جميعنا نمارس الـ'بروباغندا' يومياً! فماهي الـ'بروباغندا' ؟

نحن نعرض الصورة التي نود إظهارها للمتابعين والأصدقاء، سواء أردنا أن نُظهر أننا بخير وأفضل حال، أو أردنا أن نكون في موقف الضحية المظلومة دائما!

وفي كل فنحن لا نكون صادقين أبدا بنسبة 100%!

ما يزعجني حقا هو تأثرنا بذلك، واهتمامنا الزائد عن المقول بمتابعة ما يكتبه الأصدقاء والأقارب على صفحاتهم الشخصية، ويمتد الأمر لتحليل ما كتبوا، وقد يصل الأمر لتأليف قصة خيالية لإثبات أن فلان يكرهني فقط لأنه نشر على صفحته منشور أعجبه وكان موعد النشر مطابقا لموعد إتصالي الذي لم يجبه!

ولكن أكثر ما لفت إنتباهي في مساهمتك هي كلمة "بروباغندا"، هل للكلمة أصول عربية، وهل هي مستعملة في اللهجات العربية العامية الدارجة؟

وسائل التواصل الاجتماعي سمحت للبشر استخدام البروباجندا لعرض المعلومات التي يريدون أن يعلمها المتلقي فيتأثر بها ويصدقها، ولأن دائما أغلب ما تقدمه البروباجندا تكون معلومات ناقصة فهي توجه الشخص أو تريد إيصال رسالة بعينها للمتلقي.

أما عن مشاركة تفاصيل الحياة اليومية فلا أؤيدها من أي ناحية فعرض الإيجابي منها قد يحبط بعض الناس خاصةً من يعانون لظروف ما، وعرض السلب أيضا كذلك وهي انتهاك للخصوصية بشكل كبير.

المقصود بالبروباغندا هو عرض معلومات مضللة ، و نحن خواجة الكثير الكثير من هذه المعلومات يومياً، فطبيعة البشر يحبون اظهار حسناتهم للناس و اخفاء سيئاتهم و صفاتهم المكروه وبالنسبة لمواقع التواصل فهي بالتأكيد لا تظهر حقيقة الشخص فليس كل كاتب عن الصدق فهو صادق وليس كل كاتب اشعار رومنسية هو عاشق ، فلا تغرنك المظاهر و اخفض سقف توقعاتك بالآخرين.

ان الهوس بالتفاخر بوجد في فئه كبيره من الناس وفى كل فئات المتجمع فالإنسان يحب ان يظهر بالمظهر الجيد حتي يزيد احترام الناس له حتى ان لم تكن هذه الأمور حقيقه فلن تجدى مثلا شخص جاهل يكتب انه جاهل في مجال معين بل يحاول بكل جهده انه ليس فقط يعلم عن هذا المجال بل سيقنعك انه خبيرا فيه

أصبحنا ننشر كل شئ على مواقع التواصل حتى أبسط خطواتنا بل ومشاعرنا التى تراودنا من حين لآخر.

حتى أبسط إنجاز مثل ترتيب غرفة أو تجهيز طعام أصبح من حق الآخرين رؤيته.

لكن السؤال ما الذى يدفعنا لذلك الفعل؟

نعرض سعادتنا ، اموالنا، رافاهيتنا ، ولكننا بالمقابل لا نعرض لحظات حزننا، فقرنا، تعاستنا فيرانا الناس دايماً بالصورة الاولى ويعتقدون اننا دائماً بها..

وعلى الجانب الآخر تمامًا،، هناك أشخاص تظن عند متابعة حساباتهم انهم مغناطيس أحزان، ولم يُخلق الأسى والحزن سوى لهم!

لكنهم في الواقع لم يُجيدوا سوى استعراض الحزن والتغني بالأغاني الحزينة بينما هم في نعمةٍ من الله!

لماذا يتقمّص مثل هؤلاء دور الضحية؟ بلباسهم الأسود في حساباتهم وكأنهم من المطرودين من السعادة والبهجة؟!

يبدو أنني توقف عن هذا بدون إدراك مني لأي رغبة في التغيير والتأثير، مؤخرًا لم اعد اروج لأي شيء ولا لأي أفكار