لقد خلقنا الله على فطرتنا البشرية، نتسم بالصدق والصفاء والوضوح. لكن في حياتنا الحديثة_المملة_ كثيراً ما نجد من يدعون المثالية، ونحن نعلم حقيقة حالهم.

في البداية الأمر كان غريب، وأسأل نفسي على الدوام، ما الذي يدفع شخص ليتحدث عن نفسه بهذه الطريقة، ويفترض ما ليس موجود في الحقيقة؟؟

لكن بعد وقت من الانغماس في الحياة العملية أكثر، لم يعد الأمر غريباً كما كان في البداية. وجدت أن كل الدوائر التي نعيش فيها لا تخلو مِن مَنْ يدعي المثالية، وربما أحياناً نحن أيضاً نفعلها، ونعطي صورة أجمل عن أنفسنا.

كثيراً ما أقف عند هذه اللحظات، ولماذا نفعل ذلك؟! ربما أن الأمر مرتبط بمدى شعورنا بالرضى تجاه أنفسنا أو الشئ الذي نتحدث عنه، وكلما كنا راضين أكثر لن نكون بحاجة لتضخيم الأمر حيال أنفسنا بشكل إيجابي.

تخيل كم الأشياء التي تحطم بداخلنا، لاعتمادنا صور غير حقيقتنا؟! كثيراً ما تتسبب هذه المثالية المزيفة بالإحباط والتوتر والمخاوف غير الطبيعية من الفشل والهزيمة، وهذا يعني نقد الذات بشكل متكرر ومستمر حتى يحطم الإنسان نفسه دون أن يشعر.

وفقا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، أن دراسة أعدها باحثون من جامعة كولومبيا توصلت إلى أن الأشخاص الذين يتسمون بالصدق ويقدمون صورة دقيقة عن أنفسهم هم أكثر سعادة.

لطالما أن الوضوح والصدق، يجعلنا سعداء أكثر، لماذا نختبئ خلف ستار لسنا منه، ولا يعبر عنا؟

من وجهة نظركم، ما الذي يدفعنا لندعي المثالية ونعبر عن أنفسنا بطريقة مبالغة؟