قلما نجد أناسا يستطعون التغلب على غضبهم، ويكظمون غيضهم، ويترفعون عن رد الصاع صاعين لمن أخطأ في حقهم، ولكن هؤلاء ليسوا جلاميد منعدمي الإحساس، وإنهم بشر من لحم ودم، وما حلمهم وصبرهم إلا شيما اكتسبوها من تنشئتهم وتجاربهم في الحياة، واختمارهم واكتسابهم مرونة ومهارة التحكم في النفس. إلا أنه في كثير من الأحيان تقابل هذه الصفات بالجحود، حيث يتمادى من تجاوز حدوده معهم، وعفوا عنه وتساموا فوق الغضب معه، فيكرر الغلط مرة وأخرى، وقد يشجع غيره على نهج نهجه ويتطاول على الحليم السمح، غير مدركين أن غضبه كالبركان يثور حماما وقد يأتي على الأخضر واليابس.
في زمننا هذا لا تقدر الشيم كما ينبغي لها أن تقدر من طرف الجموع، لهذا على الفرد أن يتحلى بالأخلاق الحميدة مع كثير من الحزم والوعي وتسطير الحدود، وعدم السماح لغيره بتجاوزها.
كيف تصفون أنفسكم هل أنتم حلماء؟ أم سريعو الغضب؟ وإلى أي مدى تتحكمون في أعصابكم وتزنون المواقف دون انفعال زائد؟ هل غضبكم مدمر؟ ام موزون؟
التعليقات