بما أننا في نعيش في ظل ظروف معيشية مرهقة للعديد من الناس، وتجعلنا مضطرين لاتخاذ قرارات مصيرية مختلفة، كالبقاء في نفس البلد أم الذهاب لبلد آخر والبحث عن فرصة عمل أفضل، أو اتخاذ قرار ببدء مشروع معين أم تأجيله لوقت آخر، والعديد من القرارات الأخرى، أعلم أن المعظم سيأخذ قراره بناء على الموازنة بين كافة المقترحات المتاحة، ولكن كيف نصل تحديدا لقرار شبه مؤكد قي أمرا ما؟
ما استراتيجيتكم في معرفة مدى ملاءمة أي قرار بالنسبة لكم؟
افضل اولا تحديد الاولويات وتحديد الوقت المناسب، فكثيرا ما تنتابنا العديد من المشاعر ونرغب بالحصول على كل ما نريد في أسرع، وقت وهذا تفكير هوجائي يجب علينا موازنة الأمور وأن نرى الأشياء بعقلانية
سأحاول تقريب الأمر بمثال، تخرجت من طب الأسنان وبسبب الظروف الصعبة الان وغلاء الاسعار وكثرة عدد أطباء الأسنان وأيضا انا اخر دفعة لها تكليف حكومي (وظيفة حكومية) بالأساس فالأمور معقدة، لكي تنجح بهذا المجال تحتاج للمال حتى تصل لما تريد وتحقق إنجازات او حتى تتطور على المستوى الشخصي، أردت التقديم بمنحة ولكنني تراجعت لأنني لو تم قبولي ورغم انه امر مستبعد فسيأتي القبول بشهر ٩ والتكليف سأتسلمه بشهر ١١ فتراجعت وقلت سأقدم العام القادم، قد يكون قرارا غير صائب ولكنني فضلت عدم التخلي عن العمل الحكومي واخذ اجازة تحسين دخل،
ربما يراه البعض قرار ليس بصائب ولكنني لم أشعر بالراحة لاقدم بمنح ورغم عدم معرفتي باي تخصص ساقدم بالمنح لان المنحة امر صعب والقبول بها اصعب ولذلك تحتاج لاختيار تخصص صحيح، بالمناسبة اسنان تخصص بالخارج باهظ الثمن فمنحه ليست بكثيرة.
ولكن يجب ان نستشير الاخرين وايضا نري الامور بالانسب لنا وربما لذلك حكمة سانتظر لمعرفته بالسنة القادمة
اتمنى ان اكون الهمتك بهذه القصة.
لا تستطيع أن تجزم الآن بأنك اتخذت القرار الصحيح من عدمه دون أن تنجح التجربة وترى النتيجة كلها. الإنسان حينما يقرر أو يقدم على خطوة في حياته يشعر بقدرٍ من التردد تجاهها فإنه لا يعرف ما إذا كانت صائبة أو لا إلا بعدما تمر وتنتهي التجربة بالكامل أو تتضح علامات لتلك النتائج على الأقل.
أعتقد أنك في الفترة الحالية يكفي أنك اخترت ما ترتاح إليه نفسك، فالحدس عنصر مهم في اتخاذ القرارات. أحيانًا تكون جميع العوامل مشجعة على أمر ما (التقديم على منحة في حالتك)، بينما حدسك يأتي فيلغيها لأنه يخبرك شيئًا ما.
لايمكنني القول اني اعتمدت على حدسي كلياً، اعتمدت على عامل أقوى وهو ظروفي ومسار حياتي الذي رأيته ينهار أمام عيني ولكنني سارعت لأحافظ عليه
ولكن اتفق مع انني احتاج المزيد من الوقت حتى اختبر صحة ماحدث بالفعل انا لم ابتعد الا لمدة ٥ أشهر وهي مدة غير كافية للحكم، لكن أعتقد ان الامر سيتبين برمته مع بداية العام الجديد.
نعم اتخذت قرارًا صعبًا وخصوصًا أن المجالات الطبية تحديدًا تحتاج التفرغ لها بشكل كامل، وفكرة المنح على الرغم من الترويج لها نظريًا، ولكن إذا لم يكن لديك أي علم بظروف المنحة والتخصص المطلوب والمعيشة في البلد التي ستدرس فيها، فقد تخسر وقتًا ومالًا أنت في حاجة لهما، وقد تدرك بعد اتخاذك لهذا القرار أنه لك يكن صائبًا، وكما ذكرت استشارة من أقدموا على هذه الخطوة بالفعل في تفس التخصص قد يساعدك كثيرًأ في توضيح الرؤية.
