دعوني أبدأ المساهمة بسؤال بلاغي نوعًا ما: هل قراراتنا 100% تابعة لإرادتنا الشخصية ووعينا الذاتي؟ 

 يعتبر الوعي مفتاحًا أساسيًا في تشكيل قراراتنا الفردية. عندما نكون على دراية بالمعلومات والحقائق المتعلقة بالموضوع المطروح أمامنا، فإن قدرتنا على اتخاذ القرارات تكون مدروسة، وهنا وعينا أما من خبرات ومعرفة شخصية، أو بالتأثر بتصرفات الآخرين واتخاذ قرارات تتفق مع سلوكهم فيما يُعرف بالسلوك الجمعي.

قد يكون اتباع السلوك الجمعي نتيجة لضغوطات إجتماعية نضطر للخضوع لها حتى لو كنا غير راغبين بذلك، أو لاتباع ما يُعرف "بالانحياز الاجتماعي" وهو رغبتنا في الانتماء لمجموعة معينة أو فئة معينة فنتبع سلوكياتهم سواءً كانت آراؤهم صائبة أم خاطئة، وهناك أيضًا الرغبة في الشعور بالقبول والتوافق مع من حولنا فنقوم بنفس سلوكياتهم حتى نشعر أننا على حق ونتبع الفريق الصائب.

لنأخذ مثالًا بسيطًا هنا وهو فكرة المقاطعة للمنتجات الأجنبية: هل جميع الأفراد تقاطع لنفس السبب؟ بعضهم يقاطع دفاعًا عن القضية (وهذا المثال تحديدًا يعتبر تغييرًا في الوعي الجمعي لبعض الناس وتوجيه رؤيتهم لبعض المنتجات بالشكل الذي يناسب معتقداتهم)، البعض الآخر قد يقاطع من مبدأ دعم المنتجات المحلية وتشجيع الاقتصاد المحلي، وهناك فئة مختلفة تمامًا تتبع الأمر بشكل مواكب للتريند فقط فهم ينظرون لمن حولهم ويفعلون المثل دون إدراك أو وعي للسبب الحقيقي الذي يدفعهم لذلك.

لا يمكننا إنكار تأثير الوعي الجمعي علينا وأننا جميعًا نرغب بالشعور بالانتماء والتناغم مع المجتمع، لكن هل يعني ذلك تبني أفكار دون أي فهم مسبق ووعي فردي بنتائج تلك الأفكار؟

في رأيكم.. كيف يمكننا الاستفادة من تأثير الوعي الجمعي بشكل صائب في اتخاذ القرارات وتوجيه السلوكيات؟ وهل يمكننا اعتبار العاطفة المحرك الأساسي لتغيير الوعي الجمعي؟