عندما نغضب غالبا نتحدث بأمور قد لا يمكننا قولها إن كنا هادئين خاصة الأشخاص سريعي الغضب، وما نسمعه بهذه المواقف تجد من يقول، "لا تغضب منه هذا كلام وقت غضب ليس له أي أساس من الصحة" في حين أني أرى من خلال تجاربي وتأييدا لمقولة هولمز أن الشخص عندما يكون غاضبا يخرج ما في قلبه، ما يعتقده وما في ذهنه وقد لا يتمكن من قوله وهو هادىء متحكم بردة فعله.
لذا من خلال تجاربكم ما رأيكم بهذه المقولة؟
لو نعود للسياق نفسه فسنجد هولمز محق لأنه محقق في جرائم وجزء من معرفته للحقيقة تعتمد على التقاط لحظات الغضب والهفوات من أعدائه أو من هم في موقف المشتبه فيهم، أما في الحياة العادية والتعاملات اليومية فستكون هذه المقولة ذريعة لرؤية أخطاء الأخرين لهذا وجدنا لها مقولة م مضادة " يستفزونك ليخرجوا أسوأ ما فيك!" لأنه من المنطقي أن بعض الناس عند الغضب لا يستطيعون التحكم في ردود أفعالهم أو فيما يقولون مما يسبب المشاكل، وبرأي لا تحكم على أحد حكم كامل على كلامه أثناء غضبه ولكن يمكنك الحكم على شخصه بأنه سريع الغضب أو لا يمكنه التحكم في أقواله أثناء الغضب فقط من هذه الناحية ولكن ليس حكما على أخلاقه ومعتقداته، برأي لو أردت معرفة رأي شخص فيك أجعله يتحدث عنك في مواقف كوميدية فهنا سيظهر على معدنه لأنه يمكن استخدام الكوميديا كغطاء لقول ما لا يمكن قوله وستعجب مما يقال أثناء أوقات الضحك والسمر من حقائق عن الشخص وعن رأيه أكثر بكثير مما في وقت الغضب.
في الحقيقة الكلام ساعات الكوميديا أو الغضب كلاهما يمكّنك من معرفة معدن الشخص، الفكرة في نوع الموقف نفسه، بعض العبارات التي تقال أثناء الغضب قد تكون حقيقية لأنها ناتجة عن كتمان وتراكمات كثيرة سابقة، ولم تحدث مواجهة واقعية في هذه المواقف، فتحولت إلى تصورات ذهنية ثابتة عن الشخص، ولحظة الغضب هي ما تجعله ينفجر بما في داخله، ولكن على الناحية الأخرى، قد تكون لحظة الغضب فعلًا تمثل حالة بمفردها فقط، ولم يعني الشخص أي مما قاله، أو ربما هو مستاء من أمر آخر، من الصعب للأسف تحديد أيًا منهما هو الصحيح في كل موقف، وستعتمد على معرفتك القوية بالشخص، وما سيقوم هو به بعد هذا الموقف.
بالنسبة للمواقف الكوميدية، بالفعل يظهر فيها كثير من حقيقة أفكار الشخص عنك، ولكن أرى أن الأصلح هنا أن نقول السخرية، لأننا كمصريين مثلًا، قد نتخذ من أساليب الكوميديا نوع من المواساة والتعامل مع بعض المواقف الصعبة (وخصوصًا بين الرجال). لكن أتفق معك أن بعض الحقائق تظهر في أكثر اللحظات تلقائية، وبمجرد أن تدركها لا يمكن إنكارها مرة اخرى.
التحدث وقت الغضب يختلف عن الاستهزاء والسخرية، الأولى يتحدث الشخص دون إدراك لنا يقول، غالبا لن يفعلها بحالته العادية، لكن من يرمي الكلام وسط المزاح، هو شخص مدرك تماما لما يقوله ويريد قوله ولكن ليقلل من حدته من خلال رميه وسط الهزار والمزح وهذه الطريقة تقلل من شأن الشخص جدا، على عكس الأولى التي قد نلتمس فيها عذرا للغاضب رغم صوابية كلامه في الكثير من المواقف
نعود للسياق نفسه فسنجد هولمز محق لأنه محقق في جرائم
هناك تطابق تقريباً بطريقة تفكيري وطريقة تفكيرك فيما يخص هذه المقولة، حين قرأت العبارة قلت هذا الأمر بالضبط ولكن اكتشفت أن قائل هذه الجملة هو أوليفر وندل هولمز الشاعر وليس المحقق، غلطي أنني كتبت هولمز فقط في مساهمتي، ولكن مع ذلك كلامك يؤخذ بعين الاعتبار، السياقات مهمة جداً، رأيت ذلك في رواية دوستويفسكي الشهيرة الجريمة والعقاب، حين بدأ المحقق في التحقيق مع القاتل راسكولينكوف، حيث بدأ يغيظه لإن الغضب سيخرج مافيه من حقيقة باعتقاد المحقق.