إذا مما فهمته من تعليقك أنك مرتاح لخِيارك وتعتقد أنه الأنسب بالنسبة لك بناءً على آراءك وتفكيرك فيما يناسبك في الوقت الحالي، وبالتالي لا تشعر بندم أو تساورك أفكار تشكيكية، صحيح؟
لن أكذب عليك أشعر ببعض الندم ولكن لا فرصة لدي تبعاً لظروفي الحالية، لو كان هناك أمل لتمسكت به، ولكن ربما يمكنني أخذ هذا القرار ببداية العام القادم أو بمنتصفه حينها ستتوسع الأمور ويصبح كل شىء واضحاً، ربما أكمل بنفس طريقي الحالي وربما أختار الرجوع، ولكن هذا الامر نابع من شخصيتي التى قد ترفض الواقع لكنها تكمل به حتى لا تسقط بالقاع وتعيش بدائرة الفشل.
لن أكذب عليك أشعر ببعض الندم ولكن لا فرصة لدي تبعاً لظروفي الحالية،
سألتك هذا السؤال تحديدًا لأرى واقعية ردك وفعلًا هو يتسم بالحقيقة، وهدفي ليس أن تقول أنك تشعر بالندم أم لا، الهدف هو، ما أظنه صحيحًا من وجهة نظري، أنه لا يوجد قرار صائب كليًا أو ملائم كلياً وقرار عكسه تمامًا، كل قرار مهما كان صائبًا هو خطئًا بالنسبة لأهداف اخرى، الأمر هو مثلما ذكرت، هو ملائم وصائب لك في الوقت الحالي، وربما تكتشف لاحقًا أنه خاطئ، ولكنك لن تندم وقتها، والسبب بسيط، أن قرارك الآن هو باختيارك ورغبتك وأنت راض عنه.
بتحديد الأهداف والقدرات، قرار مثل قرار السفر، لا يناسب الجميع ولا حاجة له عند الكثيرين، من كان هدفه الارتقاء في مستواه والحصول على فرص أفضل للتعليم والعمل ولا يساعده على ذلك وضع أو نظام بلده، سيكون السفر وسيلة لتحقيق هدفه، وإذا كان يمتلك من القدرات ما يؤهله للقبول في الدراسة أو العمل في الخارج لأنها متطلباتها تكون أصعب وأكبر، سينجح في القبول ويتوفق في قراره، لذا المصارحة والواقعية بعيدا عن المشاعر والاندفاع هي السبيل لاتخاذ القرارات المتاسبة.
، لا يناسب الجميع ولا حاجة له عند الكثيرين
أنتِ أثرتي نقطة هامه تستدعي النقاش: هل جميعنا نحتاج للسفر والهجرة؟ أرى الأمر تحول إلى تريند رنا ومتأكدة أنك تشاهدين ذلك بكثرة في كل من حولك، وحتى الكوميكس ومناقشات مواقع التواصل الاجتماعي كلها تتبنى نفس الفكرة وكأنها متاحة للجميع أو تناسب الجميع! وحتى لو كانت متاحة فمن قال أن من يهاجر إلى بلد جديدة بلا هدف ولا خطة أو رؤية سينجح وسيوفر مالًا لا يمكن حصره! وتجدين ايضًا من يروج للأمر من ناحية الحريات والقيم الإنسانية، وعلى الرغم من حقيقة ذلك، ولكن من يشعر بذلك هو من يتوافر له مسكنًا وعملًا ومالًا ليدرس بجانب عمله، نعم ستجد عائد مادي جيد مقابل عملك، ولكن إذا كنت بلا هدف أصلًا في بلدك، فكيف ستجد هدفك في بلد أخرى؟ ولا أقصد التعجيز بردي ولكن بعض القرارت تحتاج لمعرفة هل الأمر يناسب رؤيتي وهدفي أم أنا أخاف فقط أن يفوتني شيء وأنا أصلًا لا اعلم ما هو.
هل جميعنا نحتاج للسفر والهجرة؟
أصبتِ كبد الحقيقة إيريني! بالفعل أصبح السفر والهجرة هوسًا غير مبرر لكثير من الشباب، والبعض يتخذونه قالبًا نمطيًا يريدون استنساخه حتى وإن لم يناسبهم أو يتكيف مع أهدافهم، ويحصرون سبل النجاح وتحقيق الذات وبناء الثروة من السفر فحسب، وحتى وإن كان هذا صحيحًا جزئيًا، فهو لن يتحقق مع الجميع، المشكلة أن العقل الباطن إذا انغلق على أن السفر هو حلال المشاكل، سيتوقف عند ذلك ولن ينفتح على ما دونه من حلول أكثر عملية وربما أكثر جدوى.
