التأمين الصحي والاجتماعي يمثلان تحديًا كبيرًا للمستقلين، فقد كنت في البداية أعمل فقط ككاتبة ومترجمة مستقلة دون تغطية صحية أو اجتماعية، مما جعلني أشعر بعدم الأمان في حال تعرضي لمشاكل صحية أو اضطررت للابتعاد عن العمل لفترة. لكن بعد انتقالي للعمل كمعلمة، اكتسبت التأمين الصحي والاجتماعي الذي قدم لي شعورًا بالطمأنينة، خاصة فيما يتعلق بتغطية تكاليف العلاج والتقاعد، وجود هذا التأمين أصبح جزءًا أساسيًا من حياتي المهنية والشخصية، حيث وفر لي حماية من المخاطر الصحية والمالية، وجعلني أكثر قدرة على التركيز على عملي دون القلق بشأن المستقبل. هل تعتقدون أن المستقلين بحاجة إلى حلول بديلة لتأميناتهم الصحية والاجتماعية؟
التأمين الصحي والاجتماعي، كيف يمكن للعامل الحر التعامل مع عدم وجودهما؟
المستقل إن كان دخله مستقرا وجيدا يستطيع تحقيق العيش الكريم من خلاله, فعليه أن يسعى لتنظيم عمله بالخيارات القانونية المتاحة ببلده لضمان حقوقه, مثلا في بلدي نظام موجود في دول أوروبية يسمى Auto Entrepreneur أي بمعنى شركة بشخص واحد وحيد يعمل لصالح ذاته يدفع ضرائب بسيطة للغاية واشتراك تأمينه الصحي, وهو نظام مخصص لفئة المستقلين, في دول أخرى لابد من وجود أنظمة مشابهة لهذه الفئة المستقلة, عليه السؤال والبحث عن الخيارات المتاحة لديه.
أما إن كان عمله المستقل لا يحقق له الاكتفاء أو عمل موسمي غير مستقر ومازال يعتمد ماديا على والديه فمن الأفضل له أن يبحث عن عمل حقيقي أولا أو يطور نفسه للحصول على فرص حقيقية بدل التفكير في التأمينات الصحية والاجتماعية وعيش الوهم وهو غير مأمن حتى في مأكله وملبسه. لأن فئة من المستقلين الشباب يعيشون الوهم ويعتقدون أنهم مميزين عن أقرانهم ويكسبون المال في حين هم أصلا غير مستقلين ماديا.
نعم، في مصر أيضًا يوجد ما يشبه هذا النظام، حيث يمكن لأي فرد يعمل بشكل مستقل الحصول على تأمين صحي من خلال دفع مبلغ معين شهريًا لهيئات التأمينات الاجتماعية أو الخاصة، وهذا النظام يتيح للمستقلين تأمين الرعاية الصحية والاستفادة من بعض الخدمات الاجتماعية، ويعد خيارًا جيدًا للأفراد الذين يرغبون في تنظيم عملهم وضمان حقوقهم دون الحاجة إلى الانخراط في العمل التقليدي ضمن الشركات.
رأيي أنكِ محقة في أن وجود تأمين يقدم للموظف شعوراً بالطمأنينة، ومن خلال عملي في قطاع الرعاية الصحية، تمنح شركات الرعاية للموظف غطاء تأميني صحي، ويكون هذا الغطاء محدد بقواعد وشروط وحالات معينة يغطيها صرف العلاج، أحياناً كثيرة كان يتم رفض العلاج بسبب أن العلاج أو الحالة غير مغطاة تأمينياً.
هذه مشكلة أخرى نأمل أن تسعى الشركات إلى حلها، لأن التأمين في الغالب لا يغطي إلا بعض الحالات أو العلاجات المحددة، مما يترك الموظف في بعض الأحيان أمام تحديات صحية بسبب عدم توفر الغطاء التأميني الكافي، على سبيل المثال بعض الشركات تسمح بصرف أدوية وعلاجات بمبلغ محدد فقط وبسيط لدرجة قد لا تكفي لتغطية تكاليف العلاج بشكل كامل، لذلك من المهم أن تعمل الشركات على تحسين شروط التأمين الصحي وضمان تغطيته لمجموعة أكبر من الخدمات الصحية، بما يحقق راحة الموظف ويضمن له رعاية صحية شاملة تلبي احتياجاته بشكل أفضل.
أعتقد أن القسمة هكذا عادلة نوعاً ما فراتب الموظف لا يضاهي ما يتقاضاه مستقل حتى لو كان يؤدي نفس المهمة، ويحدث ذلك لأسباب عديدة مثل فرق العملة.