حين بدأ المحقق في التحقيق مع القاتل راسكولينكوف، حيث بدأ يغيظه لإن الغضب سيخرج مافيه من حقيقة باعتقاد المحقق.
أعتقد أنه هنا لا يستفيد من الغضب بل من التوتر الناجم عن خطأ ارتكبه القاتل فبمحاصرته قد يخرج بالحقيقة. ثم لماذا أستخدم هذا الأسلوب مع أشخاص عاديين في حياتي العادية إن لم أكن أعتبرهم أعداءًا لي في الأساس فهنا تكون المشكلة بي وهي الشك، وكإنسان طبيعي لا يمكنني عيش حياتي كمحقق أستخرج الحقائق من الناس، بل إذا لم أرتح في تعاملي مع شخص فأنا أبتعد عنه فقط حتى يظهر لي شيئ آخر وبذلك أسعى إلى راحتي النفسية بعيدًا عن توتر التحقيقات والانفعالات فالحياة قصيرة.
لا أتفق مع المقولة وأرى تلخيص العلاقات الإنسانية المعقدة في جمل مثل هذه مما يؤدي لكوارث في العلاقات بشكل عام. نعم قد يخرج من الشخص منفعلًا أشياء لم نكن نتوقع خروجها منه في العادة لكن هذا لا يعني أن تلك ذاته الحقيقية فقد يكون هناك أسباب كثيرة لمثل هذا التصرف والإنسان هو في النهاية مجموعة كبيرة من الانفعالات لذلك بالنسبة لي عندما أجد شخصًا غاضبًا اتفهم ان هذا جزء منه لكنه ليس شخصيته الحقيقية بالكامل أو أقول له: "هذا أنت" وحسب. ولو ما خرج منه حينها أشياء صادمة بالنسبة لي فانتظر حتى يهدأ وأناقشه فيها بهدوء لاستفهم من أين أتت وهل هذه فعلًا نظرته الحقيقية أم غضب مكبوت وخلافه. لكن في النهاية لا يوجد موقف أو وضع واحد يمكن أن يجعلنا نحكم على إنسان بالكامل بل هو تتابع من المواقف وسلسلة من ردود الفعل يجب متابعتها
لكنه ليس شخصيته الحقيقية بالكامل أو أقول له: "هذا أنت" وحسب.
هناك عبارة رائجة على منصات التواصل، رأيتها كثيراً، وهي: يستفزونك ويخرجون أسوأ مافيك ومن ثمّ يقولون هذا أنت! - أنا لا أقول بالمرة أن هذه الوسيلة هي أداة تعريف للشخص والوصول إلى حقيقته ولكنها أداة مهمة جداً لتقصّي حقيقة ما في موضوع ما بالتحديد، أي أنها أداة تنجح فقط فيما لو اهتممنا فعلاً بإدخال مدخلات صحيحة وامتثلنا للمخرجات منها بدون تأويل وتعميم.
إنها حقيقة فعادة يؤدي الغضب إلى البوح بما لا نود قوله لنندم بعد ذلك على ما قلناه، ولكن الأمر لا يستدعي إغضاب الآخرين والتسبب بأذى لهم، فكثيراً ما تظهر النوايا والآراء في مواقف المزاح وزلات اللسان فنعرف وقتها الصديق من العدو.
