من مشاكل المرأة أيضا أنها دائمًا تُقدَّم على أنها الفتنة، والتهديد والخطر الدائم على الرجل، ذلك أنها الامتحان الذي يهدد أخلاق الرجال، كل خطاب ديني أو اجتماعي وتاريخي تقريبا يحملها مسؤولية إغواء الرجل، وكأنها المذنبة مسبقًا لمجرد أنها أنثى، يُقال لها: لا تضحكي كثيرًا، لا تتزيني، لا تختلطي، لا تُظهري أنوثتك. كل شيء فيها يُعتبر فتنة يجب إخفاؤها أو السيطرة عليها.

لكن الغريب أن لا أحد يتكلم عن فتنة الرجال لا أحد يتحدث مع أن النساء أيضًا يفتتنّ بالرجال لمظهرهم، حضورهم، سلطتهم، طريقتهم في الكلام، و نظراته التي قد تُربك امرأة أو توقظ فيها رغبة ورغم دعوة الرجال الصريحة - في الكثير من الأحيان- لاستمالة المرأة واستثارتها وجذبها من قبل الرجال، مع ذلك لا أحد يقول بأن الرجل يفتن، في حين يجتهد كل المجتمع في تأويل التصرفات وحركات النساء الواعية واللاواعية على أنها فتنة، وكأن المرأة وجودت لتكون مصدر للإغراء والخطر الأخلاقي على المجتمع.

عادة ما تربط فتنة المرأة بجسمها وصوتها، المفارقة اليوم، شريحة كبيرة من الرجال إتجهوا نحو المنافسة على الجمال الجسدي والإغراء الظاهر ، ليس فيما هو معقول مثل جمال العضلات وغيرها، بل فيما هو غير أخلاقي صراحة مثل اللباس الواضع والضيق على المناطق الحساسة، والروائح الجنسية المثيرة، بل وحتى الإيحاءات الجنسية الصريحة كتلك التي أصبحنا نراها في السوشيال ميديا -في محتوى الطبخ مثلا- ومع ذلك لا يُتهم الرجال بأي فتنة، بل يعتبرونها تحضر و كياتة وقوة.

وبينما يتم محاكمة جسد المرأة و رغباتها الجمالية والجسدية وحريتها في اللباس والحركة والسلوك بداعي أنها فتنة يجب سترها، يتعامل المجتمع مع الرجل بشكل عكسي، حيث يتم تبرير الخلاعة بالجمال و الرجولة، ولفت الإنتباه بالكاريزما، و عشوائية السلوك بالتلقائية، وغيرها( لا أعمم، لكن توجد حالات كثيرة تستغل هذا الأمر لتحقق مأرب لا أخلاقية-

علااااش

هل لأن المجتمع يخاف من فكرة أن المرأة يمكن أن تشتهي؟ أم لأن الاعتراف بفتنة الرجل يعني الاعتراف بأن السلطة الجنسية ليست حكرًا على الذكور؟طبعا من غيير شك هذا التناقض يفضح حقيقة أن المجتمع لا يريد المساواة حتى في الرغبة، فهو يمنح الرجل حرية النظر والإعجاب والحب والخيانة، بينما يجرّم على المرأة حتى الاعتراف بأنها تشعر.