سمعتُ مؤخرًا عن طفل في الصف الأول الابتدائي، ذهب ليجتاز اختبارًا بعد برنامج تعليمي علاجي مدرسي مخصص للطلاب الضعاف ولم يخرج منه حيًّا. نعم، طفل في السادسة من عمره، توفاه الله داخل المدرسة، لا بسبب مرض مزمن أو حادث مؤسف، بل لأنه لم يتحمّل الضغط النفسي والبدني لاختبار يُفترض أن يُساعد الطلاب الضعاف على تطوير مهاراتهم في اللغة العربية والرياضيات ، لا أن يُرهقهم! وهذا الاختبار شرط أساسي يجب اجتيازه بعد البرنامج التعليمي الذي يتم في الإجازة وإلا لن ينتقل الطلاب للمرحلة الثانية.

طفل في هذا العمر، بالكاد يعتاد الجلوس على المقعد، تُوضع أمامه اختبارات، أحيانًا بدون تهيئة، وبتقييم قاسٍ لا يراعي الفروق الفردية ولا الحالة النفسية.

البرامج العلاجية في هذا السن وإن كانت نابعة من نوايا طيبة قد تتحول إلى عبء ثقيل على الطفل. بدلًا من أن تكون جلسات دعم، تصبح مصدر قلق وخوف من التقييم، تُشعر الطفل بأنه "متأخر" أو "أقل من زملائه"، وهذا قد يهز ثقته بنفسه في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها للتشجيع. بعض المعلمين، للأسف، يتعاملون مع هذه البرامج كأداة ضغط، لا كوسيلة لاحتضان الطفل ومرافقته في خطواته الأولى نحو التعلم.

برأيكم، هل البرامج العلاجية للصف الأول الابتدائي تناسب احتياجات الطفل فعلًا؟ أم أنها تحمله ما لا طاقة له به في عمر ما زال يحتاج للعب لا للضغط؟