قبل أربع سنوات، بدأت رحلتي في مجال العمل الحر ككاتبة محتوى مستقلة، وكانت البداية حافلة بالحماس. لكن سرعان ما أدركت جانبًا خفيًا من هذه التجربة؛ إذ وجدت نفسي معزولة، أقضي ساعات طويلة أمام الشاشة، وأحيانًا أنسى تناول الطعام. مع مرور الوقت، شعرت بتراجع حياتي الاجتماعية، فكان لا بد من إيجاد حل يعيد التوازن لحياتي.

بدأت بالانضمام إلى جلسات عمل افتراضية مع زميلات مستقلات عبر تطبيقات مثل Zoom، حيث كنا نعمل معًا ونتبادل الأحاديث لدقائق، هذه الخطوة كسرت العزلة ومنحتني شعورًا بالانتماء لفريق، حتى وإن كنت وحدي في غرفتي.

كما تغيّر إدراكي تدريجيًا بشأن الأصدقاء الرقميين، بعدما كنت أظن أن "الأصدقاء الحقيقيين" هم من نلتقي بهم وجهًا لوجه. بدأت بتنظيم لقاءات شهرية مع زميلات مستقلات من مدينتي، فمرة تناولنا القهوة في مقهى، ومرة أخرى خرجنا في نزهة. كانت هذه اللقاءات مليئة بالضحك والقصص الطريفة عن العملاء والمواقف اليومية.

اكتشفت أيضًا أن العمل الحر لا يعني "القيام بكل شيء بمفردي". بدأت أطلب الدعم من عائلتي في المهام المنزلية، وعلى الرغم من شعوري بالذنب في البداية، أدركت لاحقًا أن طلب الدعم ليس ضعفًا، بل ضرورة.

تعلمت كذلك أهمية قول "لا" لبعض المشاريع الجديدة لمنح نفسي وقتًا للراحة. ففي أحد الأسابيع المزدحمة، رفضت مشروعًا مغريًا لأقضي يومًا مع عائلتي. صحيح أنني خسرت عائدًا ماليًا، لكنني ربحت ما هو أثمن: لحظات دافئة مع أحبائي وطاقة متجددة للعمل لاحقًا.

مؤخرًا، أدركت أهمية استخدام التطبيقات الرقمية لإدارة حياتي الشخصية، وليس فقط لتنظيم العمل. خصصت في "Google Calendar" أوقاتًا محددة للتواصل مع العائلة والأصدقاء، مما ساعدني على الموازنة بين حياتي المهنية والشخصية.

برأي يمكن للمرأة العاملة في العمل الحر أن تبني شبكة دعم اجتماعي قوية دون التضحية بحياتها الشخصية، سواء من خلال طلب المساعدة، ووضع حدود واضحة تضمن رفاهيتها النفسية والاجتماعية.