والبعض يتخذونه قالبًا نمطيًا يريدون استنساخه حتى وإن لم يناسبهم أو يتكيف مع أهدافهم، ويحصرون سبل النجاح وتحقيق الذات وبناء الثروة من السفر فحسب،
أتعرفين منار؟ قرأت تعليقًا في الصباح يقول، أن من لن يترك هذه البلد في الفترة القادمة سيموت جوعًا حرفيًا!! وهناك من يهللون له في الردود ويعطون بعض الدراسات عن هذا الأمر، وكأننا بسفرنا سنجد أبواب الثروات تُفتح لنا هناك، أو أن السفر لا يحتاج مثلًا إلى مصاريف ضخمة وعقود عمل ومكان إقامة ومعادلات دراسية، وكل هذا بالطبع لا يُذكر في الترويج للأمر، ولكن فقط النتيجة الأخيرة، سافر لتحقيق حياة كريمة!
المشكلة أن العقل الباطن إذا انغلق على أن السفر هو حلال المشاكل، سيتوقف عند ذلك ولن ينفتح على ما دونه من حلول أكثر عملية وربما أكثر جدوى.
أكاد أجزم اني رأيت ذلك في اشخاص حولي، وحقيقة هم لا يقوموا بأي فعل أو مجهود للوصول إلى هذا الهدف أو تحقيقه أو حتى معرفة ما سيحققون بعد سفرهم.
شهدت كذلك إيريني من حولي مهووسون بالسفر، وبالإضافة إلى ذلك إلى أن من حولهم من ذويهم وأصدقائهم يدفعونهم دفعًا لاتخاذ القرار، لأن فلان سافر وحقق ثروة وفلان سافر ويعيش مرتاح البال، وبالفعل سافروا ولم يكملوا عامًا أو عامين ولم يحالفهم التوفيق وعادوا.
مع العلم أن السفر هذه الأيام لم يعد مجديًا ماديًا كما السابق، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية، فماديًا كثير من الجهات تحاسب العامل بناء على فرق العملة فيكون العايد أقل بكثير مما حققه السابقون.
فماديًا كثير من الجهات تحاسب العامل بناء على فرق العملة فيكون العايد أقل بكثير مما حققه السابقون
نعم قرأت عن هذه المشكلة تحديدًا في دول الخليج، وبالنسبة حتى للدول الأجنبية، في الوقت الحالي إذا لم يكن عندك ما تقدميه للحصول على وظيفة قيمة، فالمعيشة ستكون مرهقة جدًا جدًا، لأن أماكن الإقامة هناك باهظة الثمن، أحد المقربين لي، قام بتأجير غرفة التخزين في منزل في أمريكا مقابل 500$، غرفة لا تصلح حتى للمبيت، وهذا الشخص من المفترض أنه من أصحاب المهن التي توفر عائد مادي جيد هناك، ومع ذلك بالكاد يعيش من دخل وظيفتين.
أصبح التفكير لأخذ القرارات من الرفاهيات فالتأخير في إتخاذ القرارات ربما يكون له مردود سلبي، على سبيل المثال أرغب في شراء هاتف محمول أو في شراء سلع فعندما أفكر يومًا أو يومين ربما يزيد سعرها، وبالتالي أصبحت سمة د إتخاذ القرارات هي السرعة،فمثلًا أود شراء هذا المنزل أو شراء هذه السيارة، فأخذ قرارًا سريعًا، أحسب التكلفة من الأموال، فإن تأخرت في أخذ هذا القرار ربما التكلفة تكون مضاعفة أو ربما يؤجل هذا القرار إلى المستقبل.
هذه للأسف إحدى التداعيات الخاصة بالغلاء، أن المبلغ المالي المتوفر لديك اليوم، يتصبح قيمته أقل غدًا، وفعلًا السيارات اليوم أسعارها جنونية، الفكرة أن الرواتب الخاصة بالوظائف الحكومية مثلًا، وحتى الشركات الخاصة، لا تتناسب مع توفير الاحتياجات الأساسية للأفراد، هناك نقطة خطيرة أراها، وهو ازدياد الضيقة المالية لدى طبقات الشعب الأساسية في مصر، دون اي تحرك من الجهات الرقابية لتوفير أي حلول واقعية.
