يشير مصطلح الانحياز السردي إلى تفسير الفرد للأحداث الحاصلة بالاعتماد على المعطيات الذاتية وتجاربه الشخصية التي لا ترتكز على قاعدة علميّة ثابتة أي هي الحالة التي يحوّل فيها الأحداث إلى مجموعة مترابطة تظهر على شكل قصّة تحتمل الصدق من عدمه.

والان سأحدثكم عن تجربة لي في هذا المجال تتعلّق بخياراتي الاستهلاكية. فمنذ عدّة أعوام كنت دائما ما أنجذب للإعلانات المرتبطة بالعلامات التجارية فأسارع إلى أقرب محل لشراء ما رأيته وأتجاهل ما هو بعيد عن الأضواء التسويقية. لاحقا وعندما كنت أتابع في إحدى المحاضرات في الجامعة مادة إدارة المنظمّات سأل حينها الاستاذ " لو وقعتم بين خيارين: شراء منتج من علامة تجارية شهيرة شاهدتم إعلانه مقابل منتج حديث العهد إلّا أنّه يمتلك ميزة تنافسية لا تقل شأنا عمّا يملكه المنتج الأول وبسعر أقل، ماهو اختياركم ؟

تفاجات حينها أنّ معظم الحاضرين سيحافظون على اختيارهم للمنتج الأول بسبب اعتقادهم انّ السلع التي تلتزم بإعلانات ضخمة لمنتجاتها تمتلك نوعيّات أفضل والتزام بالجودة والمعايير.

وهنا سألت نفسي، أليس هذا افتراضا عشوائيا مبنيّا على توقعاتنا وتجاربنا الشخصية كعملاء؟ فمن ناحية أخرى فإنّ الشركات التي لا تضع ميزانيات ضخمة على إعلاناتها تنفق بشكل أكبر على تحسين جودة منتجاتها.فلما لا نضع هذا الامر بعين الاعتبار أيضا؟ هذا تحديدا ما نسمّيه الانحياز السردي أي انحيازنا لخيار ما بدون الاستناد على وقائع وحقائق بل على توقعات وافتراضات شخصية لا إكثر.

ومن هنا وبرأيكم، كيف بإمكاننا أن نتجنّب الانحياز السردي كعملاء؟