يقولون: وراء كل عظيم امرأة. عبارة طالما سمعتها صغيراً وأنكرتها كبيراً. فما أبعد الدعوى عن الواقع والمشاهد والملموس! فإنً صحً هذا القول، فإنًه يصح بمعنى واحد فقط: ألا وهو المعنى السقراطي للعظمة! أجل، كانت زوجة سقراط (زانتيب) وراء سقراط بالمرصاد بالهم والنكد وسلاطة اللسان والثرثرة الفارغة حتى علمته الصمت والتفكير في صمت ومن هنا كانت الحكمة!

الحقيقة أنً النساء لا يعجبها عقل الرجل ولا حكمته ولا عبقريته في الفنون والعلوم والآداب، وإنًما يعجبه منه فتوة شبابه وماله الوفير؛ فإنً خلي منهما الرجل فلا حظ له إذن في النساء؛ فهو مزهود فيه على كل حال. فما الحب إلا قناع للتمويه على تلك الرغبتين. قال علقمة الفحل يقرر تلك الحقيقة:

فإنً تسألوني بالنساء فإنني................. عليم بأدواء النساء طبيب

إذا شاب رأس المرء أو قل ماله........... فليس له في ودهنً نصيب

يُردن ثراء المرء حيث علمنه........... وشرخ الشباب عندهن عجيب!

 بعثت ميليفا زوجة أينشتاين في عام 1909 بخطاب إلى صديقة لها تتشكى: إني أتوق إلى الحب. أتعلمين يا عزيزتي إنً كل تلك الشهرة التي يحظى بها هي ضُرتي! فلا يجد وقتاً منها لزوجته؛ فلا يتبقى لي سوى الصدفة وأمًا الدرر فتذهب إلى ضرتي...." ظلت ميليفا تجعل حياة العبقري جحيم حتى طلقها وما كاد يقبض ثمن نوبل حتى بعث به إليها كنفقة عليها وعلى أولادها!!

كذلك الأديب والطبيب مصطفى محمود تزوج مرتين وطلق مرتين أيضاً! لم تتحملا زوجتاه فيه المفكر والعقل و الفيلسوف! العقاد عشق سارة غير أنها أحبت آخر ليس له عظمة العقاد ولا أدبه ولا فنه! وماذا عليها لو تزوجت العقاد وخدمت ذلك العقل الجبار والأديب النادر؟ إذن، لخلًد اسمها معه في التاريخ! وهل عظمة النساء إلا اشتقاق من عظمة الرجال؟! ولا نكاد نحصي أسماء من لم يتزوجوا وأراحوا أنفسهم من عناء النكد المقيم وعلى رأسهم: نيوتن وكانط وأفلاطون وابن تيمية وغيرهم الكثير.

 والآن أيها الأصدقاء: هل تعلمون عباقرة وعظماء آخرون فشلوا في زواجهم؟ ولماذا في رأيكم لا تتحمل المرأة العظيم وتكمل معه حياتها؟