب للأسف، بنات اليوم بعدما فتحت لهم الأبواب أدركت أهمية التعلم والتعليم وتفوقت فيه، البنت في السابق كانت محرومة من التعلم بسبب التقاليد والعادات والفكر الجاهلي.

كذلك تعامل المجتمع مع البنات بطريقة أقل من الشباب أجدها دافعا من دوافع تفوق البنات على الشباب في مختلف المجالات العلمية وحتى العملية.

ويمكن أن تؤثر عوامل أخرى مثل الاهتمامات الشخصية والدعم العائلي والمجتمعي في الأداء الأكاديمي.

أرى أن هذه الاسباب هى الأقوى أثرا، في تحديد مستوى التحصيل الدراسي بغض النظر عن نوع الطالب.

وفيما يخص تفوق الإناث ـ إن صحت تلك الإحصائيات ـ فأرجح أن يكون مرجعه للإختلاف الشديد بنمط الحياة لكل من الإناث والذكور بمجتمعاتنا..

فالبنت تسعى جاهدة لإكتساب مكانة إجتماعية، من خلال إثبات نفسها وقدراتها، وإثبات أنها لا تقل عن زملائها الذكور!

وهو ما لا يشغل بال معظم الذكور، بالإضافة إلى وجود إهتمامات ونشاطات عديدة لديهم، تؤدي إلى تشتتهم وبالتالي ضعف تحصيلهم الدراسي نسبيا.

الإناث أفضل من الذكور فيما يخص المردود الدراسي، وذلك واضح وضوح الشمس.

وأظن أنه من بين العوامل المساهمة في هذه الظاهرة، يمكننا أن نذكر ارتفاع عدد الإناث مقارنة بعدد الذكور في الأعوام الماضية، 2.2 مليار ذكر مقابل 5.6 مليار أنثى، لا بد أن لذلك أثر أيضا، حتى الفصول الدراسية يطغى عليها الإناث هذه الأيام. أضف ذلك إلى أن الفتيات أكثر قابلية لتنفيذ المهام الموكلة إليهم والاجتهاد. هكذا يكون الإناث قد زاوجن بين الكيف والكم ومنه النتائج المتميزة.