عندما كنت في سن المراهقة والشباب كنت أفكر دائماً أنه بحلول سن محدد، سوف أكون مستقرة في أحد الأعمال ولي حياة مستقرة لا أريد تغييرها. ولكن بمرور الوقت وبتقدم العمر، أصبحت أكره ما كنت أحبه ولا أطيق الاستمرار به، سواء في مجال العمل أو بالعادات والتقاليد حتى. فعلى سبيل المثال لقد قمت بترك عملي الذي يتصف بالاستقرار وقررت إنهاء درجة الدكتوراه والعمل ككاتبة وأديبة، كما أنني انتهجت طريقة مختلفة للتفكير جعلت البعض يظنون بي أشياء بدت لي سخيفة ولكني حين أمعنت التفكير فهمت أنه ربما الاختلاف الوحيد بيني وبينهم أنه قد قررت التفكير خارج الصندوق واكتفيت من تتبع أثر الآخرين. فكيف أنتم؟!
هل هناك سن أو عمر يتوقف فيه الإنسان عن تغيير مساره؟
نحن فى الأصل فى الحياة يجب أن نجرب الكثير والكثير ولكن الأمر التى أجده يحيرني هو أن أحدهم يتقدم لوظيفة ولايجدها متناسبة معه ولا مع مايريد تحقيقه فى الحياة فتجدينه يلتزم بالوظيفة 40 عاماً حتى يخرج على المعاش ويظن أن حياته قد توقفت بخروجه على المعاش، مع أن الأصل أنه جاء فى الدنيا ليحيا حياته هوا وليست حياة الوظيفة أو حياة الشركة، المقصود أنك عملت فى وظيفية من أجل المال لابأس، ولكن سنة أو سنتين حتى توفر ما يكفي ليأمنك لتدخل فى تجربة مسار أخر لعلك تجد فيه أثر وقيمة كبيرة تقدمها للناس، فلم تجد ففعلت مثل السابق وإستمريت فى التغيير مرة تلو الأخرى حتى وصلت لأمر فعلاً حققت فيه قيمة وأثر كبير للناس فإلتزمته وأفنيت عمرك فيه حتى الممات، ولكن أن يكون لك عمل أساسي به سن معاش، هذا أظنه ليس مناسبا لإنسان هذا العصر، هذا من وجهة نظري.
المشكلة ليست في الوظيفة نفسها، المشكلة في هدف الشخص من الحصول على وظيفة، البعض يبدأ في وظيفة ما ولكن لديه هدف قوي يسعى لأجله ومنه يتطور وقد يصل لأفضل الترقيات وتكون حياته بهذا الشكل مناسبة اجتماعيًا وماديًا، على الناحية الأخرى البعض يستمر في وظائف يكرهونها فقط لأنها تؤمن لهم استمرارية الحياة، وخذ عندك مثال الوضع الاقتصادي في مصر حاليًا، شيء مزري، هذا الشخص عالق بين تلبية احتياجاته ومسؤولياته، وبين الدراسة والبحث عن وظيفة أفضل، الأمر يحتاج لإرادة وعزيمة قوية في الوقت الحالي، فليس للجميع القدرة على تحقيق دخل مادي أفضل بترك الوظيفة الأساسية، أو بالأحرى ليس لديهم المقومات والمهارات لذلك.
مساء الخير
اتفق مع كلامك مائة بالمائة فقط أفكر في عبارتك " فليس للجميع القدرة على تحقيق دخل مادي أفضل بترك الوظيفة الأساسية، أو بالأحرى ليس لديهم المقومات والمهارات لذلك"
احياناً أفكر أنه نحن من نقول هذا حتى لا نأخذ المخاطرة، حتى الأشخاص العاديين أو الأقل حظاً في التعليم أو الثقافة أو حتى الذكاء، ربما تكون لديهم فرصة لتحقيق حياة أفضل ولكننا نخشى ما لانعرفه ونفضل ما هو كائن، هناك مثل شعبي يقول "امشي سنة ولا تعدي قنا"
أهلًا بك فاتن في مجتمع حسوب،
لكني حين أمعنت التفكير فهمت أنه ربما الاختلاف الوحيد بيني وبينهم أنه قد قررت التفكير خارج الصندوق واكتفيت من تتبع أثر الآخرين. فكيف أنتم؟!
