"ما الذي يضطرك إلى ارتداء هذه الملابس في غير بلدك؟! لديهم الحق في النظر إليكِ.".. جملة قالتها استنكارًا فتاة لزميلتها الصومالية التي ترتدي ملابس أقرب للزي التقليدي للسيدات في الصومال.
جعلني هذا أفكر إذا كان وجود الشخص في بلد غريب يحتّم عليه أن يتنصل من ثقافته ولا يسعى لذكرها أو الإعلان عنها صراحةً خشية أن يُوصف بأنه "غريب" أو مختلف عن أصحاب البلد الذي يقيم فيه.. وهل يمكن لتخليه عن ثقافة بلده أن يمثل احترامًا لثقافة البلد الجديد!
ثم جاءتني الإجابة بسرعة كضربة على رأسي، وهي أنّ ليس هناك سببًا قد يضطر الشخص لفعل هذا أيًا كان هذا الهدف وراء ذلك، فكما أن لأهل البلد ثقافتهم التي يحترمونها، أنا أيضًا لي ثقافتي ولا تقل أهمية بالنسبة لي.. وأنّ هذا لن يتعارض مع احترامي لثقافتهم.. خلاصة القول، ثقافتي يجب أن تكون مدعاةً للفخر وليست شيء أخجل من إظهاره أو أستحي منه. ولينظر من ينظر.. لا بأس.
وقد كانت هذه قناعتي الشخصية..
والآن الســـؤالٌ أطرحـــه عليكــــم.. هل يجب على الشخص التمسك بثقافته وعدم إخفائها إذا كان في بلد غير بلده الأم؛ حتى لا يلفت النظر إليه ويُنظر إليه على أنه غريب عمن حوله، أم عليه أن يحاول التأقلم مع ثقافة البلد الجديد ويندمج فيها ناسيًا ثقافته؟
التعليقات