"إياك ومطاردة الحب، فهو إن لم يمنح بحرية، فلا قيمة له".. لأي مدى تتفقون مع ذلك؟!

أنا لا أي أن أي مشاعر يمكن طلبها، ناهيك باستجداء الحصول عليها! أعني هنا أن الحب ك مشاعر أولية هي بالفعل لا تخضع إلى سيطرة أي طرف، وأيضًا لا تكفي وحدها لاستمرار أي علاقة بأي شكل، فمنها من يتحول إلى تعلق وسيطرة وغيرها، وهنا اتحدث عن علاقات الأهل والصداقة والارتباط. أما بخصوص الإصرار نفسه فهو غالبًا ينتهي للشعور المعاكس تمامًا، بمعنى لو أنني أحاول طوال الوقت أن أحصل على اهتمامك وألح في ذلك، النتيجة ستكون نفور مني ومن تكرار الإلحاح.

أري أن الإصرار قد ينجح أحياناً في لفت الانتباه، لكنه لا يصنع حباً حقيقياً. فالمشاعر التي تُستجدى عادةً ما تكون هشة ومؤقتة، لأنها تنشأ تحت تأثير الضغط لا من قناعة داخلية. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار أن بعض المشاعر تتشكل مع الوقت والتفاعل المستمر، فليس كل حب يولد منذ اللحظة الأولى. الفرق هو أن الاهتمام الصادق يترك أثراً دون الحاجة إلى مطاردة، بينما الاستجداء يجعل المشاعر تبدو وكأنها عبء أكثر من كونها إحساساً طبيعياً

الأعمال الفنية (أفلام، مسلسلات، أغاني) غالبًا ما تروّج لفكرة أن الحب يحتاج إلى مطاردة وإصرار، بل أحيانًا إلى تضحيات غير منطقية. هذه القصص قد تكون مثيرة وجذابة، لكنها نادرًا ما تعكس الواقع.

- في الحياة الحقيقية، العلاقات الناجحة تُبنى على التوازن والاحترام المتبادل، وليس على مطاردة طرف لآخر. الإصرار المبالغ فيه قد يخلق علاقات غير متكافئة، حيث يكون أحد الطرفين "مانحًا" والآخر "متلقيًا"، وهو ما قد يؤدي إلى استنزاف عاطفي.

المحاولة شيء والفرض أو الإصرار شيء آخر تماما، من الطبيعي أن أي علاقة تنشأ بالمحاولات وبذل الجهد، لأن التعرف والتواصل في حد ذاته تعتبر محاولات وهي بدايات أي علاقة وأي علاقة حب. فالحب عموما حالاته كثيرة منها ما يسمى بحب النظرة الأولى وهو ما ينشأ لا إراديا وبدون بذل جهد من الطرفين، ومنه ما يأتي بعد المواقف والمعاملة وهو ما نسميه المحاولة، حيث تبدأ مشاعر الحب تجاه الأشخاص تنشأ نتيجة لطريقة تعاملهم أو حبهم لنا، وهناك حالات الصداقة التي تتحول إلى حب أي يكون هناك توافق وانجذاب على مستوى الشخصيات والعقليات ومن ثم بعد مرور الوقت تتحول إلى اهتمام عاطفي، الفيصل في النهاية أن المحاولات التي يبذلها أي شخص هي ما تصنع الحب، ولكن المشاعر بدون محاولات تسمى إعجاب أو إنجذاب في الحالات الطبيعية وقد تكون علامات هوس أو تعلق مرضي في الحالات غير الطبيعية، أما الإصرار أو الفرض فهو يتمثل في الشخص الذي لا يحترم الحدود ولا يضع قيمة لنفسه، يظل يفرض وجوده بطريقة تنفر الآخرين منه ولا يفهم معنى كلمة لا ولا يتقبل فكرة أن العلاقات لا تسير بالإجبار وأن أساس الحب لا ينشأ بالأنانية ولا التملك بل الأساس أن نفكر في سعادة من نحبهم إلى جانب سعادتنا.

ما ذكرته يعبر عن رؤية متوازنة ومعبرة للمشاعر الإنسانية وتعقيداتها. هناك الكثير من الأبعاد المختلفة عندما يتعلق الأمر بالحب والإصرار على كسب المشاعر. 

