يقول ابن خلدون:"إن العقل ميزان صحيح، لكن لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، فإن ذلك طمع محال". و يواصل ايمانويل كانط بقوله: "أستطيع أن أصف لك كيف يبدو لي العالم، لكني لا أستطيع أن أصفه كما هو في الواقع". من هنا يبدوا أن بيرون على حق حين يصرخ"نحن لا نعرف شيئاً، ولن نعرف شيئاً".

لقد كان خلافاً عظيماً ذلك الذي دار بين الفلاسفة والعلماء على مر التاريخ، حول حدود العقل وإمكانياته، وبقدر اختلافهم واختلاف بيئاتهم كانت النتائج مختلفة، بحثوا في الأسئلة الوجودية الكبرى، من بداية الخلق حتى مسألة البعث. مروراً بالقضايا الأخلاقية والحقائق العلمية.

فهل خيب العقل ظن الفلاسفة؟ وخذل من راهنوا عليه؟