كيف يمكننا تجنب سلبيات الشركات العائلية والاستفادة من مزاياها؟

كنت مازلت افكر في نشر مقالا عكس مقالتك " مميزات وسلبيات الشغل في شركة عائلتي ؟" انا حاليا اشتغل في شركة عائلتي ولكني انا التي تعاني .. لان معظم الطاقم من العائلة والبقية من خارج العائلة و حتى لا يشعر الطاقم الخارجي بعدم الراحة اكثر الامتيازات لهم واراءهم مهمة اكثر من اراء العائلة ظن من هم انهم اكثر كفؤ من طاقم العائلة.

كذلك اغلب المشاكل التي تحصل في الشركة ترجع عليا كمشاكل شخصية اعاني منها حتى بعد الرجوع الى البيت.

الميزة الوحيدة التي احببتها هي التعاون الحقيقي بين الافراد خاصة اذا وقعت في مشكلة حيث نقوم معا بحلها ولا يوجد من ينتظر هذه اللحظة لتخلص منك او سبب لشكوتك لمديرك.

فما رايكم ماذا افعل لا اعيد التوازن بين المعاملة بين افراد العائلة والطاقم الخارجي ؟

هناك العديد من الأمور العملية التي يمكننا أن نطبّقها لنحصل على النتائج التي نريد، أوّل هذه الأمور برأيي وأهمّها هو إنشاء هيكلية واضحة، لا يجب أن نترك الأمر كما يقال عندنا في سوريا "بالمونة" أي عن طريق العشم، يجب إنشاء هيكلية واضحة للمناصب، مثل مجلس إدارة أحبّذ أن يكون فيه واحد من الأعضاء على الأقل من خارج العائلة لضمان اتخاذ قرارات موضوعية وتجنب المحسوبية، هذا الأمر يضبط بقوّة فعلاً.

يجب أن يكون هناك قرار مسبق في تحييد المشاعر العائليةعن العمل وهذا يتم بتعزيز ثقافة التواصل المفتوح والصادق بين بعض بحيث يمكن لأفراد العائلة مناقشة قضايا العمل بحرية دون خوف من الحكم أو التداعيات، هذه طريقة قد تحسّن علاقتهم بالمناسبة أكثر. وهناك تفصيلة أشعر يجب أن نركّز عليها، وهي مسألة كيفية التعامل مع المُتغيّرات، أي كيف سنتصرف إذا شخص انسحب، أو لا سمح الله توفّي وهكذا، وضع خطط بديلة واضحة ومحددة بشكل جيد لضمان الانتقال السلس بالقيادة والإدارات مسبقاً أمر ضروري جداً وهذا يساعد على تجنب الصراعات العائلية والصراعات على السلطة.

من أهم النقط التي سأضعها، هي وضع نسبة محددة لتمثيل او توظيف أفراد من العائلة داخل الشركة، بحيث لا يكون هناك تحيز وقت الترقيات مثلا او شعور الموظفين بعدم المساواة.

سأضع حدودا واضحة لكل دور يمثله شخص من العائلة، وسيكون هذا واضحا تماما لباقي الموظفين لتشجيعهم على ابداء رأيهم، أو اعتراضهم بطريقة إيجابية بخصوص أداء احد من موظفي العائلة

أيضا لن يكون هناك ترقيات إلا لمن يستحقها فعلا، لأن هناك بعض رواد الأعمال يعتقدون ان تنصيب أقاربهم في أماكن إدارية يضمن لهم الأمان.

لن أسمح لأحد بأن يدير او يؤدي شيء ليس من اختصاصه فقط لأنه قريبي، وهذا يأتي من تشجيع المدراء ومسؤولي القرار لممارسة ادوارهم حتى لو كان على قريبي.

يحضرني مشهد من احد الأفلام لا أتذكر اسمه، وكان صاحب الشركة رجل ثري بدء من الصفر، عندما ذهب ابنه ليعمل معه، وضعه في أقل منصب بالشركة، وهذا ليعلم كل شيء عن أي شيء بشركته قبل أن يجلس على كرسي الادارة وهذا واقعيا قلما يحدث.

من خلال خبرتي واحتكاكي بعدة شركات رأيت نماذج كثيرة للشركات العائلية ورغم أن مشاهداتي كثيرة لكن لا أستطيع تعميمها على الجميع إلا أنني أستطيع أن أصنفها تبعًا لطبيعة الإدراة وظروفها فمما لاحظته أن أغلب الشركات التي يكون فيها الأب هو صاحب المال والجهد والمشروع هي مهيئة للنجاح في حال إشراكه أبنائه على أن يكون حازمًا جدًا ورغم ذلك قد تبدأ المشاكل بمجرد وفاة الأب كذلك الشركات التي يديرها أخوة منذ البداية وقاموا بالتأسيس سويةً هي شركات ناجحة بالمجمل أما الفشل غالبًا ما يأتي من أب أو أخ أراد إقحام أقربائه وتعيينهم بمناصب مباشرةً دون معرفتهم بأساسيات العمل أي أنهم كانوا خارج تلك الأجواء.

لذلك برأيي الحزم من قبل المدير مع أقربائه هو العامل الأهم ويجب معاملتهم مثل باقي العمال الآخرين من حيث الحقوق والواجبات وترقيتهم بناءً على الكفاءات والجهود التي يقدموها.

