الزواج تجربة تغيّرنا بطرق لم نكن نتوقعها.

قبل الزواج، كانت نظرتي للعمل تتمحور حول الشغف والحرية التي يوفرها العمل الحر، كنت أتقبل فترات الركود كجزء طبيعي من عملي الحر، وأثق بأن نظام العمل هذا هو الطريق الأفضل لتحقيق أهدافي.

لكن بمجرّد أن تزوّجت، ومع تزايد مسؤولياتي المالية، تغيرت أولوياتي بشكل لم أكن اتوقعه

لم يعد بإمكاني التعامل مع الركود بنفس الاسترخاء السابق، وصار كل يوم يمرّ دون عمل أو دخل مادي هو تهديد مباشر لاستقراري واستقرار بيتي، كما لم أعد أملك رفاهية التوقّف عندما أشعر بإرهاق، وصار العمل ضرورة لا بد منها مهما كانت حالتي الذهنية.

ومع هذا التحوّل، بدأت أفكر بشكل أكثر عقلانية، وأقتنع تدريجياً بأن الاستقرار الذي يوفره العمل النظامي - كطبيب متفرغ - قد يكون الخيار الأمثل، فكرة الراتب الثابت في نهاية الشهر مهما كانت الظروف أصبحت مغرية، وربما هو الحل لضمان الأمان المالي الذي أسعى إليه.

لكنني لا أزال في مفترق الطرق، بين الشغف الذي قادني في العمل الحر لخمس سنوات متتالية، والمسار التقليدي الذي يبدو أنه الخيار الأكثر استقراراً، فما هي النصيحة التي تقدمونها لي؟