عندما كنت صغيراً في السابعة، كنت أشفق على قريبة لنا أربعينية تعيش وحدها! كنت أتعجب- رغم اني اراها تضحك وتلقي النكات - واسال من حولي: أين زوجها وأطفالها؟! الإجابة: لم تتزوج.

كانت تعيش في بيت العائلة مع إخوتها الرجال. لم اعرف حينها لماذا كنت أحزن عليها وأشعر أنها ناقصة! وأنها أهل للرثاء والشفقة. أما الآن، فاني كبرت ولي زميلات تخطين الثلاثين ويعملن ويخرجن ويعشن بحريتهن وكأن لا شيء ينقصهن! حتى أنا لم أعد يساورني حيالهن نفس شعوري القديم حيال قريبتي!!! بل أنهن يدعين أننا الرجال لا نستطيع أن نعيش بدونهن فيما قد تستغني المرأة عن الرجل! كان نقاشنا ينتهي بالضحك.

ويبدو أن زعمهن صحيح؛ يقول الكاتب جورج جلدر في كتابه ( الرجال والزواج): الرجل والمرأة خلق أحدهما للآخر وغالباً ما يشعر أحدهما بدون الآخر بعدم الاكتمال والشعور بالنقص. غير أن المرأة اقدر من الرجل على تلافي هذ الشعور وإدارة حياتها. فالرجل الاعزب أكثر خروجًا عن المألوف اجتماعيًا. فهو أكثر احتمالًا من الإناث غير المتزوجات أن يُدمن على الكحول، أو يتعاطى المخدرات،أو يصبح مجرمًا مُدانًا، أو شخصًا غير مسؤول بشكل عام. حتى أصحاب العقارات لا يرغبون في تأجير شققهم له، وشركات التأمين لا تحب أن تغطيه، وشركات القروض تتردد في إقراضه المال؛ فهو يميل إلى التهور وقيادة سيارته بسرعة مفرطة والانفعال بصورة حادة.

برأيكم: أي الجنسين أقدر على الاستغناء عن الآخر والعيش بسعادة ولماذا؟