يمكن أن تكون الشركات العائلية ناجحةً للغاية إذا تمّ إدارتها بشكلٍ صحيح من خلال وضع سياسة واضحة لمعايير تعيين و ترقية أفراد العائلة، وتعليمهم وتدريبهم بشكل كبير، كما لا بد من تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة لضمان الشفافية و المساءلة عند ظهور أي تقصير أو تلاعب، كما يجب أن يكون هناك نظام تحكيم متفق عليه يخضع له الجميع لحلّ الصراعات العائلية.

أول شركة عملت بها - من حوالي 19 عامًا - كانت شركة عائلية، وما زلت على تواصل مع بعض الزملاء والأصدقاء الذين عرفتهم في هذه الشركة، والذين ما زالوا يعملون بها إلى الآن، نادرًا ما يبقى موظف في شركة واحدة لهذه المدة الطويلة، فالشركات العائلية غالبًا ما توفر استقرارًا أعلى بكثير من غيرها من الشركات، وتتعامل مع الموظف كفرد من العائلة، إن رأت أنه جدير بهذه الثقة، بل وتسمح له بتعيين أقربائه، أعتقد أن لهذه الشركات الكثير من المميزات، وتلافي سلبياتها يكون بعقد يضمن للموظف حقه، شأنه شأن الموظف في أي شركة أخرى.

لمدة تناهز 14 عاما عاصرت العمل في مؤسسة عائلية كبرى، بدأت بتعاون بين أخوين ثم إنتقل الزمام الى الجيل الثاني الذي كنت شاهد علية وكانت بداية وضع المنشأة الطبيه الى المسار الصحي الصحيح بداية من وضع هيكل إداري واضح مع تقسيم الأدوار بشكل متخصص الأخ الأكبر تقلد منصب المدير التنفيذي بحكم دراستة بمجال إدارة الأعمال بالولايات المتحدة، والأخت تقلدت منصب المدير الطبي بحكم دراستها بكلية الطب، أما الأصغر تقلد منصب مدير قطاع التشغيل مع إنه طبيب ولكن درس مجال الإدارة، البداية كانت مبشرة منهم من تحديد الأدوار، تم تدشين شركة تحمل الإسم، البدء في حصول جميع إعتمادات الجودة التي تخضع المنشأة الطبيه للمعايير الصحية العالمية من شهادات، JCI-CBAHI- البدء بإدراجها في البورصة، ترشح الإبن الأكبر لمنصب كبير لإحدى جمعيات رجال الأعمال، الأن تم إفتتاح 3 فروع بسعة إجمالية 900 سرير وبالمقاييس في القطاع الطبي يعتبر رقم ضخم جدا بالنسبة للقطاع الخاص، كلهم تحت إدارة نفس الجيل الثاني، فكلما كانت البداية والبناء صحيحا مع التخطيط المدروس وقتها لن يشغل بالنا الشركات العائلية أفضل أم غيرها ؟

من الواضح أن للشركات العائلية العديد من المزايا، مثل التكاتف والاهتمام بالعمل بجدية والحفاظ على الاستمرارية والتفاني في العمل. لكن من الضروري أيضًا تجنب السلبيات المحتملة التي قد تنشأ من هذا النوع من الشراكات، لذلك لابد من بعض الحلول العملية التي يمكن اعتمادها كتحديد الأولويات والأهداف الواضحة، لأنه يجب على الشركة وأفراد العائلة المشاركين في الشركة تحديد الأولويات والأهداف بوضوح، والتركيز على تحقيقها دون التأثير السلبي للمحسوبية، كما يجب تعزيز الشفافية والمساءلة وأن تكون العمليات والقرارات داخل الشركة شفافة، وأن تكون هناك مساءلة لجميع أفراد العائلة وغيرهم من الموظفين، كما من الأفضل تطوير خطة واضحة للاستمرارية فعلى الشركة والعائلة وضع خطة استمرارية تضمن استمرار الشركة بعد مرور الجيل الحالي من العائلة.

من وجهة نظري فتعزيز ثقافة الشفافية والاتصال المفتوح، وتقديم التدريب والتطوير المستمر لجميع الموظفين يجب أن تكون الثقافة الأهم بالشركة

فمن الطبيعي أن الشركة سيعمل بها عدد من الموظفين من غير العائلة الموجودة بالشركة وبشكل شخصي أنا لا أميل لهءا الموضوع لما له من العديد من التداعيات التى من اىممكن حدوثها، ومنها عدم تقبل البعض لآراء أقرباءهم بهم، السعي المطلق من البعض منهم للمناصب الأعلي.

وجود سيطرة لكيان معين على الشركة ومن ثم ظهور الحقد والكره، لذا إن كان هناك رئيس عادل للشركة، يوظف من يستحق فأعتقد أننا يمكننا التغاضي عن كل ماذكرت لأنه سيقلل من حدوثه. لكن السؤال الأهم ماذا عن نسب الأرباح التى توزع كل عام من صافي ربح الشركة، هل سيكون للمحسوبية دور بهذا؟

أكبر عيب في الشركات العائلية الإدارة المركزيه

أكبر منصب في الشركة لا يستطيع زيادة راتب موظف