قرأت مؤخرًا مقالًا قانونيًا فلسفيًّا وإنسانيًّا بالأكثر عن نوع لا يذكر من الأذى،. وفكرت كيف ممكن أن يكون موجودًا في أي مجتمع متنوع. عادةً قانونيًا على اختلاف القوانين والتشريعات نفكر في الأذى كشيء واضح: أذى جسدي مقصود أو بسبب الإهمال، وما قد يترتب من أذى نفسي يمكن محاسبة مسببه. لكن هناك شيء آخر، خفي، لا يذكر كثيرًا حتى يكاد لا يذكر بالمرة. تخيّل امرأة سوداء تذهب للطبيب الأبيض وتشكو من ألم شديد، تقول إنها لا تستطيع التحمل، لكن يتجاهلها الطبيب
بين حكمِ الذكاء وحكمِ الغباء، من أنت؟
أعتقد أنَّ أكثر المواقف الّتي تكسر الإنسان وتحبط عزيمته ربّما هي وصفه بالغبي، هذا الحكم المطلق والجاهز الّذي يبدو أنّه يقضي على أيِّ تغيّرٍ مستقبليٍّ ممكن... الغباء بحسب الفيلسوف ساشا غولوب، لا يعني أنك «غير قادر على الفهم» تمامًا وإطلاقًا، بل أنك تستخدم أدوات ذهنية غير مناسبة تمنعك من الوصول إلى أهدافك. الحكم هنا نسبيّ: قد تكون ممتازًا في مجال ما، لكنك تفشل في مجال آخر، ليس لأنك ضعيف ذهنيًا، بل لأن المفاهيم أو العدّة التي تعتمدها لا تخدم الغاية
ما بين الحياة والتراث الصيني قد تجد الطَّريق
بينما يميل الطابع العام للفلسفات الأخرى إلى البحث عن الحقيقة، تتجه الفلسفة الصينية إلى أن تكون بحثًا عن الطريق، فتركّز على قيمة التجربة، ولا تهدف إلى تعريف الحياة بل إلى مساعدتنا على عيشها بانسجام وتوازن. يقودنا مفهوم الطاو (الطريق) في الفلسفة الصينية - - وهو ما ذكر في كتاب "الطريق إلى الفضيلة" لِ لاو تسه"- إلى معنى الفعل بلا جهد، حيث ترى أن كثيرًا من مساعي البشر تسير بعكس تيار الطاو، فنجد أنفسنا أمام المشقّة والمقاومة: كمحاولتنا السيطرة على ما
هل يستطيع الجميع أن يكون شريرًا حسب المفهوم السائد، فإن كان كيف تستطيع أن تعرف يقينًا أين يتوجب عليك الوقوف، وكيف نعرف أن من يقاوم اليوم لن يفعل الشرَّ غدًا؟
لكلِّ غايةٍ وسيلة أو عدّة وسائل في هذه الحياة، لكن يسقط الإنسان السقطة الأولى عندما تصبح بعض الوسائل غايات مطلقة بحدِّ ذاتها، فلا غاية نبيلة تحقّقُ من خلال الضعف، وبعض الغايات وسيلتها القوّة وهذا خير في ظاهره لكنّه يفقد خيره عندما تصبح القوّة هي الغاية الوحيدة مثلًا سباق السلطة السلطة بمفهومها الشعبي لا ينكر أنها وسيلة لتحقيق غايات عدّة تتلخص تحت إدارة كل ما يحتاجه "الإنسان" في المجتمع فالساعون إليها لربّما خَيِّرون حتَّى تصبح "السلطة" غايتهم الوحيدة والمطلقة التي يتوقّفون
ضرورة التفكير
فكرة القطيع اليوم هو أن يرى شخص هادئ عشرة أشخاص غاضبين يهتفون بالحقِّ أَو بالباطل، فيبدأ بالهتاف معهم؛ كي لا يكون الوحيد الذي لا يهتف ولا يغضب أمام عشرة أشخاص. والأمر ببديهية ينطبق عندما ينطق شخص ذو وزن ومكانة، بشيء لربّما يكون خطأ حسب اعتبارك وضميرك وأخلاقك في الحالة العادية، لكنّك تعتبره صحيحًا ومطلقًا ومنطقيًّا في تلك اللحظة؛ لأنّه صدر عن صاحب مكانة أعلى من مكانتك. لذا أي حل لأي مشكلة في العالم، يبدأ عندما يبدأ الإنسان في التفكير "بنفسه":
نحنُ والواقع المزيّف
متى فقدنا القدرة على التمييز بين الواقع والزيف؟ عادةً الطريق للحقيقة لا شكَّ أن له معايير معينة ينظر لها العاقل للعثور على الاتجاه الصحيح والتمييز بين طريق الحقيقة والوهم: البرهان / الدليل المرجعية / المصدر المنطق / السببية هذه المعايير لم تختفِ يومًا، لكننا مع ذلك لم نعد نقدر أن نستند إليها بسهولة وسط زحمة الصور والخطابات من حولنا اليوم، بل صار الضياع رغم وجودها عنوان كل مرحلة. لفهم هذا، يمكن أن نستعين بما طرحه جان بودريار عن "التشَبّه": ليست
جيلٌ بلا إبداع
متى يجعلنا التعليمُ جيلاً غبيًا دونَ إبداع؟!... ومع أنَّهُ من الممكنِ أن يُمثِلَ كُلُّ إبداعٍ علمًا( كتابة، رسم، موسيقا) إلا أنهُ من غيرِ الممكن أنّ يُمثِلَ كلُّ علمٍ إبداعًا، يبدأُ التعليمُ بقتلِ الإبداع والذكاء عندما يُشكِلُّ قيودًا تمنعُ المرءَ من التقدمْ، ولا تمنعهُ من التقدم بالشكل المنهجي من حيث الدراسة والاختصاص، إلا أنها تمنعهُ من توسيعِ آفاقه وتحددها بأسوارٍ شائكة... وهذه الأسوار هي أسوار (الدرجات، الحفظ) وتُهمل الجانب المبدع من الطالب، حيثُ تُحدد حياةُ الطالب وسطَ إطارٍ زمني لا يمكنُ