حينما يسألك سائل: ماذا علمتك الحياة حتى الآن؟ أو: ما هي حقائق الحياة بالنسبة إليك حتى اللحظة؟ فبماذا ستجيبه؟! لعلي لا اعلم جوابك أنت ولكني أعلم جواب نفسي. ففي عشرينياتي، لم أكن أعلم كيف أجيب هذا السؤال أو لم أكن حتى أفكر فيه. كانت الحياة تحملني خفيفاً قوياً نشيطاً؛ أي كانت الحياة تطلبني كما كنت أطلبها! الحياة بالنسبة لي كانت كفتاة ضاحكتني وضاحكتها قليلاً وخدعتني عن نفسي فلم أتبين حقيقتها!

 أما إذا سألني سائل نفس السؤال وقد تخطيت الثلاثين، فإني أنظر إليه بعين راشد قد خبر الحياة والأحياء نوعاً ما. ما بعد الثلاثين سن الرشد بامتياز وسن الهدوء النفسي. الحياة في هذا السن كمخطوبة لي ظللت معها كثيراً فعرفت منها بعض عيوبها وبعض مزاياها ولم نتزوج بعد!

من حقائق ما بعد الثلاثين:

1)      لا وزن لآراء الناس؛ يكفيني رأيي في نفسي وما أنا مقتنع به.

2)      لا أحد يريدك أفضل منه فلا اخ ولا أخت. وكما في المثل الشعبي المصري: لا أحد يريد لك الخير إلا خالقك أو والدك.

3)      تعلمت الواقعية؛ فالناس هم الناس ولن يتغيروا ولن يصلحهم شيء. فلأصلح نفسي أولاً

4)      كنت أعتد بكثرة الأصدقاء من حولي ثم وقت الشدة لم جد إلا واحداً ومن هنا قول الشاعر: وما أكثر الإخوان حين تعدهم..... ولكنهم في النائبات قليل.

5)      القدرة على تعلم الجديد تتناقص بعد الثلاثين؛ ندمت على أنني لم أستغل عشرينياتي في تعلم الجديد.

6)      الزواج في العشرينيات أفضل منه في الثلاثينيات

7)      الحياة الروحية أولى بالاهتمام من الحياة المادية؛ لأن الأولى قد تسعفنا إذا ضاقت علينا الثانية والعكس ليس صحيحاَ

هذا ما أذكره الآن من حقائق وهنا أوجه سؤالي لكم:  ما حقائق الحياة التي عرفتموها حتى الآن؟ وهل من طريقة لتدارك أخطاء الماضي؟