"الغيرة تولد مع الحب، لكنها لا تموت معه." تتفق أم تختلف؟

الغيرة عاطفة معقّدة غالباً ما تشتبك مع الحب ولكن دون أن تكون جزء منه، لأن الغيرة برأيي لا تنبع من الحب بالدرجة الأولى، بل تنبع من الخوف الذي يتأتى بالفقدان، أو من الرغبة في الاهتمام الحصري، أنت لي أنا وفقط! صديقي مثلاً راح يزعج زوجته السابقة حين كانت تخرج من المنزل إلى أن تدخّل أبوها وفصل بينهم بقوة وحذره، قد يجادل المرء أنه بمجرد أن يتبدد الحب وينتهي يتقلص الاستثمار العاطفي والارتباط وبالتالي يجب أن تنتهي الغيرة في نهاية المطاف، ولكن برأيي أن الأمر يعتمد على ما إذا كانت الغيرة ستستمر بعد الحب أم لا على التجارب الفردية والقدرة على الشفاء والمضي قدماً، وعلى الطبيعة الشخصية للإنسان، أي الموضوع نسبي مختلف من شخص لآخر.

إذا كان يقصد الغيرة بين الجنسين بالعلاقات، فمن المنطقي أن تموت وتماما، هذا هو التفكير العقلاني، فلماذا قد أشعر بالغيرة على شخص لم يعد يربطني به شيء. أراه غباء أو عدم قدرة على تجاوز مشاعره وهذه بحد ذاتها مشكلة أخرى وتصلح للنقاش

قد تشتعل فعلًا برغم توقف الحب إذا كان الشخص يشعر بالنقص، فتكون غيرته من منطلق شعوره بالنقص.

على حسب الشخص المحب ، فأنا أميل لأن الغيرة تنتهي مع الحب ، إذ أن ميثاق الحب يشمل أنك لي وأنا لك ، ومن هذا المبدأ تبدأ الغيرة ، فإذا اقترب شخص من ما هو لي فطبيعي أن أنزعج وأشعر بالغيرة ، ولكن عند النسيان أو الإنفصال أو في مرحلة متقدمة مثل التخطي يمكن تماماً أن تختفي الغيرة لأن بكل بساطة إذا استطعت تجاوزك إذا فأنت لم تعد لي ، أما بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالغير بعد الإنفصال فهو نابع من حب التملك فقط لا غير ، كأنك ترى إحدى ممتلكاتك في يد الغير فتحلو في عينيك ، وأيضا هناك نوعية من الأشخاص الذين يكرهون أن يروا شريكهم السابق قد تخطى حزنه وبدأ في حياته من جديد بسعادة ، إذ أن كبرياءه يمنعه من تقبل فكرة أنه لم يعد مؤثر كما في السابق .

فمن الوارد أنْ يشعر الشخص بالغيرة على شخص آخر لأنه يراه كملكية أو جزء من حياته حتى لو لم يكن هناك حب حقيقي.

إذا لم تكن الغيرة مرتبطة بالحب، فهي تملك فقط وحب سيطرة ولا علاقة لها بالغيرة، وقتها يريد الإنسان ان يمتلك كل ما يعجب عينيه، يمكن أيضًا اعتبارها حسد أو حقد عندما يرى شريكه السابق سعيدًا بعيدًا عنه.

كما أود ان أضيف أن الحب ليس تملكًا وإن شعر الإنسان بالغيرة على شريكه.

ليس كل غيرة دليل على وجود حب حقيقي نابع من القلب ربما لا ترغب المرأة في رؤية منافسة من طرف امرأة أخرى لها في الظفر برجل له مكانة مميزة في مجتمعه .. فالمسألة لا تتعلق بحب الرجل في حد ذاته بل تتعلق بشعور المرأة بالمنافسة و بأنها تخسر سمعة و لقب كونها ( الزوجة الوحيدة التي ظفرت بقلب ذلك الرجل الذي يمتلك مكانة مرموقة ) ..