على مدى أربع سنوات من العمل الحر، أدركت أن التعامل مع العملاء ليس مجرد تلبية طلباتهم، بل هو فن يتطلب مهارة تواصل استثنائية. ورغم الخبرة التي اكتسبتها، إلا أنني شعرت في كل مرة وكأنني أبدأ من جديد، لأن لكل عميل شخصية ومزاجًا مختلفًا.
في أول أسبوع لي كمسؤولة عن خدمة العملاء، جاءني الاتصال الذي لا يُنسى. كان صوت العميل غاضبًا، يكاد يخرج من السماعة:
"طلبت المنتج قبل أسبوع، ولم يصل حتى الآن! هذا غير مقبول!" في تلك اللحظة، مرّت في ذهني عدة سيناريوهات، من بينها إغلاق الخط 😂. لكنني تذكرت القاعدة الذهبية: "الاستماع أولًا، ثم الرد لاحقًا."
استمعت باهتمام (وربما بقليل من الخوف)، ثم قلت بهدوء: "أقدّر قلقك، وأتفهم مدى إزعاج الموقف. دعني أتحقق من الأمر فورًا وأوافيك بالمستجدات."
النتيجة؟ توتر العميل انخفض بشكل ملحوظ، وكأنني وضعت "مهدئ أعصاب" في صوته. وبعد التحقق، تبيّن أن المشكلة كانت في عنوان غير مكتمل. أبلغته بالأمر وطرحت عليه خيارين لحل المشكلة، فجاء رده المفاجئ: "أقدّر صراحتك وسرعة استجابتك. شكرًا على الاهتمام."
مع مرور الوقت، أدركت أن التعامل مع العملاء ليس مجرد نصوص مكتوبة أو خطوات روتينية، بل هو فن تفاعلي إنساني بامتياز. تعلمت أن:
- الاستماع هو السحر الخفي: عندما يشعر العميل أن صوته مسموع، يهدأ وينفتح على الحلول.
- الشفافية سلاح فعّال: الاعتراف بالمشكلة مع تقديم الحلول يعزز الثقة بدلًا من الوعود الزائفة.
- لكل عميل "مزاج خاص": ما ينجح مع عميل، قد يفشل مع آخر، لذا وجب التحلي بالمرونة
التعليقات