لا شك أن الزواج من شخص لديه بالفعل أطفال يمثل تحدي كبير من حيث تقبل الأطفال للشخص الجديد الدخيل عليهم، وقدرة الشخص نفسه على تقبل الأطفال ورعايتهم كأنهم أطفاله، فكيف ترون الزواج من شخص لديه أطفال؟ هل ممكن أم مستحيل؟
الزواج من شخص لديه أطفال، ممكن أم مستحيل بالنسبة لكم؟
بالنسبة لي وبظروفي الحالية لا لن أقبل بسبب نقاط كثيرة ترتبط بشخصيتي وليس بالوضع نفسه، فمثلا أنا شخص ليس محب للأطفال كثيرا، لذا التعامل مع أطفال ليسوا أطفالي سيكون به مشقة وأخشى ألا أقدم لهم معاملة طيبة كما يستحقون، كما أن الأطفال بالعموم يحتاجون لتضحيات قد أضع نفسي طرف فيها ولن أختار أطفال عن نفسي إلا إن كانوا مني خاصة وإن كان لدي أهداف وطموحات أسعى إليها، على عكس أطفالك فأنت مضطر لأنك المسؤول الوحيد الحقيقي بجانب طبعا عاطفتك تجاههم
أنا أتفهم رأيك بالطبع، ولكن ما التمسته من خلال توضيحك للأسباب أن هذه الأسباب قد تطبق أيضا لو كانوا الأطفال هم من صلبك، بمعنى أن الشخص الذي لا يحب الأطفال ولا يتحملهم ففرصة عدم قدرته على رعاية أولاده نفسيا وعاطفيا كبيرة، والشخص الذي يولي اهتمامات أكبر للأهداف والطموحات سيكون من الصعب عليه الاستقرار في علاقة ناجحة مستعدا للإنجاب وتربية الأطفال بشكل جيد.
شخصيًا لا أرى تحديات من جهتي لتقبل الأمر، ربما يكون التحدي الحقيقي لجعل الأطفال يتقبلوني كأب كما قلتِ، وإن لن يفعلوا كما ينبغي في نهاية الأمر، ولكن من جهتي فإن كنت أحب شريكتي حقًا سوف أتقبل الأمر بصدر رحب، بل سيشجعني كون أنني سأوفر بيت به الزوجين من الأب والأم للأطفال، وإن كنت أتكلم الآن من موقف نظري سهل وأنا لا أعي الصعوبات الفعلية كالمتزوجين الذين جربوا بالفعل، بالإضافة للضغوطات الاجتماعية التقليدية.
جميل نظرتك للأمر يا عبد الرحمن فهي بعيدة كل البعد عن المعايير الغريبة التي يضعها الناس عند الزواج وتركز فقط في التحدي حول تقبل الأطفال لك لأنه بالفعل التحدي الأكبر، ولكن الجيد في الأمر أن الأطفال ليسوا مثلنا، هم لديهم مقدرة على الحب والاحتواء أكثر مننا إذا شعروا بحبك تجاهم، أي ببساطة إذا باردت بالحب والاحتواء والرعاية ستجد أن قلبهم سيلين تدريجيا مع المحاولات وسيقدرونها خصوصا وأن أغلبهم يكونوا في حاجة لذلك لتعويض جانب الأب أو الأم الذي فقدوه ولكن هم خائفين فقط على الطرف الآخر الباقي معهم ليبتعد عنهم أو يهملهم بسبب الشخص الجديد في حياته.
كيف يمكن التأكد من أن الشخص الذي يختار شريك عنده اطفال بأنه قادر على بناء علاقة قوية معهم؟ خاصة إذا لم يتقبلوا وجوده في حياتهم!
وهذا لا يتضح إلا بالمعايشة لسنة بأقل تقدير، وعلى أصغر مثال، أن الطرف الجديد قد يشعر بأنه في موقع ثانوي أمام مسؤوليات الشريك تجاه أطفاله وقد تنشأ مشكلات مع الطرف الآخر حول التربية أو القرارات المشتركة لإنهم ليسوا أبناء للاثنين. هذا من عدا الأعباء المادية الغير مبررة نهائي إلا بحب كبير فعلاً بين الشريك وشريكه وهذا نادر برأيي ولا يستحق هذه المغامرة الغير مأمونة.