عندنا في سوريا مثل رائج كثيراً: "بالأمزاح تشتفي الأرواح" لفتني تعليقك إلى أمر مهم، هو أن الحقيقة على الأغلب تكمن فقط في النقيضين العاطفين الغضب والفرح، لا في الحالة الطبيعية للإنسان، وربما لهذا ضبّاط الأمن في المهمات الصعبة جداً يعلّمونهم الثبات الانفعالي لعدم إفصاح أي معلومة أو الإشارة عليها في هذه التفاعلات التي قد تكون غضب أو حزن أو فرح ومزاح.
الغضب يؤتر في سلوك الإنسان ويعمي بصره عن الكثير من الأمور وخصوصا إذا إختلط مع مشاعر أخرى كالخوف والحزن ، فقد يؤثر على قراراتك بالسلب مثله مثل اليعادة المفرطة إلا أن الغصب نتائجه مؤذية. لذا إذا غضبت فغير الوضغية التى أنن عليها واذا لم ينجح الأمر حاول أن لا تتكلم إطلاقا ثم توضأ.
الغضب يؤتر في سلوك الإنسان ويعمي بصره عن الكثير من الأمور وخصوصا إذا إختلط مع مشاعر أخرى كالخوف
ولذلك هي وسيلة برأيي ناجحة للاستجواب بين الأفراد، بمعنى يجب أحياناً أن نلقي السمع جيداً لماي قال من الآخرين لي لحظة الغضب لإنه غالباً سيعبّر عن آراء الشخص الحقيقية بالموضوع من دون روتوشات كما يقال وتعديلات.
عبارة لا أساس لها من الصحة .. لأن رأي أي شخص فيك يتغير بمرور الزمن و يتغير بنضجه و بنضجك أيضا .. قد يكرهك شخص اليوم لأنك قمت بإهانته و لكنه سيحبك غدا لأنه رآك تساعد محتاجا فقيرا ..
بالتأكيد لا نتحدث عن حكم عام مستدام بهذه الطريقة، إنما هي طريقة قد تكشف أمور لها علاقة بالحالة العاطفية الآن اتجاهي من قبل هذا الشخص، وبالنسبة للمثال الأخير الذي طرحته أشعر بأنني لن أحبه حتى لو ساعد شخص فقير، مالي أنا ومال الشخص الذي ساعده إن كان يكرهني هو شخصياً ويسبب لي الاساءة؟..
ما أعرفه هو أنه من المتسرع الحكم على مشاعر شخص من مجرد لحظة غضب انفعالية .. ليس كل من يغضب علينا و يصرخ في وجهنا هو بالضرورة يكرهنا لأن غضبه قد يكون بنية إصلاحنا و تنبيهنا و تعليمنا إلى شيء ينفعنا .. و الإنسان الذي يساعد الضعيف و الفقير بقلب صادق و نية صافية هو انسان طيب و محبوب من الله حتى لو كان يبدو لك سيئا معك .. من يدري ربما يكون الضحية الحقيقية هو الذي نظنه نحن هو المسيء الظالم .. و ربما يكون الظالم الحقيقي هو نحن و لكننا نكذب على الله و نحن لا نشعر بذلك ..
من وجهة نظري - والتي ليست ذات أية قيمة أدبية - أنك بذلك تضع الشخص تحت حكم جائر، فإن المرء عندما يغضب فإن شيطانه هو الذي يتحكم به، ويعمي عقله، وقد يغلبه شيطانه فيفرض عليه قولاً غير صادق.
ولكنني أستطيع أن أعرف رأي الآخرين في عن طريق تعامله معي، والعمل هو الأبلغ في التعبير.
لذا من خلال تجاربكم ما رأيكم بهذه المقولة؟
نعم هي صحيحة ولكنها برأيي ليست التفسير الوحيد لما يقال في لحظة الغضب، ليس كل ما يقال هو تعبير عن الحقيقة المطلقة في هذه الحالة، فأحياناً يأتي الكلام في سياق ردة فعل لما سمعه من الشخص الآخر، وأحياناً إذا كان الشخص أكثر تحكماً بقليل قد يقول كلاماً جارحاً بغرض إيلام الطرف الآخر في الخلاف وفقط، وربما هناك تفسيرات أخرى لا أعلم، فلكل شخص حالته وطبيعته، أنا عندما أغضب مثلاً حتى تركيب الجمل يختلّ عندي فما بالك بالمعاني، لذلك الحل الأفضل دائماً هو تجنب الحديث وقت الغضب في كل الأحوال.
التعليقات