سلطة العقل الباطن: كيف يؤثر في سلوكنا وقراراتنا؟

أوافقك على أن العقل الباطن يمتلك قوة هائلة في تشكيل سلوكنا وتوجيه قراراتنا اليومية، وأنه يعكس برمجتنا الداخلية، وهي تلك المعتقدات والتوجهات التي اكتسبناها على مر السنين من التجارب والتفاعلات السابقة.

أعتقد أيضًا أنه يمكننا العمل على تغيير البرمجة السلبية وتعزيز التفكير الإيجابي لتحقيق النجاح والتغيير الإيجابي في حياتنا، حيث يمكننا استخدام تقنيات مثل التأكيدات الإيجابية والتخيل الإبداعي والبرمجة العقلية الإيجابية لتعزيز قوة العقل الباطن في تحقيق أهدافنا وتطوير سلوكيات إيجابية.

أخي محمد عند قراءة مقالك قد أحضرتني قصة كنت قد تعلمتها منذ الصغر وهي قصة رجل يدعى جيمس آلن الذي استخدم استراتيجية توجيه العقل الباطن لتحقيق النجاح في حياته.

ففي العام 1960، كان جيمس آلن يعمل كمندوب مبيعات لشركة تأمين في الولايات المتحدة. وكان يتعرض باستمرار للرفض من قبل العملاء ويعاني من عدم الثقة بنفسه وبقدراته. ولكنه قرر تغيير ذلك واستخدم تقنية توجيه العقل الباطن لتحقيق النجاح.

فقد بدأ جيمس آلن باستخدام التأكيد الذاتي بتكرار عبارات إيجابية لنفسه مثل "أنا ناجح" و "أنا قادر على تحقيق أي شيء" و "أنا متحمس ومتفائل". وقام أيضًا بتحديد الأهداف بوضوح واضح، وتحديد الخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق هذه الأهداف.

وبفضل هذه الاستراتيجية ، تمكن جيمس آلن من تحقيق النجاح في حياته المهنية والشخصية. وتم تكريمه في النهاية بجائزة أفضل مبيعات في الشركة، وأصبح رائدًا في مجال التدريب والتعليم في مجال توجيه العقل الباطن.

وتعتبر قصة جيمس هي نفسها التي تعلمت منها عندما كنت أبحث عن عمل وواجهتني كثير من المشاكل فردتت كثيراً هذه العبارات وكانت لها أثر عظيم في قوتي واستعادت روحي العملية وتحفيزي إلي التقدم أكثر وأكثر .

لقد وجدت أنّ البرمجة اللغوية العصبية فعّالة كثيرا في هذا المجال إذ أنّها تعمل على تغيير المدخلات اللفظية إلى عقلنا الباطن وهو ما يؤدي إلى مخرجات جيدة. فمثلا من خلال هذه التقنية تتعود في المواقف التعيسة بدل أن تقول" حظي تعيس" ، " إن شاء الله سأعمل على تخطي الأمر". ففي الماضي كان الاعتقاد أنّ الكلام الذي نتفوه به في عقلنا الباطني لا تأثير له علينا. بينما اليوم صار الاعتقاد السائد أنّ كل ما نتفوه به له تأثير علينا. فإن فكرت إيجابيا ، صار حياتك أفضل وإن فكرت سلبيّا صارت حياتك أسوء. لذلك فأنا أنصحكم بمشاهدة ورش عمل في مجال البرمجة اللغوية العصبية إذ أنّها تغير حياة الأفراد بشكل جذري وإيجابي من خلال إعاة برمجة للعقل الباطني.

كيف يمكننا توجيه العقل الباطن بشكل إيجابي لتحقيق أهدافنا وتطوير سلوكنا؟

يعود الفضل في فهم المستويات العميقة للعقل إلى عالم النفس فرويد، حيث صنف فرويد ثلاثة مستويات للعقل الإنساني هي: العقل الواعي Conscious، العقل الباطن Subconscious، العقل اللاوعي Unconscious..

ويعتبر العقل الباطن بمثابة حلقة الوصل بين العقلين الواعي واللاواعي، وهو الذي يخزن مجموع الذكريات والخبرات والجديدة وتصبح قابلة للاسترجاع..

ويمكن الحديث عن مجموعة من أهم التقنيات التدريبية للعقل الباطن كالآتي:

• تحاور مع عقلك الباطن كأنه صديق.

• العقل الباطن يعمل بكفاءة من خلال التأمل والاسترخاء.

• التكرار يعتبر من أهم الأساليب لتدريب العقل الباطن على أمر ما.

• التصور والتخيل من أهم محفزات العقل الباطن، تخيل دائماً ما تريده.

• الحفاظ على مزاج إيجابي ومخاطبة العقل الباطن بإيجابية تؤدي إلى نتائج إيجابية وشعور بالرضا.

• تذكر أن العقل الباطن يشبه النافورة التي تأخذ الماء من نفسها وتعيد ضخه ثانيةً.

ولكن برأيكم : كيف يمكننا توجيه العقل الباطن بشكل إيجابي لتحقيق أهدافنا وتطوير سلوكنا؟

يعتمد هذا الأمر على استخدام مجموعة من الاستراتيجيات المثبتة علميًا، التي تشمل تطبيق مبادئ البرمجة اللغوية العصبية (NLP) والارتقاء بالتفكير الإيجابي والتحكم في العواطف والتأمل والتركيز على الأفكار الإيجابية والعمل على تعزيز الثقة بالنفس.

مثلا قد نجد من مبادئ البرمجة اللغوية العصبية (NLP) تقنيات تهدف إلى تحسين الاتصال بين العقل الباطن والوعي، وتساعد على تغيير الأنماط السلبية وزيادة الثقة بالنفس وتحسين الصحة النفسية. ويمكن الوصول إلى هذه المبادئ من خلال الاستراتيجيات المختلفة، مثل تحديد الأهداف وتحليل العواطف والتحكم فيها وتغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.

هل لديكم استراتيجيات محددة أو تجارب شخصية في هذا الصدد ؟؟

شخصيا أعتمد على استراتجية اللجوء إلى التأمل لمدة نصف ساعة يوميا في مكان هادئ كنوع من العصف الذهني والتركيز على الأفكار الإيجابية وتعزيز الثقة بالنفس لتحقيق الهدف المطلوب.

العقل الباطن لا يعرف الصح من الغلط ولا الحلال من الحرام يعرف بس اللى اكتسابه من خلال تجاربنا السنين السابقه واللى تم تعلمه .... وعند التعرض لاى موقف يبدء الحديث الذاتى بناء على ما هو مكتسب ومخزون فى العقل الباطن لذلك بنكون محتاجين نعيد صياغه عقلنا الباطن بالتعليم الجديد لان السابق مكتسب وكل ماهو مكتسب اقدر اغيره من خلال التغير واعاده الصياغه فى الحوار الذاتى