من زمان، قبل ما يكون في موبايلات ولا سوشيال ميديا، كانت الكلمة ليها وزن مختلف.

الناس كانت تقول: "كلمة الراجل عَهْد"، والوعد اللي يتقال قدام أهل البلد كان أمانة، يساوي دلوقتي أوراق وعقود مختومة.

الكلمة مش مجرد صوت بيطلع من اللسان، دي ثقافة كاملة وأساس حياة.

كلمة طيبة بتسند قلب تعبان وتخلي إنسان يكمل يومه بابتسامة.

كلمة جارحة ممكن تسيب جرح في الروح أصعب من أي جرح جسد.

كلمة حق توقف الظلم وتنصر المظلوم، وكلمة باطل ممكن تضيع حقوق أجيال.

القرآن نفسه وصف الكلمة الطيبة بمثل عظيم: ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها صدق الله العظيم (إبراهيم: 24-25)

شجرة ثابتة الجذور، مثمرة، يستظل بيها الناس… زي بالظبط الكلمة اللي بتخرج صادقة من قلب صاحي والنبي ﷺ قال: الكلمة الطيبة صدقة"

(رواه البخاري ومسلم)

يعني الكلمة مش بس وسيلة تواصل، دي عبادة وثواب وتقدر تكون سبب أجر عظيم من غير ما تدفع قرش، ولا تتعب جسمك… مجرد كلمة لكن في المقابل، الكلمة ممكن تبقى لعنة.

ربنا سبحانه وتعالى قال: "ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد" (ق: 18)

يعني كل كلمة بنقولها مكتوبة… مفيش كلمة بتضيع. حتى اللي بنرميها من غير تفكير، بتتسجل.

---

الخطورة إن في ناس مش واخدة بالها من أثر الكلام.

كلمة صغيرة ممكن تخلي حد ينهار ويكتئب، وكلمة تانية ممكن ترجع إنسان من حافة اليأس.

والتاريخ مليان أمثلة: خطبة جمعت جيش، وكلمة فرّقت أمة، وشهادة زور ضيّعت أرواح.

اللي بيفرّق بين شخص حكيم وشخص متهور مش الذكاء… أوقات بتكون كلمة، إما محسوبة بعقل أو ملعوبة باللسان.

---

✨ نصيحتي:

الكلمة مش مجرد حروف، دي ميزان عند ربنا.

ممكن ترفعك درجة في الجنة، أو تهوي بيك في النار.

النبي ﷺ قال:إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم (رواه البخاري)

فخلي بالك… قبل ما تنطق، اسأل نفسك: الكلمة دي هتكتب في صحيفة حسناتي ولا سيئاتي؟

خلي لسانك شاهد خير مش شاهد زور.

وخلي كلماتك تبني وتداوي، مش تهد وتكسر.

---

سؤالي هنا:

لو اتعرضت عليك دلوقتي كل الكلمات اللي قلتها في حياتك… يا ترى هتفرح بيها قدام ربنا ولا هتتمنى إنك كنت ساكت؟