ما هو عمرك الفعلي؟

أثناء دراستي للأدب الإنجليزي في جامعة دمشق لفتني شاعر اسمه جون كيتس JOHN KEATS وهذا الشاعر تقريباً درسنا معظم قصائده في الكليّة وكان يُركّز عليه جداً ويُعتبر واحد من أهم الشعراء ويُقارن بعظماء الشعراء دائماً، قرأت لهُ العديد من الأعمال، ODE ON MELANCHOLY و TO AUTUMNS وLAMIA وكنت مستمتع جداً بقصائده ولكن فجأة قرأت معلومة كانت صاعقة بالنسبة لي، بأنّهُ هذا الشاعر اختتم عمره بالـ 25 فقط! أي أنّهُ لم يكمل أوّل شبابه حتى وعنده هذا الكمّ الغزير من الأعمال والقصائد والانتاجات وبجودة رائعة وعنده قصص أيضاً في حياته ومواقف كثيرة أرّخها المؤرّخ، هذه كما قلت في أوّل المساهمة حضرتك أنّها المعنى الحقيقي لحياة كبيرة.

ففي أي عمر أنت، وكم سنة مضت فعليًا من عمرك؟ إذا كان بإمكانك ذكر الرقم الذي تشعر أنك تعيش فيه الآن بغض النظر عن الرقم الحقيقي فأخبرني.

بدأت حياتي عند بدأ وعيي تماماً ولا أقصد بهذا الوعي الذي يخصّ الاستيعاب والعَيش، بل ذلك الذي لهُ علاقة بالحياة، حين تعرّفت أكثر عن معنى العمل ومعاني الفنون وفهمت حقاً الطريقة التي تُشكّلنا بها العلاقات الإنسانية، لذلك أنا في ال27 من عمري ولكن أشعر بأن الرقم الذي عشته حتى الأن من الـ 2014 لليوم، أي من عمر الـ 18 تقريباً وهي السن الذي تبدأ الحياة بصقلنا فيه عبر المواقف الحياتية الكثيرة الصعبة والقراءة والدراسة معاً.

في الكثير من الأحيان أشعر أن طفولتي، والتي تشكل حمدا لله جزءا سعيدا من حياتي، لا تزال تتعلق بأطراف روحي فأجدني لا شعوريا ما زلت أقوم بعمل أشياء طفولية تنم عن التصرف على سجيتي كما يقال. لذلك فأشعر دائما أن ما مر من سنين عمري بضعة سنين فقط خاصة عندما تحصل تلك المواقف السعيدة بشكل مفاجئ فتعيدني بفرحها إلى أيام الطفولة. ففي كل مرة تحصل إحدى تلك الأشياء الجميلة أشعر كأنما ولدت من جديد وأن ما مر مجرد لحظات . من المهم جدا أن لا يعبأ المرء بسنين عمره ولا يجزع فما يهم أن يكون يضع في كل يوم قيمة مضافة تجعل لوجوده قيمة عالية.

يعتمد عمر الفرد على العديد من العوامل، بما في ذلك الجينات والحالة الصحية ونمط الحياة والعوامل الخارجية مثل التلوث والتوتر والتغذية. يمكن أن يؤثر التغير في أيٍ من هذه العوامل على العمر الفعلي لشخص ما. ومع ذلك، يمكن استخدام بعض الاختبارات البسيطة لتقرير عمر الفرد الحقيقي، بعض الأحيان اجرب المواقع الالكترونية المخصصة لهذا الأمر ولكنها غير ثابتة في ايجاد العمر الفعلي، تبقى لتسلية فقط

ففي أي عمر أنت، وكم سنة مضت فعليًا من عمرك؟ إذا كان بإمكانك ذكر الرقم الذي تشعر أنك تعيش فيه الآن بغض النظر عن الرقم الحقيقي فأخبرني.

مازالت اشعر بأنني طفلة، وان الحياة دهر طويل يستحق ان نعيشه بكل تفاصيله الحلوة والسيئة، بالرغم من انني في منتصف العشرينات لانني عام بعد عام احن لطفولتي اكثر.

ففي أي عمر أنت، وكم سنة مضت فعليًا من عمرك؟ إذا كان بإمكانك ذكر الرقم الذي تشعر أنك تعيش فيه الآن بغض النظر عن الرقم الحقيقي فأخبرني.

قبل الإجابة على سؤالك ، مقاييس حساب العمر الفعلي والإدراكي بتأكيد تختلف من شخص لأخر حسب مجريات حياته وما طرأ عليها من تغيرات صقلت وعززت ..

لاحظت بالتعليقات التشبث بروح الطفولة وهذا يدل على أن الواقع ليس على أفضل حال ظن فالطبيعي أن الإنسان يجد نفسه مع تقدمه بالعمر وشعوره بالنضج ويبدأ بحساب عمره منه ، فقرأت يومًا ما جملة نحن نولد عندما نصل للوعي أو النضج أيًا كان .

فأنا حظيت بمراحل عمرية مفعمة بالحياة والمغامرات الشيقة ولكن لو أردت أن أكون صادقة مع نفسي بدأت أتخلص من عقدي ومشاكلي في عمر ال25 قبل هذا العمر كنت من ضمن فريق باقي التعليقات نظرتي للحياة وردية مثالية . الآن نظرتي حقيقية وتجاربي وما أثبته يثبت أني بالفعل هذا عمر الإنجاز .. بالمناسبة عمري الحالي 29 ..

لا أعلم يومًا ما ذهب زوجي لتسجيل ورقة للعمل وسأل عن عمر زوجته فسجلني 21 المضحك أنه مراجعة مراجعة البيانات مع الوثائق تبين عدم التطابق كوني مواليد 94 ...

هل تقتنعين بأن العمر مجرد رقم يا رغدة؟ أنا لا أقتنع بذلك مهما حاولت يبقى تأثير العمر الفعلي كبير، أما إذا كنت سأحسب عمري كما تقول نيرجا فأجني تجاوزت السبعين بالكاد أخطو على قدمي بدون مساعدة :D

من الصحيح أن الحياة يجب أن تتمحور حول الجودة أكثر من الكمية، إلا أنني أرى بأن الحياة الأطول توفر المزيد من الفرص للنمو والتعلم والتجارب يعني كلما زاد الإنسان في عمره يكتسب خبرة أكثر إذ أن العمر الفعلي يتعلق مباشرةًا بطول العمر الكلي وكلاهما مترابطان.