في فترة ما من حياتي كنت شخصا مغامرا لا أراعي مسألة الأخطار و العواقب ، و لكنني لاحقا خلال مسيرة الحياة تعلمت أن أكون على علم و إطلاع و إلمام بجميع المخاطر المحتملة قبل أخذ خطوة للأمام في مشروع أو في علاقة إنسانية أو في أي مجال من المجالات ، لأن معرفة عدد معين من الأخطار و بناء مضادات و استعدادات معينة لها يساعدنا على أخذ القرارات بأمان و دون الخوف من وجود أية أخطار مفاجئة و غير مدرجة في الحسبان ، و طالما أننا على وعي و فهم و إدراك سنكون قادرين على المبادرة و إتخاذ القرارات و العمل بكفاءة و بسرعة و نتلافى التردد و التسويف و تضييع الوقت ..
طرحت نقطة جيدة جدًا وهي مسألة المخاطر في المشروعات، وأود أن افهم منك كيف يمكن تقبل نسبة المخاطر بشكل منطقي في الوقت الحالي الذي يتسم بالسرعة الشديدة سواء في الخسارة أو المكسب ويتسارع فيه العديد ليبدأوا مشروعات جديدة تحت مظلة نجاح Startups.
لأكن صريحة معكِ " لا شيء أكثر قدرة على توضيح القرار الأنسب من اتخاذ هذا القرار بالفعل!" من الناحية النظرية لا يمكننا ان نجزم أن هذا القرار أفضل من الخيار الآخر. نحن نبني خيارنا على الناحية النظرية ولكن يبقى للتجربة الحكم النهائي. من هنا فإن تجريب هذا القرار تعتبر بمثابة الأساس والفيصل في تحديد القرار الملائم من غيره.
" لا شيء أكثر قدرة على توضيح القرار الأنسب من اتخاذ هذا القرار بالفعل!"
أتفق جدًا جدًا، التجربة هي خير دليل على صواب الاختيار من عدمه، والتجربة أيضًا هي الحل الوحيد حتى لا نقع في دائرة الندم والتخيلات غير الواقعية لبعض الأحداث، وأعني هنا كل ما يتبع، ماذا لوكنت ذهبت لهذا المكان؟ ماذا لو قررت العمل في هذا المجال؟ ولكن هنلك نقطة مهمة جدًا، ليست كل الأمور نستطيع تجربتها ثم الخروج منها، بعض الأمور تجربتها مصيرية وتحتم عليكي قبول هذا المصير والتعامل معه، لذا الحرص في بعض الاختيارات ودراسة كل النتائج الاحقة قد يفيد في هذه الحالات.
بالنسبة لي، أنا أعتمد في قراراتي على الاستخارة أولًا، ثم الاستشارة لمن لديهم القدرة على إفادتي وكثيرًا صراحة ما يلفتون نظري لزوايا مختلفة من التفكير، ثم أوازن بين الحَدَس والمنطق في اتخاذ القرار في النهاية، الحدس بالتفكير في القرار الذي يثير ارتياحي، والمنطق بالقرار الذي يتناسب مع ظروفي وإمكاناتي ويتكيف مع من حولي.
تفكير منطقي منار، ولكن ماذا عن فكرة المخاطرة والمغامرة في بعض الأحيان، أتحدث هنا عن بعض المواقف التي تأتي بشكل مفاجئ وتحتاج قرارات سريعة وربما بها شيء من المخاطرة، كفكرة تغيير وظيفتك لوظيفة أخرى مختلفة تمامًا ولكنها تمثل ما كنت تحلمين به، ولكن معها ستأتي مخاطر عدم النجاح أو عدم الاستقرار المادي؟ ماذا تفعلين في تلك المواقف؟
كفكرة تغيير وظيفتك لوظيفة أخرى مختلفة تمامًا ولكنها تمثل ما كنت تحلمين به، ولكن معها ستأتي مخاطر
القرارات التي تحمل مخاطرات كبيرة يجب أن يلازمها أيضًا قدرة كبيرة على تحمل مسؤولية وتبعات هذا القرار، وما عدا ذلك هو طيش أو اندفاع غير محسوب العواقب. وبالنسبة للقرارات المفاجئة، فعادة أميل لاختيار القرار الأقل مخاطرة لا أحب أن أغامر بقرارات قد لا أستطيع تحمل تبعاتها.
التعليقات