"اجعل الكذبة كبيرة، أبقها بسيطة، استمر في تكرارها، وفجأة سيصدقها الجميع"

هذه أحد الاقتباسات الشهيرة لجوزيف جوبلز وزير الإعلام للحزب النازي والملقب بشيطان الإعلام. وهي بالفعل تلخص فن البروباجاندا الذي برع فيه جوبلز في كلمات قليلة.

البروباجاندا هي نشر المعلومات، سواء الحقائق أو الحجج أو الشائعات أو أنصاف الحقائق أو الأكاذيب وذلك للتأثير على الرأي العام. يعتبر التعمد والتركيز الشديد نسبيًا على التلاعب هما ما يميزان البروباجاندا عن المحادثة العرضية أو التبادل الحر والسهل للأفكار.

يمكن أن يكون للبروباجاندا تأثير عميق على الوعي الجمعي للمجتمعات من خلال التلاعب الاستراتيجي بالمعلومات والعواطف والتصورات، تسعى الدعاية إلى تشكيل الرأي العام والمعتقدات في اتجاه محدد. يمكن أن تكون آثاره على الوعي الجمعي خفية وعميقة على حد سواء، مما يؤثر على طريقة تفكير الناس وشعورهم وتصرفهم بشأن قضايا مختلفة.

هناك أمثلة عديدة لاستخدام البروباجاندا منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي ومن هذه الأمثلة:

  • حملة كوكاكولا Share a coke: استبدلت كوكاكولا شعارها بأسماء شائعة وشجعت الناس على مشاركة زجاجات الكوكاكولا، مما خلق إحساسًا بالتخصيص والاتصال وعزز صورة إيجابية للعلامة التجارية. وزاد المبيعات بشكل ملحوظ، فقد كان البعض يشتري الزجاجات لمجرد أنها تحمل اسمهم أو اسم شخص مقرب لهم.
  • حملة آبل Think Different: احتفلت حملة آبل بشخصيات بارزة مثل آلبرت أينشتاين ومارتن لوثر كينج وربطت علامتها التجارية بالابتكار والتفكير الإبداعي، مما عزز ارتباط العملاء بمنتجات آبل حيث لم تعد تمثل منتج بل أصبحت رمز للإبداع والابتكار.
  • الحزب الشيوعي: استخدمت الحكومة السوفيتية الدعاية للترويج للمثل الشيوعية، وتمجيد قيادة جوزيف ستالين، وقمع الأصوات المعارضة. وذلك من خلال اللعب على أن الشيوعية تهتم بالشعب على عكس الرأسمالية التي تتركز فيها الثروة في يد قلة غنية

هل تعتقدون أن البروباجاندا لها تأثير كبير على الوعي الجمعي للجمهور؟ وكيف نتخلص كأشخاص ونكون أكثر وعيا تجاه هذا التأثير؟