وحتى لو أردنا منح المستقلين ذلك فأي جهة ستمنحه ذلك ومقابل ماذا ؟ الموظفين من الأساس دفعوا ثمن التأمين من رواتبهم المنخفضة، وسهل تنظيم الأمر كونهم تابعين لمؤسسات بعينها سواء حكومية أو خاصة أما المستقلين فالأمر صعب للغاية
لا أعتقد أن هذا ينطبق على جميع المستقلين، لأن بعض الوظائف المستقلة مثل الكتابة والترجمة لا يتقاضى أصحابها راتبًا مرتفعًا كما هو الحال في التخصصات الأخرى مثل البرمجة على سبيل المثال، حيث تختلف مستويات الأجور بشكل كبير بين مختلف التخصصات، وقد يكون راتب الموظف أعلى من رواتب بعض المستقلين في تلك المجالات التي لا تحقق دخلًا كبيرًا، مما يجعل المقارنة بين الموظف والمستقل غير عادلة دائمًا.
فيه موظف من أحد الجنسيه العربية بعمل في قسم التسويق في احد الشركات السعودية راتبه الشهري 7990.62 دولار ويستحق تأشيرة خروج وعودة له ولزوجته مع تذاكر سفر مره واحده في السنة تامين صحي له و لأسرته وبدل سكن وإجازه سنوية مدفوعة لمدة 30 يوم وبدل نقل أو توفير له سياره على حساب الشركة .
أيضا فرق العمله له دور في تقارب دخل المستقل مع الموظف . لكن في بعض الدول رواتب الموظفين أفضل بكثير من المستقلين وتحقق لهم إستقرار مالي أكثر المستقل وبقرق شاسع .
من أخبرك أن الموظف يدفع قيمة التأمين الصحي ؟
مثل في السعودية التأمين الصحي إلزامي على الشركة ولا يخصم من راتب ويشمل أسرته , مهما كان راتب الموظف ضعيف ولا كبير .
يوجد فرق بين التأمين الإجتماعي و التأمين الصحي . مايتام خصمه من راتب الموظف هو التأمين الإجتماعي والمتعلق براتب تقاعد وهذا لا يشمل الا أبناء البلد أم الأجنبي الذي خارج من البلد لا يخصم من راتبه شيء .
أيضا دخل المستقلين مستحيل بكون في نفس مستوى الرواتب في دول الخليج
لا يمكننا أن ننكر أن التأمين الصحي والاجتماعي هما أساسيان، لكن أعتقد أننا ننظر إلى الأمر من منظور ضيق. يجب أن ننظر إلى المستقلين كرواد للابتكار والاستقلال. يمكنهم تطوير نماذج عمل جديدة لا تعتمد على التأمين التقليدي، بل على شبكات دعم مجتمعية وتنوعية الدخل. هذا قد يكون هو المستقبل الحقيقي للاستقلال المالي.
لا غنى عن وجود تأمين صحي واجتماعي بالنسبة لمعظم العاملين، خاصةً في البلاد الأوروبية.
لم أدرك أهميته إلا عندما أجريت العديد من الفحوصات، وحقيقةً فقد وفر الكثير من التكاليف، لأن الكشف الخاص في معظم بلاد أوروبا يكون باهظ الثمن جدًا ولا يمكن تحمل نفقاته بسهولة حتى للعاملين.
في معظم هذه الدول، يكون للمستقلين إمكانية للحصول على تأمين صحي واجتماعي من خلال التسجيل في صناديق التأمين الصحي المصممة خصيصًا للأشخاص العاملين لحسابهم الخاص أو شراء تأمين صحي خاصة من شركات التأمين.
ولهذا السبب ، فشخصيًا لا أحبذ الاعتماد على العمل الحر كمصدر دخل أساسي.
في الواقع، تأمين المستقلين يحتاج إلى حلول عملية تتسم بالمرونة والتطبيقية. إحدى هذه الحلول هي الاشتراك في التأمين الصحي الخاص، حيث توفر العديد من الشركات خططًا مخصصة بأسعار معقولة تشمل مجموعة واسعة من الخدمات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستقلين الانضمام إلى نقابات أو جمعيات مهنية تُنشأ خصيصاً لدعمهم، حيث توفر هذه المنظمات خطط تأمين جماعية تستفيد من قوة الأعداد لتقديم تكاليف أقل وخدمات أفضل. مثل نقابة المهن الحرة فى مصر.
التعليقات