باولو كويلو يرى أن الحب الحقيقي ينبع من الحرية والتلقائية، وهذا يمكن أن يكون صحيحًا في كثير من الأحيان؛ لأن المشاعر الصادقة تتكون بطريقة طبيعية وغير مصطنعة. ومع ذلك، هناك حالات حيث يمكن للإصرار والاهتمام المستمر أن يولد مشاعر متبادلة مع مرور الوقت، خاصة إذا كان الإصرار ينبع من نية صادقة واحترام للشخص الآخر.

أما عن "مطاردة الحب" التي أصبحت منتشرة في الثقافة الشعبية، فهي تنبع من الروايات والأفلام التي تصور هذه المطاردات كمحاولة لإظهار الشجاعة والرغبة الحقيقية في الحب. ولكن في الواقع، يجب أن يكون هناك توازن بين الإصرار واحترام حدود الآخرين. 

الإلحاح والإصرار يمكن أن يكون لهما مكان في محاولة كسب مشاعر الآخرين، بشرط أن يتم ذلك بطريقة تحترم حرية الشخص الآخر ورغباته. إذا كانت المطاردة مستمرة بشكل يجعل الشخص يشعر بالضغط أو عدم الارتياح، فحينها يمكن أن تكون ضارة ومضرة للعلاقة.

ما رأيك أنت في الموضوع؟ هل تعتقد أن هناك موقف معين يجعل الإصرار مناسبًا أو غير مناسب؟

اعتقد ان الحب قيمة لا نستطيع التحكم فيها, شيء ينبع من داخلنا وخارج ارادتنا, الإصرار أو الإلحاح من منظوري الشخصي لن يجلب نتيجة, لأن الشخص الأخر لا يستطيع ان يتحكم في مشاعرة, اعتقد ان تصر أو تلح على شخص ان يحبك شيء غير منطقي لأن الحب يأتي من خلال التعامل مع الشخص والتقرب منه تم يبداء الحب في الظهور, فكرة ان احببت شخص لا يحبك امر يحصل لكثير من الناس ولكن ان ترغم الطرف الاّخر او تلح عليه! لا استطيع تقبل فكرة ان هناك شخص ما يرغمني على ان احبه!, وان كان يحبني حقاً لا يعني اني مرغم ان احبه, ربما فكره, حياته, اسلوبه لا تناسبني, ببساطه لا احبه ولا يعني ذلك انني اكره, لكن يجب عليه ان يتقبل ويجب علي ان اوضح له اني لا احبه!

الفراغ العاطفي والضغط النفسي ربما يصنع ذلك, ربما يحب ما في مخيلته وليس انا!, ربما الضغط النفسي والفراغ العاطفي قد يجعل مني شيء ضخم في فكره, ذلك الشخص الذي سيرمم نفسيته المتهالكة ويكون له عون في حياته ويساعده في اصلاح نفسه ويعوض كُسره ويجبر خاطره, لكن ذلك الأمور هي في مخيلته فقط لن تكون حقيقية ولو اصر وألح علي ان احبه واحببته؟ سيكتشف بعد فتره انني لست ذلك الشخص الذي في مخيلتها! وربما لن اكون كذلك ابداً ان لم اكن احببته لن اتغير لأجله ابداً, وهل حبه لن يتغير عندما يكتشف انني شخص اّخر؟ وهل فراغي العاطفي سيكتفي فيه؟ ام اني سأبحث عن ما احبه ثم ارغمه ان يحبني!!! والسابق ماذا افعل به اظلمه واتركه بعد ما علقته بي اكثر؟.... السؤال فعلاً غير منطقي, لا يحبني واحببته لا يعني ارغمه, حقيقةً سأتركه.

انأ لا أومن بمصطلح "حارب من اجله", احرب من اجل شخص لا يريدني! اتركه بكل بساطه وانتظر من سارزق به احبه ويحبني, اكيد سأحزن عليه واجلس مع نفسي واعتزل الناس بعض الشيء ممكن اتحدث مع صديقي المقرب مني واتذكره بالخير ربما ألوم نفسي "طبيعتنا البشرية" وانتهى واكمل حيأتي والعكس ابقى اتجنبه حتى لا اوذي نفسي.