لا زالت في بعض الأحيان تراودني فكرة أن هناك عمر محدد للاستقرار، برغم أنني قمت بتغيير مساري عدة مرات وشكّل هذا جزء كبير من تجربتي وخبراتي، في حين أن هذا التفكير هو نمط متأصل داخلنا مما نشأنا عليه في المجتمع، أن بحلول سن معين تكون في مرحلة واجبة من الاستقرار، وغير ذلك فأنت إما مستهتر أو غير مسؤول وتحتاج لتوجيه من أحد العقلاء، متناسيين فكرة أن هدف الشخص واولوياته تتغير بتجاربه عبر السنوات، وما شعرت بميل ناحيته في فترة ما، قد أنفر منه تمامًا في مرحلة أخرى، أي أننا نحتاج لعدة تجارب مختلفة حتى نصل إلى ما يناسبنا ويناسب قدراتنا.
وأنا اتفق معكِ أنه حينما تكسرين بعض القواعد المجتمعية السائدة، وخصوصًا في حالتك "تركتي الدكتوراه ولجأتي للكتابة"، في نظر المجتمع هذا يعتبر غريب، لأنك تركت المضمون وذهبت وراء المجهول، وعادة كلمة الاستقرار بالنسبة لهم تساوي "توقيف عملية التفكير" أي أنه يريد أن يستمر في وضع ما لا يجعله يلجئ للتفكير عما سيفعله لاحقًا.
لا زالت في بعض الأحيان تراودني فكرة أن هناك عمر محدد للاستقرار
يأتي هذا الشعور لأننا نبحث عن هذا الإحساس بالأمان، رغم أنه لو نظرنا بدقة حولنا فالأمان الوظيفي وخلافه هو أيضا معرض للانهيار بسبب ضربة اقتصادية أو تطور تكنولوجي أو منافسة بين شخص مجتهد أكثر منك، فلا وجود لهذا الأمان، ولكننا نبحث عن هذا الإحساس لنرضي أنفسنا وربما نكف عن التطور، لذا لا أرى أن هنالك سن أو مسار معين لابد أن ينخرط فيه الإنسان طالما اكتشف بعد فترة أن هذا المسار لا يناسبه بأي طريقة ربما فقد شغفه فيه وربما التطور الذي يحدث في العالم يطالبه بالتغيير وإلا أصبح من المتخلفين في سلم التطور الوظيفي والمهني.
هل هناك سن أو عمر يتوقف فيه الإنسان عن تغيير مساره؟
أعتقد بان الإنسان سيغير مساراته باستمرار طالما يستمر بالحياة، فأفكارنا تتغير بتأثير من نضجنا، وظروفنا الاجتماعية، والعلوم التي نتعلمها، والخبرات التي نحصل عليها من تجاربنا، وغيرها، ربما لا تتغير شخصيتنا تمامًا لكننا قد نغير أهدافنا و مساراتنا تبعًا لتغيير أفكارنا.
لا أرى أن هناك سنًا أو عمرًا معينًا نتوقف فيه عن التغيير إلا إذا توقفنا عن التعلم والعمل وأصبحنا بلا أهداف.
أعتقد أن الأمر يختلف من شخص لشخص ومن طبيعة حياة لأخرى ولا يوجد قانون واحد ينطبق على الجميع. لكن التغيير سنة الحياة وكما يقول المثل القديم: "لا ينزل الرجل إلى النهر مرتين فلا الرجل هو نفس الرجل ولا النهر هو نفس النهر"
لذلك في رأيي أفضل نظرة للأمر هو السعي إلى الاستقرار ولكن تقبل تغييرات الحياة وقد قابلت في حياتي الكثير من الناس الذين بدأوا من جديد في سن كبير نسبيًا أو حدثت لهم أحداث قلبت حياتهم رأسًا على عقب سواء بطريقة سلبية أو إيجابية. المهم هو التقبل واستمرارية الحياة والسعي دائمًا للتطور وفي نفس الوقت الحفاظ على الأشياء الجيدة في حياتنا
مساء الخير
لفت انتباهي فيما كتبتيه كلمة "التقبل"، هذه الكلمة رائعة ولها معنيان إحداهما سلبي والآخر إيجابي، أما السلبي وهو ما يحدث في حياتنا الآن خاصة في مصر، وهو تقبل السلبيات بشكل مذهل بل وتبريرها، وهناك ردود شهيرة لهذا الأمر كـ "وأنا مالي هو أنا حغير الكون" أو "ما ليش دعوة"، أو "أنا لاقيتها كده" وغيرها.