كيف يمكن التأكد من أن الشخص الذي يختار شريك عنده اطفال بأنه قادر على بناء علاقة قوية معهم؟ خاصة إذا لم يتقبلوا وجوده في حياتهم!
بنفس الطريقة التي يتأكد بها أي إنسان أن هذا الشخص بعينه هو الشخص الذي يريد أن يتزوجه ويكمل معه بقية حياته، الزواج لن يحدث بشكل لحظي، فمثلما توجد فترة تعارف وخطبة واستعدادات للزواج سيكون في خلال هذه الفترة اختبارات لقياس مدى تقبل الطرفين لبعضهما البعض وكيفية العمل على توافقهم معا مع الأخذ في الاعتبار أن هذا مسؤولية الطرف الأكبر وليس الصغار أي أنه هو أو هي من يجب أم يبذل كامل الجهد في البداية وينتظر النتيجة.
أن الطرف الجديد قد يشعر بأنه في موقع ثانوي أمام مسؤوليات الشريك تجاه أطفاله وقد تنشأ مشكلات مع الطرف الآخر حول التربية أو القرارات المشتركة لإنهم ليسوا أبناء للاثنين
هذا بالفعل وبشكل عملي من تجارب على أرض الواقع يمثل تحديا في هذا النوع من العلاقات ولكن برأيي يمكن حله من البداية بالاتفاق هو حول دور الشريك في حياة الأولاد وتحديد حدود واضحة له فيما يخص المواضيع أو القرارات المنوط به التصرف فيها أو المشاركة في صنعها، فما أريد قوله أن مسؤولية الأولاد الأكبر في يد من أنجبهم ولذلك هو الأدرى بالأفضل لهم ولا يمكن فرض الطرف الجديد أي نوع من أنواع الآراء على شريكه بخصوص هذا الأمر، والطرف الجديد هنا عليه أن يحترم ويتفهم أن دوره في كل الأحوال هو دور ثانوي وليس أساسي لأن هؤلاء الأطفال بالفعل لديهم أب وأم، فهو لن يستطيع أن يحل محلهم كليا ولكن يمكن أن يساعد في بعض أدوارهم في حالة غيابهم.
لا أرى أن الأمر به أي مشكلة بالنسبة لي على الإطلاق، وأرى في السعي لتقبلهم وجعلهم يقبلوني أجر وشعور طيب للغاية وقيمة إنسانية جيدة.
بصراحة اتضجر ويسقط من نظري الأهالي الذين يرفضون زواج الأبناء من مطلقة أو أرملة لأنها تملك أبناء، أهذا عيب بخلقها أو طبعها ؟ بالتأكيد لا ولكن بطريقة ما ظهر هذا الرفض وانتشر وهو سلوك غير إنساني بالمرة
بصراحة اتضجر ويسقط من نظري الأهالي الذين يرفضون زواج الأبناء من مطلقة أو أرملة لأنها تملك أبناء، أهذا عيب بخلقها أو طبعها ؟ بالتأكيد لا ولكن بطريقة ما ظهر هذا الرفض وانتشر وهو سلوك غير إنساني بالمرة.
بالطبع أنا أتبنى نفس وجهة نظرك فيما يخص هذه النقطة تحديدا واحترمها كثيرا، ولكن مثلما أشار رفيق قد تكون وجهة النظر الأهالي أن ابنهم لن يستطيع رعاية هؤلاء الأطفال أو تحمل مسؤوليتهم كما يجب أو أيضا تخوفا على ابنهم من عدم حصوله على السعادة إذا ما تعرض للرفض والنقد والتهكم المستمر من قبل الأولاد لعدم تقبلهم له رغم مجهوداته الكبيرة من أجلهم، أي في كثير من الأحيان يكون رفض الأهالي لهذا النوع من الزواج ليس تقليلا من شأن الطرف الذي لديه أطفال بل من أجل راحتهم وراحة ابنهم أيضا ولا أعتقد أنه مخطئون في ذلك طالما أنهم لا يفرض يفرضون رأيهم ويتركون حرية القرار النهائي في يد ابنهم.
