ماذا تقول لشخص متعب نفسيا يخبرك أنه غير قادر على فعل شيء؟

لا أفهم إصرارنا في الحقيقة على فكرة أقول، دائماً مهتمّين بماذا نقول وماذا يجب أن نكوّن من جمل وعبارات سواء كنّا مع مكتئب أو ضمن عزاء مثلاً نواسي أحد الأشخاص المفجوعين بفقيدهم، باقتراحي أنا في هذه الحالات لا يجب أن نقول شيئاً، بل يجب أن نفعل وحتى مساحة الفعل لدينا قليلة جداً ومقتصرة على بضعة أمور لا غير، برأيي الأفضل من القول أن نبكي مع الشخص أو نصمت، هذا سيشعره بشيء لطيف في قلبه، سوف يجعله يفكّر بأننا نشاركه بعضاً من الأمور التي يحكي عنها سواء عبر ما سمعنا أو عبر ما نعيش، والصمت سيتيح لهُ الأنس بالجلوس دون أن يكون مضطراً لأن يبرر نفسه أو يدافع عن نفسه أو يهزّ برأسه أن نعم لكل كلمة معتقدين نحن أنّها الصواب!

الأن بعد ذلك حبّذا لو نكن قادرين أمامه أن نقوم بشيء ممتع، لعب بلايستيشن ولو لوحدنا، مشاهدة برنامج جميل أو طلب مساعدته في صنع أمر ما أو طبخ شيء ما دون إشعاره بأنّك تهتم به وتريد خلعه عن روتينه، بل الغاية المُتعة معاً، يجب أن نطلب طعام جاهز سريع مثلاً، حبذا لو شيء يحبّه، هذه الأمور ستجدد طاقته، على أننا يجب أن نقوم بذلك دون أن ندلله كطفل أو نعامله كمكتئب مريض نفسي، بل بحذر شديد بعيداً عن هذه الممارسات.

كنت أعتقد في السابق أنّ إظهار التضامن مع الشخص المتعب نفسيّا يكون من خلال التعبير عن الشعور بنفس المشاعر وهو أمر يقوم به معظم النّاس ولكن هذا لا يساعد أبدا بل يزيد الأمور سوءًا. فالأفضل في هذه الحالات هي السّعي إلى معرفة سبب معاناة هذا الشخص والتحرّي حول ما إذا ما كانت المساعدة ممكنة. فقد تكون نصيحة بسيطة الحل للمشكلة خاصّةً إذا ما كنّا واجهنا المشكلة نفسها مسبقًا. وأحيانا يكون الحل في الوحدة فما المشكلة في ذلك؟ ما الخطأ بأن تكون آليّتنا في التعامل مع الحزن عن طريق العزلة لبعض الوقت؟ فلكل منا آلياته وطرقه الخاصّة.

حين يشتد الوجع وتكون النفس متعبه ليس هناك علاج فوري وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها.

للوهلة الأولى عندما قرأت مساهمتك تذكرت حالتي عندما كنت بعامي الأول في الجامعة حيث كنت أعاني من ذلك لدي شعور بعدم القدرة على فعل شئ ولا أريد حتى النهوض من السرير وعندما يسألني أحدهم لا أشعر بالرغبة أبدًا في التحدث لأنني متفهم تمامًا أنه غير قادر على فهم ما أمر به لذلك كنت أكتفي بالصمت لأن دائمًا التحدث يجلب باع كبير من الأسئلة وهو ما لا يفهمه الكثير لأننا في هذه الحالة نحتاج إلى كثير من الدعم النفسي والمعنوي أولاً.

ماذا تقول لشخص متعب نفسيا يخبرك أنه غير قادر على فعل شيء؟

في الحقيقة أنا من ضمن الأشخاص التي ترى أن هذا أمر طبيعي إذا كان غير متصل بأي أعراض نفسية آخرى، لذلك لابد من أخذ وقت للتعافي حتى لو لم يتفهم الجميع حولي هذا الأمر، أحيانًا لا يتوجب علينا تغيير العالم ولكن لابد من الراحة لكي نتمكن من تحقيق ذلك يومًا ما.