أما المعني الإيجابي فهو الرضا بقضاء الله كأن يتم رفضك في وظيفة لأن الشخص الذي تم اختياره عنده واسطة، أو أن ترسب في امتحان على الرغم من مذاكرتك وغيرها. فترضى وتحاول ثاني وثالث لأنك لو لم تحاول وتسلل اليأس إلى قلبك فربما يصل الأمر بك إلى الإكتئاب والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إنهاء الحياة. يارب يكون التقبل عندنا من النوع الثاني
التقبل من النوع الأول فعلًا مضر بشكل كبير وكذلك استخدامه للتبرير. بالنسبة لي الفيصل بين النوعين هو "القدرة على التغيير" فعندما يتم رفض الإنسان في وظيفة هو لا يستطيع تغيير ذلك فعليه أن يتقبله ثم يستمر في طريقه
لكن هناك مواقف أخرى يمكن للإنسان ولو بكلمة أن يساهم في تغييرها أو حتى يكون اعتراضه وحركته التغييرية هو عدم قبولها. لكن يظهر الجانب السلبي الذي ذكرته عندما يعتقد الإنسان أنه لا يمكنه تغيير أشياء هو في الواقع يمكنه تغييرها لو أراد أو حتى حاول لكنه اختار أن يظل حبيس عقله ويرفض ذلك التغيير بدعوى التقبل. وهذا في رأيي يمكننا أن نطلق عليه السلبية بشكل عام وليس التقبل الحقيقي الراضي ولكن الساعي للتغيير في نفس الوقت
لا يوجد عمر محدد يجعل الإنسان يتوقف عن تغيير مساره. في الواقع، التغيير هو جزء طبيعي من الحياة والنمو الشخصي. قد يكون هناك لحظات معينة في الحياة تشجع على التفكير في تغيير الاتجاه، مثل تحقيق أهداف جديدة أو مواجهة تحديات مختلفة. الأهم هو أن نبقى مفتوحين للتعلم والتطور، بغض النظر عن العمر. 🌟
بداية أحييك فاتن على إستقلالك الفكري، وإختيارك ما يناسبك دون النظر لقيود وطابوهات المجتمع ..
وأعتقد أن معظمنا يميل للثبات والإستقرار عند الوصول لمرحلة عمرية محددة؛ وذلك وفقا لتجاربي مع مجموعة من كبار السن بمحيطي الإجتماعي، فجميعهم يميلون جدا لعدم تغير أي شيء من حولهم..
وأظن أنهم وصلوا لتلك المرحلة التي يستسلمون خلالها لمجريات الحياة؛ بعد اقتناعهم بعدم قدرتهم على محاربتها أكثر ..
وهذه مساهمة سابقة تتحدث حول نفس الفكرة تقريبا، ان أردت الاطلاع عليها..
مساء الخير عزيزتي،
اطلعت على مساهمتك السابقة، وهناك أمرين لاحظتهم على ما يبدو أولاً أظن أننا في مرحلة عمرية مختلفة. فنحن لا نقف على نفس العتبة. ثانياً كونك طبقاً لمساهمتك السابقة اخترت أن "تكوني ترس في الآلة" وهو ما رفضته وأدى بي إلى أن اترك عملي.
ملحوظة: اتفق معك فيما يخص كبار السن واختلف أيضاً حيث أنني كبيرة في السن هههههههههه.
مساء الخير د.فاتن..
اخترت أن "تكوني ترس في الآلة" وهو ما رفضته وأدى بي إلى أن اترك عملي.
صراحة ذلك ليس الإختيار النهائي، لكنه إختيار مرحلي إن صح التعبير..
فترك العمل والاتجاه نحو تحقيق الذات والاحلام الخاصة هو قرار مغر وكبير، لكن تلزمه إمكانيات كبيرة أيضا على رأسها الإستقلال المادي، وهو ما لم أحققه حتى الآن ..
لكن بمجرد تحقيق ذلك الاستقلال وعد مني سأخرب تلك الآلة تماما :)
..حيث أنني كبيرة في السن هههههههههه.
بارك الله في عمرك.. لكني لا أظن أبدا أنك بالمرحلة العمرية التي أقصدها، فمن تحدثت عنهم كانوا عجائز بالفعل..
وعموما لكل قاعدة إستثناءات.. ولربما الأمر منبعه شخصية الإنسان وليس عمره، بمعنى أنه من شب على شيء شاب عليه!
التعليقات