بصراحة، لا أرى نفسي قادرة على الزواج من شخص لديه أطفال، والسبب ليس عدم التقدير لهذه العلاقة، بل وعي ذاتي بقدراتي الشخصية. تربية الأطفال ليست مجرد "مسؤولية إضافية"، بل هي دور عميق يتطلب صبرًا، حكمة، وعاطفة صادقة.
كشابّة يا رنا، أشعر أنني ما زلت في مرحلة بناء ذاتي وتطوير شخصيتي، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والتركيز. كيف أستطيع تحمل عبء تربية أطفال ليسوا من صلبي، بينما لا أزال أحاول فهم نفسي وتطويرها؟ أرى أن تربية الأطفال تحتاج إلى نضج عاطفي وخبرة حياتية، وأعترف بأنني لست كفؤًا في هذا المجال حاليًا.
كما أن فكرة الدخول في حياة أطفال لديهم بالفعل ارتباط عاطفي مع والدتهم، تجعلني أفكر في مدى قبولهم لي كشخص جديد في حياتهم. الأطفال يحتاجون إلى شعور بالأمان والاستقرار، وأخشى أن أكون غير قادرة على منحهم هذا الإحساس بالكامل.
لا أقول إن الزواج من شخص لديه أطفال أمر مستحيل، لكنني أؤمن أن من الأفضل أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل اتخاذ قرار كهذا. إذا لم أكن واثقة من قدرتي على لعب هذا الدور، فمن الأفضل الابتعاد عن تجربة قد تضر بي وبالأطفال معًا.
أحيي صراحتك ووضوحك بشأن قدرتك على لعب هذا الدور والدخول في هكذا علاقة، فكثير من الأشخاص تعميهم الأنانية بحيث لا يفكرون سوى في علاقتهم مع شريكهم ويهملون عنصر الأولاد تماما بحيث إما يهملوهم تماما نفسيا وعاطفيا وحتى على مستوى أبسط أنواع الرعاية، ومنهم من يحولون حياتهم لجحيم رغبا منهم في حثهم على الغضب والثورة لتدمير علاقتهم مع آبائهم وإبعادهم عن المنزل، وإذا تكلل الزواج بأطفال آخرين، سيصبح الأطفال مهددين أكثر في كل جوانب حياتهم ومهملين اكثر، فالزوج أو الزوجة في هذه الحالة تسعى للاستحواذ على كل شيء لأجل أولادها.
علئ المراه يكون صعب إذا كانت لديها أطفال من زواجها السابق وتريد شريك جديد ، هذا يسبب تعقيد إضافي في الحياة، من حيث التعامل مع ديناميكيات الأسرة المختلطة والعلاقة مع الأب البيولوجي للأطفال..
أيضا تؤثر التجارب السابقة على المرأة، بما في ذلك مشكلات العلاقات السابقة، على علاقتها الجديدة. تحمل المرأة مشاعر سلبية أو توقعات غير واقعية من زواجها السابق.
كثر يرفضون لسبب يربون اطفال ليسوا من صلبهم، أو أحيانا لوجود أب لهم يصرف عليهم وهو أحق بهم منك، وهناك من يرفض ليكون أول رجل بحياة زوجته، أسباب كثيرة موجودة اجتماعيا
الأب متوفي مثلاً . والأبناء معروفين النسب حتى بعد الطلاق الزوج يوفر لهم نفقه بحسب ماتقدره المحكمه
المواضيع هذه ليست عشوائيه و خبط ولزق
أخبرتك نحن البشر من نضع التعقيدات خصوصا في مسئلة الزواج وأنت ذكرت بنفسك أسباب إجتماعيا وأغلب الأسباب الإجتماعية مجرد خرابيط لا أصل لها .
التعليقات