أقول له إنني أفهمك من ملامحك فلا داعي للشرح ..

و أنت لا تسقط إلا لترتفع و تعلو فجميع العظماء مروا بما تمر به

أعتقد ان هذا الشخص فقد الشغف في الحياه او ربما فقد الحياة نفسها دون ان يموت.

نصيحتي ان يبدأ في اعادة صياغة افكاره مره اخري مع وضع مبادئ و قيم جديدة لحياه جديدة ربما يستطيع ايجاد شغف اخر يمنحه طاقة جديده .

اعرف ايضا ان من السهل النصيحه وان الاصعب هو التنفيذ و لكن اذا تم فقط قبول النصيحه ربما تكون هي البذرة لفكره جديدة من شأنها تبديل وتغيير مجمل الافكار السلبية الي اخري ايجابيه تساعده في يوم ما على النهوض مره اخري.

أقول له "لا أحد يكون غير قادر على فعل شيئ؟" "ألست تستطيع أن تسمع كلماتي؟" "ألست تستطيع صنع قدح من شاي؟" "فكيف تزعم أنك غير قادر على فعل شيئ؟" "إنك تمتلكن كنزا بداخلك لكن تراكم الغبار حوله؛ فانهض وانفض هذا الغبار واستخرج مجوهراتك من مهارات وقدرات؛ فأنت مفهم، بل وزاخر بالإمكانات لكنها معطلة لكونك تراخيت وأهملت بناء تكوينك الآدمي؛ فقم معي ومارس أنشطتك التي تبرع فيها؛ فإن كنت كاتبا للمقالات، ابدأ التدوين وانشرن كلماتك ليراها الجميع وإن كنت موهوبا في حقل القيادة، فلتمارس عملك ولتحاول أن تبنين مجموعة تقود أفرادها نحو تحقيق هدف وليكونن هدفك أنت نجاحهم هم؛ فنجاحهم نجاحك"

بالنسبة لي أؤمن بالعلاج النفسي الدوائي، هناك مرحلة في المرض النفسي لا يكون فيها كلامي ولا كلام غيري مفيدًا، وإنما يكون ببساطة ترك للشخص المريض لينزلق اكثر في منحدر مرضه النفسي ولا يستطيع القيام مهه، ما اقوله لهذا الشخص في تلك الحالة، عليك أن اسرع بملاقاة الطبيب النفسي وتنقذ نفسك من براثن الاكتئاب فهو غول قاسٍ لا يرحم.

أقول له اخرج من بيئتك التي أنت فيها، وإن لم تكن قادرًا فأرجوك تحمل واعمل على أن تخرج من مثل هذه البيئة التي أوصلتك لهذه الحالة.

مجرد تغيير البيئة سيغير كل شئ عندك بالحياة، وبنفسيتك، وهرموناتك، مما قد يجعلك تغير أهداف حياتك، وبالتالي تشعر بالرغبة في السعي في هذه الحياة.

أقول له معك حق.

لا شئ في هذه الحياة يستحق أن تتعبي لأجله، أو كما قال ڤان جوغ في رسالة انتحاره:-

( كل شئ باهت، كل شئ هالك، كل شئ هباء أحلام).

الشئ الوحيد الذي يدفعنا لفعل أي شئ هو احتياجنا للمال ليس أكثر، ولولا هذا الاحتياج لجلست أو نمت دونما أن أحرق قلبي على شئ من هذا العالم، فهو لا يستحق.

ما قيمة الذكريات وأنا سأموت؟

ما قيمة المال وهو حتمًا سينتهي؟

ما قيمة كل شئ والفناء مصيره؟

لذلك أقول له معك حق.

انا فعليا أشعر بهذا الشخص

هذا الشخص وجد أن لاأحد يشعر به أو يستمع إليه أو يهتم

لقد مررت بهذه التجربة المريرة ولازلت أمر بها كثيرا

في المحصلة .. سأحاول أن افهم مشكلاته وأرشده أو اقترح عليه حلولا ..

