الوعي أثمن سلعة وله مهره!

نضيف إليها التفاعل الإنساني معها يا تامر. التزام الإنسان بالتكيّف مع اختلافه مع الآخرين هو العامل الأساسي في هذا الصدد. لأن مقدار المعرفة في الكثير من الأحيان لا يمنع الإنسان من حرمان الآخرين من حقوقهم في الاختلاف معه، وبالتالي فالتعامل معهم يتطلّب المزيد من الاستيعاب، لا المزيد من المعرفة.

من هذا المنطلق يمكننا أن نجد أكثر من مشكلة لا تتوقّف عن التعلّم والخلفية المعرفية، وإنما تتوقّف على قدرة الإنسان على استيعاب الآخر، وقدرته على التنازل عن البرج العاجي الذي يعيش فيه ليدرك أنه مثل الآخرين تمامًا.

مرحبا يا تامر

موضوعك جميل حقا. ففي الوعي تجد مساحة السلام مع النفس ومع الآخرين، والتي بها ترى الأشياء على حقيقتها.

ولكن كما قال علي، نضيف إلى الوعي التفاعل البشري معه. ومن الممكن أن ترى أناس متعلمون ومثقفون لدرجة كبيرة ولكن لا يقبلون اختلاف الناس لرأيهم. ولذلك، أرى بأن أفضل مهارة يمكن للإنسان أن يمتلكها هي مهارة الاستماع والتواصل الجيد مع الآخرين وانتقاء الكلام بعناية. فمن الجيد الاستماع الفعال للناس وقبول اختلافاتهم وآرائهم.

لقد أوجزت وتمكنت من وضع المعنى المناسب ..

فكثير ما نجد الأشخاص يتعاملو مع مفهم الوعي على أنه إحساس أو شعور ، فهو لا ذالك ولا ذاك فالاحساس يربطنا بعلمنا الخارجي عن طريق الحواس والشعور يربطنا بعوالمنا الداخلية عن طريق التفكير والعواطف ولا يمكننا القول عنه أيضا المعرفة لأنها مكتسبة من الخبرات والتجارب .

فغالباً الوعي يجعلنا ندرك ما سيحصل معنا قبل وقوع الشيء ويجعلنا نشعر بالآخرين وما سيلحق بهم .

وأيضاً الوعي أعتقد لو رجعنا للأصل المعجمي سنرى وعى ونرى مشتقات وعاء ألا ما يشبه مفهوم الاستيعاب الوعي ان نستوعب من حوالنا من مواقف . ولكن لنصبح واعين الأمر ليس سهلاً فالمفهوم يتكون لدى الإنسان على مراحل ليصل لمرحلة النضج .

لا شك أن الوعي هو جوهر الإنسان وخاصيته التي تميزه عن بقية الكائنات الحية، فالوعي غالبا ما يصاحب الإنسان بكل أفكاره وسلوكه،

ولذلك وجب علينا الإهتمام بالمصادر التي تساهم في تشكل ذلك الوعي، سواء الفردي، أو الجمعي.

ومن أبرز الجهات التي تساهم في تشكيل الوعي الإنساني:

ـ المؤسسة الأسرية.

ـ المؤسسة التعليمية.

ـ المؤسسة الإعلامية.

ـ المؤسسة الدينية.

الوعي هو المحرك الاساسي لنا في اعمالنا وتفاعلاتنا مع نفسنا ومع المحيط بنا، من خلال الوعي يمكننا يمكننا غربة كل ما نستهلكه من افكار، يمكننا قيادة سلوكاتنا في مختلف المواقع، لكن ما رأيك في القول أن الوعي الذي نعمل به هي البرمجة التي تكونت لدينا لكن الوعي الحي هو مدفون وعلينا احياؤه في حياتنا حتى نفرق بين ما يصلح لنا حقيقة وليس ما برمجنا عليه؟

الوعي أثمن سلعة وله مهره!

الوعي هو الحالة الإدراكية المكتسبة من المعارف والعلوم والثقافات التي تضيئ العقل وتحيي الفهم وتشعل الفكر، قراءة هذا السّطر تختصر مفهوم الوعي لحدٍّ بعيد جدّا، وأضيف على ما قلته بأنّ الوعي هو إكتساب الخبرة الإدراكية التي نقوم بجمعها في كل مرحلة من مراحل حياتنا، وهي مهمّة تقتضي بجعلنا قادرين على التصّدي لتحدّيات الحياة والعالم الذي نعيش فيه، وإختيار الطرق الصّحيحة لإتّخاذ القرارات المختلفة، كما يؤدّي الوعي إلى القدرة على التعلّم والتّطوير الدائم، والتكيّف مع الظروف المتغيرة.

بالفعل أخي هو سلعة ثمينة لمن يدركون قيمتها