خذ قسطا من الراحه وراجع علاقتك مع الله ثم حاول معرفة اسباب المشكلها واللعمل على تحديد خطوات جادة لحلها

سيكون أول رد هو لا تقلق أنا معك و يمكنني الاستماع لك.

و ستكون الخطوة الأولى هي محاولة ابعاده عن المصادر و الأسباب المسببة لذلك و محاولة إقناعه بالتواصل مع المتخصصين من الأطباء النفسيين و أقدم له الدعم حتى يكون في حالة أفضل فالتعب النفسي من أخطر ما يواجهه الانسان في حياته.

لا تفكر، لا تتحرك، لا تفعل شيئاً، فقط نم

كل مرة احاول فيها ان اتغلب على هذا الارهاق بالجهد والتفكير والتخطيط افشل فشلاً ذريعاً، فأكتشفت اكتشافاً ربما يعتقده البعض سخيفاً لكن بالنسبة لي كنت الاحظ دائما ان ضغوطاتي النفسية تكون في اشدها عندما اكون سهرت لفترة طويلة او عملت كثيراً، فأصبح مثلا الهاتف الذي يسخن مع كثرة استعماله باستمرار، لكنه يبرد اذا اعدت تشغيله واطفأته لفترة، قد يكون كلامي سخيفاً لكن هذا ما لدي.

أتفهم هذه الحالة جيداً، وغالباً يكون سببها كثرة الضغوطات والهموم التى على عاتق الشخص نفسه، والمشكلة لا أحد يرعاه، وحجم الألم الذى يشعر به فى يوم تكون كبيرة جداً، فالطعام مر، والشراب بلا طعم، بل حتى دخول الخلاء به ألم، الألم يلاحقه أينما ذهب.

وللآسف لو تحدث تجد من حوله لا يشعرون به، رغم كونهم أقرب الناس إليه، هو واحد فقط الذى عليه أن يلجأ له، الله، الله هو السند هو المعين، وهو اللطيف استغيث به يامغيث اغثنى وفك كربى،" اللهم أخرجنى من حولى وقوتى إلى حولك وقوتك"، وحتى لا تتألم أكثر لا اشتكى ألمك لم أنكر ألمك وعاب عليك، فأنت بذلك تزيد من ألمك، ضع يدك على صدرك وأقرأ سورة الكرسى، وعندما تصلى وتسجد قل يامغيث انزل عمافى صدرى من ضيق، فكثرة السجود تزيل الهم من الصدر عن تجربة، ولا تترك الإستغفار، والله الإستغفار ليست مجرد كلمات تقال ولكن بها ممكن تقول سحر أو طاقة أو تقدر أن تقول أن الله وضع فيها سر، ففيها فرج، وبما أننا تحدثنا عن الإستغفار فلا تتركه فلو تركته تركك، وذكر الله عموماً يجعلك فى معيته.

وأخيراً حاول أن لا تأسى على نفسك فى اللوم، لأن بعض من يعانى من ذلك يجلد نفسه كثيراً، وحاول أن تفعل الأشياء التى تحبها وتجد متعتك وسعادتك فيها، مادام حلال ولا تغضب الله عزوجل، فلا تؤجلها لأن هذا من ضمن الأسباب أنك تقوم بفعل روتين ملل متعب جداً جداً جداً، وفى المقابل لا تمارس مواهبك مثلاً أو مهاراتك أو تسعى لتحقيق حلمك، لأن هذا الوضع يجعلك تشعر بحمل ثقيل، عن نفسى يستحضرنى شعور الثور الذى يدور فى ساقية، وربنا يكشفر الضر عن كل شخص يعانى هذه المعاناة.

كيف اواسي شخصا هكذا و كلانا نعيش نفس هذا شعور

اشعر ب تعب دوما اشعر لا شيء يستحق لكي انهض من فراشي

اليوم هو مثل الامس و الامس هو مثل اليوم اشعر انني اعيش في متاهه لا مخرج لها و لا عوده

السبب في كونهم لا يرون و لا يشعرون و لا يتعاطفون هو أنهم لم يتعرضوا لمثل ما تعرضت له من ضيق و آلام و قلة حيلة ..